_ لماذا تبكين إذن ؟
كنزي ببكاء و هي تفتح كفي يديها لملهم : لقد ضربتني المعلمة بالعصاة على يدي ، كانت تضرب بقوة و أمام الجميع .
طالعها بألم ، قلبه اهتز مما قالت ، هناك من يؤذي صغيرته كيف له ألا يتألم .
أمسك يديها يقبلها بحنان محاولاً قدر المستطاع ألا يظهر دموعه أمامها .
ملهم : لماذا فعلت ذلك ؟ هل فعلتي أمراً سيئاً يا صغيرتي ؟
أخفضت كِنزي رأسها و لم تجب .
رفع رأسها بحنان وقال : أخبريني ما الذي فعلته ؟ لنحل المشكلة معاً .
كِنزي ببكاء : لقد دفعت زميلتي في الفصل .
ملهم بهدوء مربتاً على شعرها : لماذا يا كِنزي ؟ أنت لا تحبين إيذاء الأخرين .
كِنزي : هي أيضاً آذتني .
ملهم : ماذا فعلت لك ؟
كِنزي و وتيرة بكائها تزداد : لقد قالت لي بأني وحيدة بلا أب أو أم ، أنا أنا قلت لهم لدي جدتي و ملهم لكنهم سخروا مني جميعاً
و أنا لم أتحمل ذلك فدفعتها .
أتى اليوم الذي كان يخشاه و يخشى أن تواجهه صغيرته ، ألم قلبه لن يستطيع التعبير عنه
دموعه دموعه بدأت تنهمر دون توقف ، احتضنها بقوة و بكى هو بصمت ، لا يعلم كيف سيواسيها الآن
هو يشعر بالعجز .
نظر لجدته طالباً المساعدة منها ، اقتربت الجدة و حملت كنزي بين ذراعيها و هي تقول :
هيا بنا نغسل وجهك الجميل ، و نرتب خصلات الشعر المنتشرة مثل شعاع الشمس ، ثم ألم ترسمي رسمةً وأردت أن تريها لملهم .
تذكرت الصغيرة فمسحت دموعها بيديها الصغيرتين : نعم أريد أن أريه رسمتي .
ذهبت الجدة للحمام لتغسل وجه كنزي و ترتب شعرها ، بدأت الصغيرة تنسى حزنها و تحمست لتري ملهم رسمتها فأسرعت نحو
الحقيبة و أخرجت دفتر الرسم راكضةً بحماس نحو الصالة حيث يجلس ملهم ، و لكن توقفت و بدأ الحزن يظهر على معالم وجهها
حين لم تجده بحثت عنه فلم تجده في المنزل ، كادت خيبة الأمل تصيبها و لكن لحظات قليلة و رأت الباب يُفتح و أطل ملهم و هو يحمل
بيده حقيبة بلاستيكية ، ركضت نحوه فحملها عالياً .
كنزي : ظننت بأنك غادرت دون أن تودعني.
ملهم بابتسامة : و هل أقدر على فعل ذلك .
كِنزي بتساؤل : لماذا لا تعيش معي و مع جدتي يا أخي ، سأكون سعيدةً بذلك فأنا أحبك كثيراً و أشتاق لك أيضاً .
ها هي تضغط على الجرح من جديد ،
تدخلت الجدة مجدداََ قائلة : لا يستطيع لأن ملهم لديه مدرسة ، أتعلمين هو يريد أن يصبح لاعب كرة قدم مشهور و هو يسعى
أنت تقرأ
كِنزي
Short Storyالبيت و العائلة أول شعور يداهمك حين قراءة الكلمتين هو الأمان ، قلبك ينبض بالحب و تحيطك السعادة وتتسلل راسمة بسمة على وجهك الجميل ، تشعر بالدفء في وسط صقيع العالم من حولك . و لكن ماذا إن تحول أكثر مكان من المفترض أن يكون آمناً إلى كابوس ، إلى مكان...