احاط خصرها بيديه وهو يدفن رأسه بخصلات شعرها بحب وقال " لم أكن أعلم أن برج إيفل سيأخذكِ مني ... أشعر بالغباء أنني أتيت بكِ إلي هنا يا سمري .. "
ابتسمت وهي تضع يدها علي يده المحيطة بها وقالت " كانت مفاجأة أن الغرقة تطل عليه مباشرة ... شكراً لك حبيبي "
حرك رأسه بعنقها وهو يجيب " أحلامك كلها مجابة يا سمري ... "
ضحكت بخفة وهي تقول " لم تخبرني بباقي الألقاب للملاحظة سيد مروان .. "
أدارها له وهو يجيب بعشق " معكِ حق ... هناك العديد منها .. "
سحبها من يدها قليلاً ، لكنها تسمرت مكانها وهي تقول " لقد اشتقتُ لمصر يا مروان .. "
وقف أمامها وابتسم وقال " نحن ما زالنا بثاني يوم يا سمر .. هل سأجدك تبكين بعد قليل وتصرخين أريد أمي أيضاً !!! "
لوت شفتها بغضب طفولي وهي تجيبه " لكنني اشتقت لها بالفعل ... ولصديقاتي ... "
امسك وجهها بيده وهو يقول " سنعود بعد انتهاء شهر العسل حبيبتي ... والآن هيا لأخبركِ بباقي الألقاب .. "
لكنها توقفت مرة أخري وهي تقول " لكننا لم نذهب لأي مكان أخر ... أريد أن اتنزه في البلدة كلها ... أرجوك ... أرجوك ... "
نظر لها وهو يفكر ثم قال " اممم ... حسناً سيدتي كما تريدين .. "
اتسع ثغرها وهي تقول بلهفة " حقاً يا مروان ... شكراً لك .. شكراً لك ... "
ابتسم لها ثم قال " بالطبع حبيبتي ... هيا لنغير ملابسنا ونذهب .. "
نظرت لابتسامته وقالت " مروان أنت لا تمزح أليس كذلك !؟ "
ضحك عالياً وهو يقول " بالطبع لا حبيبتي .. هيا "
وقبل أن تتحرك ، وجدته يرفعها بذراعيه عالياً ، فصرخت بقوة " مروان ... لقد وعدتني ... بالله عليك .. لم نأتي هنا حتي نظل بالفندق ... أرجوك .. "
ضحك علي وجهها الصارخ وهو يقول " غداً سأرهق قدميكِ من التنزه ... كما تريدين .. "
فصاحت هي بقوة " اليوم ... "
ابتسم وهو ينظر لها بعشق وقال " اليوم ليّ .... "
***
جلس " مالك " علي المائدة الكبيرة الخاصة بالاجتماعات ، وهو يستند برأسه علي رسغيه في تفكير ، بينما " عزة " و " إيهاب " يجلسان حوله بتوتر ، لقد فتشا في أركان الشركة وطوابقها كلها ، حتي مكتب السعاة لم يخلو من حملة التفتيش الكبيرة التي شنها المدير ، باحثاً عن ملفه الضائع ، لكنه بالأخير عاد خالي الوفاض ، عقله لا يريد حتي إعادة الكلمة ولو همساً بينه وبين نفسه ، لا يعقل أن تكون هي من فعلتها ، لا يعلم حقاً من أين جاء بتلك الثقة ، إنه خير من يعلم أنها لا تثق به ولا حتي تبادله مشاعر الحب الذي أصبح ينمو بداخله يوماً بعد يوم ، فكيف له أن يثق بها هكذا .. أخبرته " عزة " بخوف أنها أخر من كان بالمكتب قبل سرقه الملف ، لكن كيانه كله رفض التصديق ، إذا كانت " صبا " تكرهه كما صرخت بوجهه بصراحة قاتلة ، فإن الأيام التي جمعته بها جعلته يقسم أنها أبداً ليست سارقة ، لن تتسبب له بضرر ، ولا لغيره ، هي فقط تشتاظ غضباً أمامه ، وتبرق عيناها بتحدي غريب وهي تنظر نحوه ، ويحمر وجهها إذا اقترب منها ، لكن كل ذلك يتبخر عندما يضمها لصدره ليلاً فتغفو علي ذراعه القوية ، بينما يظل هو بعض الساعات ينظر لها وهي نائمة ، وتنغلق جفونها علي حبات البندق ، وملامح وجهها تصبح أكثر إشراقاً ، كالنجمة الصيفية اللامعة ، نهر نفسه بشدة ، فيما تفكر الآن ... لكن قلبه تطوع مجيباً .. لا تستطيع سوي التفكير بها فقط ..
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...