الفصل العاشر

361 14 0
                                    

تهللت اسارير " عائشة " وهي تمسك بيدها مقص حديدي صغير تقص به شريط عملها الجديد ، بينما يبتسم " مالك " و " مروان " لها بفخر ، لم يكن العمل بحد ذاته حلماً لديها ، لكنها كانت تعشق المجال الصيدلي حتي تحقق حلمها اليوم ، لا تعلم لما اغرورقت عيناها بدمعات صغيرة جاهدت حتي لا تحررها ، وهي تتخيل أنه بجوارها الآن يبتسم لها بسعادة لتحقيق حلميهما ، لكنها بدلاً من ذلك وجدت نفسها تهمس " رحمه الله عليك يا كريم "

كانت تنظر لوجوههم الباسمة ، تبدو عليهم جميعاً السعادة الحقيقية ، حتي اقترب منها " مالك " وقبّل جبهتها وقال " أنا سعيداً من أجلك كثيراً يا حبيبتي "

ابتسمت له وهي تجيبه " عليّ الاعتراف بتضحيتك اليوم سيد مالك ... لقد تركت عملك اللعين وأتيت معي "

اعتدل بجانبها وهو يقول " أنتِ دائماً ما تظلمينني يا عائشة  ... ليس عندي من هو أغلي وأهم منكِ يا روح أخاكِ "

ابتسمت له بود ، بينما هو أكمل وهو ينظر باستنكار حوله " لم أكن أعلم أنكِ علي علاقة بسمر .... ولكن من هذا الذي يقف معها .. أهو أخوها ؟! "

ادارت " عائشة " وجهها ولكنها توقفت في دهشة وهي تري " مروان " يقف بمقابلتها وهو يهز ساقه بتوتر ووجهه محمراً بشدة وكأنه يكتم غيظه بقوة بينما عيناه مصوبتان بحرص علي شخصين  ، ابتسمت ببطء وهي تحك يدها بذقنها ، تعتقد أنها علي وشك التأكد من شكوكها السابقة ...

لكن تلك الدهشة ازدادت وهي تري أخاها ذاك ، فما كان إلا " مصطفي " صديق دراستها ، وصاحب الميدالية الفضية التي تقبع بقاع حقيبتها الآن ، والتي لسبب لا تعلمه تقلبها بين يدها صباحاً ومساءاً كدواء السعال ..

كان " مصطفي" يتحدث إلي " سمر " بكل أريحية بينما عيناه يسترقان النظر بين الحين والآخر باتجاه الدكتورة الجميلة  ...

رفعت حاجبيها وهي تراه ينظر لها مبتسماً ، فدارت مرة أخري لمحدثها وقالت " أهٍ ... هذا صديق دراستها ... لقد قابلها ونحن بالخارج ذات مرة  "

نظر لها " مالك " وقال " وهل دعوتيه لحفل الافتتاح ؟ "

تلعثمت بتوتر وهي تجيبه " لا ... أقسم أنني لم أفعل ... أنا لم أدعوه ... لقد تركت لها بعض بطاقات الدعاوي  .. ربما أعطته هي واحدة ... لكنني لم أفعل "

ضيق عيناه بشك وهو يقول " حسناً ... حسناً اهدئي .."

تنفست براحة وهي تراه يتجه إلى " مروان " ، جذبه من ذراعه ووقفا بركن بعيد ...

اوقفه " مالك " وهو ينهدم من قميصه ، نظر له بتفحص وقال " لما لا تذهب وتخبرها بمشاعرك بدلاً من الوقوف كهذا كالكتكوت المبتل بليل الشتاء "

ضيق " مروان " عيناه وهو يجيبه متهرباً " هل جننت يا مالك .... مشاعر ماذا ... وعن من تتحدث من الأساس !"

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن