قهوة الآنسة صبا ، سيدي "صعد " مالك " مكتبه مرة أخري بهدوء متناقض لما كان عليه منذ دقائق ، رأته " سمر " يسير ببطء غريب عليه وهو يهمس بغناء مفتعل بكلمات لم تتبين منها حرف ، وعيناه تضيق وتتسع كلما همس بكلمة ، فغرت " سمر " فمها باتساع وهي تتحدث لحاسوبها " هل كان هذا السيد مالك ...أم أن جهد
العمل قد أثر علي عيناي ؟! "تنهدت بضعف وقالت بصوت أعلي " وما دخلي أنا ...هذا المكان مجنون كصاحبه "
صرخت بقوة وهي تعض علي ًشفتيها بارتباك ، عندما سمعته يفتح الباب ويخرج مناديا باسمها " ماذا .... تحت
أمر حضرتك سيد مالك "نظر " مالك " بشك لارتباكها الملحوظ وقال " هل ان ِت بخير يا سمر "
سعلت وهي تجيبه بابتسامة صفراء " اه ..نعم ..أنا بأفضل حال سيد مالك...إن من يعمل لديّ حضرتك بالتأكيد
سيكون بأفضل حال "ابتسم علي سخافتها المعتادة ، لا تستطيع اخفاء تعبيراتً وجهها ، تبدلت ملامحه بمهارة عملية وهو يقول " حسنا ...جيد ... استدعي الآنسة صبا لمكتبي من فضلك "
ثم تركها ودلف لمكتبه مرة أخري ، وضعت " سمر " يدها بجانب صدغها وقالت وهي تحك ذقنها بتفكير " ماذا يحدث هنا...إن حسيّ الأنثوي يخبرني أن ثمة شيئاً غريباً يحدث ... حسناً يا خبر اليوم غا ٍل غداً تصبح مجاناً "
.................................
" صدقيني يا صبا أنا لا أعلم ...لقد أخبرني السيد مالك بأن استدعي ِك ولم يخبرني لماذا ...أقسم لكِ "
انهت " صبا " المكالمة ووضعت الهاتف علي المكتب برفق ، فهي مازالت تتعلم كيفية استخدامه وتخشي أن تفسده ، فكرت كثيراً ألا تذهب ولكنه مديرها بالعمل ويجب عليها طاعة الأوامر إن فضلت البقاء
جرت ساقيها ببطء وهي تدلف للرواق الذي ينتهي بمكتبه الكبير الواسع ، كانت خائفة ولا تعلم ل ّما ، لقد سمعت منذ أن خطت قدمها تلك البناية ؛ عن شدته ًوصرامته بالعمل لقد أخبرتها زميلتها بأنه عادل جدا فيما يخص أمور الرواتب والمكافآت وتلك الأشياء ، لكنه غريب وصارم ولا يمرر خطيئة أحد ولو كان والده السيد " عبد العزيز " ، قد عرفت أيضاً أن السيد " مروان " أبن عمه وشريكه بهذه المؤسسة ، وأن والده قد أصابه شلل نصفي منذ
ثلاث سنوات ؛ أصبح خلالها جليس مقعد متحرك و لا يخرج من المنزل إلا للضرورة القصوى التي تستلزم وجوده عند الفحوصات الطبية الخاصة بحالته ، وأخبرتها أيضاً غير متعمدة أنه لم يتزوج بعد ، كانت له سابقة خطوبة ولكنها لم تتم ، ويعتقدوا من حوله أنه قد وهب حياته لرعاية والده وقد نسي أمر الزواج وتلك الأمور منذ ما حدث لوالدته فقد توفت بعد اصابة والده بعام واحد فقطكانت قد وصلت أمام مكتب " سمر " فرفعت عينيها وقالت " أرجو ألا أطرد من العمل ...حتي أرا ِك مرة أخري يا سمر "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...