أنا موجود لأجلك دائماً

241 20 48
                                    

🥀نواسي أنفسنا بقول أن الأحزان تتبخر مع الأيام صحيح بأنها تتبخر ولكنها في الحقيقة تتكاثف من جديد وتمطر بكل الأحزان دفعة واحدة 🥀

..................

سارت خارج الغرفة بقلب محطم أغلقت الباب بهدوء

و استندت بيدها على الحائط مانعة نفسها من السقوط ، قبضت يدها الموضوعة على قلبها بألم و تركت العنان لدموعها لتنهمر ، بقيت 

على وضعها لمدة من الزمن إلى أن سمعت صوت خطوات تقترب فأسرعت بمسح دموعها و حاولت قدر المستطاع أن تظهر على 

طبيعتها .

كان ملهم مقبلاً نحوها و هو يقول : كنزي ، لقد جهزنا مائدة الطعام ، أتيت لاستدعائك أنت و أبي فلقد تأخرتي .

التفتت له بهدوء و قالت بصوت متحشرج : حسنا ً.

من منظرها علم بأن بها خطب ما فقال بقلق : أأنت بخير ؟

كنزي : نعم لماذا تسأل ؟

ملهم : عينيك محمرة و كأنك كنت تبكين ؟ !

أجابته بعد أن رسمت ابتسامة زائفة لتطمئنه : ذلك بسبب تقطيعي للبصل عيناي تتحسس منه فتبقى محمرة لفترة من الزمن .

لم تخدعه ابتسامتها فقال بشك : متأكدة ؟

هزت رأسها  و قالت بسرعة و هي تهرب من أمامه : نعم ، سأذهب لفراس ربما هذه المرة نسي اطفاء الموقد و سيحرق المطبخ كما أحرق اللحم .

تنهد بحزن و هو يطالع أثرها ، فهو متأكد بأن والده وجه لها كلمة أحزنتها لكنها تظهر عكس ذلك ، لم يرغب ملهم أن يضغط عليها فتركها على راحتها .

...............

تناولوا الطعام معاََ و كانت تدعو بألا تبكي الآن ، حمدت الله بأن والدها لم يتناول الطعام معهم بل طلب إحضاره لغرفته و نفذ ملهم هذه

 المهمة ، فهي لن تتحمل كلمة إضافية أو اهانة أخرى منه هي ستنفجر بالبكاء في أي لحظة ، رغم أنها ترسم بسمة على وجهها 

و تتحدث مع ملهم و فراس حتى لا تقلقهما ، بعد مدة استأذنت لتعود لغرفتها متحججة بأنها يجب أن تتجهز من أجل الغد  ، فغداً ستنتهي 

إجازتها و ستعود لمدرستها .

غادرت و هي تعلم أنها على موعد مع أمسية جديدة كالمعتاد ، مكان الأمسية سيكون غرفتها المظلمة و تحديداً سريرها و سيعلو 

صوت الموسيقى التي حفظتها عن ظهر قلب و هي شهقاتها مع دقات قلبها الخافتة و التي تتراقص على أنغامها دموع تهطل من مقلتيها

 بغزارة و المسرح المعهود هو وسادتها ، و شاشة العرض يعرض عليها فيلمها المعتاد و هو شريط ذكرياتها المحفوف بأحزانها .

كِنزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن