رفع " مروان " عينيه قليلاً باتجاه الطريق ، وصاح فجأة " أليست هذه عائشة !!"
اندفع الأربعة من السيارة وهرولوا باتجاهها ، امسك بها " مالك " وقال " أين صبا يا عائشة ..."
وقبل أن تتمكن من اجابة سؤاله ، سمعوا جميعاً صراخها بالخلف ...
قبض الرجل علي خصرها من الخلف ، وحرك يده الأخري ، وصوب علي رأسها مقدمة مسدسه ، بينما هي تراهم أمامها الخمسة بعيون متسعة ، لكنها بلعت ريقها بصعوبة وهي تري " مالك " يقذف ب " عائشة " نحو " مروان " .. الذي تلقاها وهي شاحبة بخوف شديد ...
رفع " مالك " يداه عالياً وهو يقول بهدوء يُحسد عليه ، بينما عيناه تنظر لها بقلق بالغ " أهدأ ... وأتركها .... فقط أتركها .. وسوف تستلم نقودك
شدد الرجل علي عنقها وهي تتلوي بين يديه ، نظر له بتوجس وقال " أين هي نقودك ؟ "
حرك " مالك " عينيه عليها ببطء واجابه " أتركها وسوف أسلمها لك "
اجابه الرجل وهو يتحرك للخلف بقلق " لن أتركها قبل أن أستلم النقود "
صرخت " صبا " وهو يحركها معه للخلف " لا تعطيه شيئاً يا مالك ...
صرخ بها بقلب ينزف " أخرسي يا صبا ... "ادار عينيه للخلف وقال بصوت متألم " محمود ... هناك حقيبة كبيرة بالسيارة في الخلف ... أجلبها وكن حذراً عليها يا محمود ... هل تفهمني "
اومأ له " محمود " بينما باقي العيون مصوبة تجاه " صبا " بخوف ..
امسك " محمود " بالحقيبة بين يديه وتقدم إلي الرجل ووضعها برفق أمامه ، ثم نظر ل " صبا " نظرة لم تفهمها وعاد للخلف مرة أخري ..
نظر الرجل للحقيبة وقال بشك " وما يضمن ليّ أنها ليست فارغة ؟! "
نظر له " مالك " وقال بثقة " وهل تعتقد أن يُخاطر مالك الجندي بحياة نساؤه من أجل المال .."
اومأ الرجل له وقال وهو يحرر يديه عنها ببطء " حسناً ... لكن لا تتحرك "
اطلق سراحها ، فانطلقت تجري تجاه " مالك " ، فتلقاها بين ذراعيه وهو يشدد من احتضانها ، لكنه ما لبث أن ادارها خلفه وهو يسمع الرجل يقول " ما هذا ... الحقيبة مغلقة بأرقام سرية !! "
كان " مالك " يسمع صوت انفاسها اللاهثة علي ذراعه وصوت دقات قلبها المرتعب ، مسح علي ذراعها وهو يجيبه " نعم ... إنها ليست بالعملة المحلية ... إنها بعملة مختلفة "
رفع الرجل مسدسه مرة أخري باتجاههما ، وقال بغضب " هل تخدعني ... ما هي تلك الأرقام ... أنطق قبل أن اقتلكم جميعاً "
اجابه " مالك " وهو يرجع للخلف بها " لن تعرفها قبل أن نركب سيارتنا ونتحرك من هنا ... سأرسلها لك برسالة نصية "
صرخ الرجل مسرعاً " لن يحدث ... هل تراني غبياً ... "
اجابه " مالك " بهدوء " حسناً لن تجني شيئاً ... نحن أمامك أقتلنا "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...