الفصل الثاني والعشرون

206 11 0
                                    

ترجلت ببطء من السيارة وهي ترفع نظارتها قليلاً ، لتتعرف علي المكان البسيط حولها وكأنها هبطت للكوكب لأول مرة ، ابتلعت غصة مؤلمة بحلقها وهي تتنهد وتقترب من الباب الحديدي الكبير نسبياً ...

" عفواً سيدتي .... من تقصدين ؟! "

توقفت أمامه وهي تجيبه بهدوء " أنا عائشة ... أريد الصعود إلي السيدة صبا من فضلك "

نظر لها قليلاً وهو ينقل بصره إلي اللائحة الورقية في يده وهو يجيب بأدب " لحظة سيدتي .."
ك
ابتسمت وهي تحرك رأسها وتقول " لا تقلق ستجدني علي رأس تلك القائمة ... أنا عائشة الجندي ... ابنة عم السيد مالك ... "

اجابها أسرع بعدما تأكد من وجود اسمها بالفعل " آسف سيدتي .... تلك تعليمات السيد مالك وهو صارم فيما يخصها ... "

هزت رأسها مؤكدة وقالت وهي تنظر لارتفاع البناية " أجل أعرف ... ولعلها هي الأخرى تعلم ذلك ..."

ثم رفعت تنورتها قليلاً وهي تقول " عفواً ... أنا صاعدة "

اجاب الحارس باحترام بالغ وهو يُفسح لها الطريق قائلاً " تفضلي سيدتي ... عذراً لتأخيركِ "

فُتح الباب ببطء قليلاً ؛ فقالت " عائشة " كنت أعتقد أنكِ ستأخذين المزيد من الوقت حتي تتكرمي وتفتحي ليّ "

حاولت " صبا " رسم ابتسامة باردة علي وجهها ولكنها فشلت وهي تقول " رأيتكُ من النافذة ... تفضلي يا عائشة

عانقتها الأخيرة بود وهي تقول ساخرة " كنتُ أعتقد أنه قيد النوافذ أيضاً ... "

لم تبتسم " صبا " بل هتفت بضيق " هذا ما ينقصه ... أقسم لو فعلها لكنت اا.... "

وضعت " عائشة " يدها سريعاً علي فمها وهي تقول " أهدئي يا فتاة ... ضغطك سيرتفع ... "

هتفت " صبا " مرة أخرى بعدما ابتعدت قليلاً عن ضيفتها قائلة " وهل تعتقدين إنه لم يرتفع بعد ... سأجن ... أقبع هنا كالسجينة بينما هو يتحكم بيّ ... يتحكم بمن أري ومن أحادث... يضع سجن كامل من الحراس أسفل بيتي .. هل جُن أخوكِ ؟! "

ضحكت " عائشة " رغماً عنها وهي تقول " لو أنه سمعك الآن يا صبا ... بربك كان قتلك بها ... "

اجابتها " صبا " بنفس النبرة " هل تجدين هذا مضحكاً يا عائشة !! ... لقد كنتُ واضحة في قراري فلما يفعل ذلك !؟ "

جلست " عائشة " بتنهد وهي تجيبها ببساطة " لأنه يحبك يا صبا .. "

صاحت كمن لدغته حية " كذب ... كذب ... هذا ليس صحيحاً ... هذا تملك وإرضاءٍ للغرور ليس إلا ... "

أخذت " عائشة " نفساً حاراً وهي تجيب " بل إنه الصدق يا صبا ... لا أعلم كيف ترينه كذلك ... "

جلست بسخط حارق وهي تجيبها " إن أخاكِ لا يعرف الحب يا عائشة ... إنه متملك فقط ... يريدني لأنه يريد ذلك فقط ... لقد اعتاد علي امتلاك ما يحلو له ... لكنني لست سلعة يستطيع أن يملكها ولو بعد الآلاف العقود "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن