تهللت اسارير " عائشة " وهي تمسك بيدها مقص حديدي صغير تقص به شريط عملها الجديد ، بينما يبتسم " مالك " و " مروان " لها بفخر ، لم يكن العمل بحد ذاته حلماً لديها ، لكنها كانت تعشق المجال الصيدلي حتي تحقق حلمها اليوم ، لا تعلم لما اغرورقت عيناها بدمعات صغيرة جاهدت حتي لا تحررها ، وهي تتخيل أنه بجوارها الآن يبتسم لها بسعادة لتحقيق حلميهما ، لكنها بدلاً من ذلك وجدت نفسها تهمس " رحمه الله عليك يا كريم "
كانت تنظر لوجوههم الباسمة ، تبدو عليهم جميعاً السعادة الحقيقية ، حتي اقترب منها " مالك " وقبّل جبهتها وقال " أنا سعيداً من أجلك كثيراً يا حبيبتي "
ابتسمت له وهي تجيبه " عليّ الاعتراف بتضحيتك اليوم سيد مالك ... لقد تركت عملك اللعين وأتيت معي "
اعتدل بجانبها وهو يقول " أنتِ دائماً ما تظلمينني يا عائشة ... ليس عندي من هو أغلي وأهم منكِ يا روح أخاكِ "
ابتسمت له بود ، بينما هو أكمل وهو ينظر باستنكار حوله " لم أكن أعلم أنكِ علي علاقة بسمر .... ولكن من هذا الذي يقف معها .. أهو أخوها ؟! "
ادارت " عائشة " وجهها ولكنها توقفت في دهشة وهي تري " مروان " يقف بمقابلتها وهو يهز ساقه بتوتر ووجهه محمراً بشدة وكأنه يكتم غيظه بقوة بينما عيناه مصوبتان بحرص علي شخصين ، ابتسمت ببطء وهي تحك يدها بذقنها ، تعتقد أنها علي وشك التأكد من شكوكها السابقة ...
لكن تلك الدهشة ازدادت وهي تري أخاها ذاك ، فما كان إلا " مصطفي " صديق دراستها ، وصاحب الميدالية الفضية التي تقبع بقاع حقيبتها الآن ، والتي لسبب لا تعلمه تقلبها بين يدها صباحاً ومساءاً كدواء السعال ..
كان " مصطفي" يتحدث إلي " سمر " بكل أريحية بينما عيناه يسترقان النظر بين الحين والآخر باتجاه الدكتورة الجميلة ...
رفعت حاجبيها وهي تراه ينظر لها مبتسماً ، فدارت مرة أخري لمحدثها وقالت " أهٍ ... هذا صديق دراستها ... لقد قابلها ونحن بالخارج ذات مرة "
نظر لها " مالك " وقال " وهل دعوتيه لحفل الافتتاح ؟ "
تلعثمت بتوتر وهي تجيبه " لا ... أقسم أنني لم أفعل ... أنا لم أدعوه ... لقد تركت لها بعض بطاقات الدعاوي .. ربما أعطته هي واحدة ... لكنني لم أفعل "
ضيق عيناه بشك وهو يقول " حسناً ... حسناً اهدئي .."
تنفست براحة وهي تراه يتجه إلى " مروان " ، جذبه من ذراعه ووقفا بركن بعيد ...
اوقفه " مالك " وهو ينهدم من قميصه ، نظر له بتفحص وقال " لما لا تذهب وتخبرها بمشاعرك بدلاً من الوقوف كهذا كالكتكوت المبتل بليل الشتاء "
ضيق " مروان " عيناه وهو يجيبه متهرباً " هل جننت يا مالك .... مشاعر ماذا ... وعن من تتحدث من الأساس !"
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...