ضحك " مروان" بمبالغة وقال بقوة مشدداً علي كل حرف ينطق به " حسناً لكنني محظوظ أكيد ...إنها صبا "
لم يُسمع وقتها سوي صوت ارتطام الكوب الزجاجي بالأرض السيراميكية أسفله ، وبعدها عم المكان سكون خاطف....
وجد " مروان " نفسه محلقاً بجانب إطار صورة جده وجدته ، ويداً كالحديد تطبق علي عنقه تمنع عنه حقه في الهواء من حوله ، سعل بشدة وعيناه جاحظتان للأمام وقال بصوت يحتضر " سأموت أيها الاحمق ...ابعد يداك يا مالك سأموت بحق "
ارخي " مالك " يده قليلاً وهو ممسكاً بتلابيبه ، وعيناه تطلق رصاصات أشد من البنادق .. رفع عينيه به وهدر بصوت كفحيح الأفاعي " اعد ما قلته لتوك الآن ؟ "
تحشرج صوت " مروان" وهو يجيبه محاولاً ابعاد يده بقوة " ماذا يا مالك ...كنتُ أخبرك أنني سأتقدم لخِطبة صبا ...ماذا بك "
ترك " مالك " عنقه وهو يتلفت حوله كأسد جريح ، ثم اغمض عينيه بقوة والتفت لفريسته مرة أخري ، غرز " مالك " اصابعه بلحم " مروان " وهزه بقوة هاتفاً " تتجرأ وتعيدها أمامي مرة أخري يا حقير ... تعيدها أمامي وأنت تعلم أن..."
رفع " مروان " حاجبيه وقال لها ببرود " أنك ماذا ...قولها يا مالك ...أنك ماذا ...تحبها صحيح ...بل تعشقها ...أليس كذلك يا صديقي "
كانا قد نسيا وجود السيد " عبد العزيز" معهم بنفس الغرفة ، كلاً منهما كان يفكر بأهداف حمقاء مختلفة ، سمعا صوته الرزين يقول " هل ستتشاجران أمامي أيضاً يا رجلا العائلة "
تحرك " مروان " بخفة وهمس بأذن " مالك " حسنا ً ... ساعد والدك بالصعود لغرفته وسأنتظرك بالجنينة خارجاً "
تقدم " مالك " ومسك بذراع مقعد والده واجابه بعدما قبّل يده بحنان " ليس هناك شيئاً يا أبي ...كنت أهنأ العريس الجديد فقط "
ابتسم " مروان " بخفة وهي يضع يديه بجيب بنطاله وقال " نعم يا عمي ...وقريباً سأحضر لك العروس كي تراها ... وتري كم هي جميلة ... وعيناها ..كم ه...."
صرخ " مالك " بصوت اهتزت معه جدران الغرفة " مرووووان ...أخرس وإلا دفنتك حي "
ضحك " مروان " بشدة وهو يري احمرار عيني " مالك " ثم تحرك بعدما حي عمه وصعد به " مالك " لغرفته ...
.......................................
جلس " مروان " علي جانب الأريكة الخشبية بساحة الجنينة الكبيرة واضعاً قدماً فوق الأخري ، يري لمعان النجمات بالسماء ، كان ليلاً صيفياً جميلاً وبعض نسمات الهواء العليل تخترق صدره فتنعشه وتعبث بخصلات شعره الكثيف كشعر أبن عمه ... ابتسم بشدة وهو يتذكر حديثه مع عمه منذ قليل ...
دلف " مروان " بعدما فتحت له الخادمة واشارت له بمكان السيد " عبد العزيز " ، دخل وهو يصفر بنغمة رتيبة وهو يصيح " يا أهل الكهف ...هل من أحداً هنا "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romantizmوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...