بعد مضي الوقت أتى موعد بدأ المباراة ،
و كانت كنزي تجلس على المدرجات تتابعها و تبتسم مشجعة ملهم الذي ينظر لها بين الحين و الأخر كلما سجل هدفاً ، كانت النتيجة لصالح فريقه حتى اللحظة .
في الاستراحة ما قبل الشوط الثاني ، كان يجلس واضعا ًيده على قلبه و التعب واضح عليه و جبينه يتصبب عرقاً ، أمسك زجاجة الماء وشرب منها دفعة واحدة و صدره يعلو و يهبط بتسارع .
أحد اللاعبين : ملهم تبدو متعباً هل أنت بخير ؟ تستطيع التبديل ...
قاطعه قائلاً : لا تقلق علي أنا بخير .
بدأ الشوط الثاني و دخل اللاعبون للملعب ، أما ملهم نظر جهة كنزي و رفع يده ملوحاً لها بابتسامة و لكنها شعرت بشيء آلم قلبها
للحظة أحست بأنه يودعها ، و كان احساسها صادقاً فبعد ثوان من بدء الشوط الثاني توقف ملهم فجأة و سقط بعدها على الأرض بلا
حراك تحت صدمة الجميع .
هرع المسعفون للملعب بسرعة و بدأوا بإجراء الإسعافات الأولية في محاولة لإنعاش قلب ملهم .
رأت هذا المشهد فاخترقت الجماهير لا تعرف كيف و متى و لكن قدماها تتحرك بسرعة و دموعها ملأت وجهها و صلت بالقرب منه
و هوى قلبها حين رأته بلا حراك و ما زاد الأمر سوءاً
قول أحد المسعفين : تنفسه أقل من المستوى الطبيعي و نبضه ضعيف جداً يجب نقله إلى المشفى بسرعة .
............
في المشفى التي يتدرب فيها فراس ...
كان قد انتهى من اختباره العملي و جلس مع الطبيب الذي يقوم بتدريبه ...
الطبيب : أنت من ضمن أمهر الطلاب لدي ، أحسنت لقد تفوقت على نفسك يا فراس ، أنت رائع حقاً .
فراس بامتنان : الفضل يعود لك من بعد الله فأنت من شجعتني و أرشدتني.
الطبيب : و لا تنسى سعيك الجاد يا بني فهو من أوصلك لهذه الدرجة من النجاح .
بعدها ودعه الطبيب متمنياً له مزيداً من النجاح و التفوق.
أما فراس فسار في رواق المشفى بسرعة و هو ينظر لساعته
فراس : خرجت أبكر مما كنت أظن أستطيع اللحاق بالجزء الأخير من مباراة ملهم .
رنين هاتفه أوقفه عن السير و زاد تعجبه حين رأى الهاتف يضيء برقم ملهم
رد على المكالمة و هو يقول بمشاكسة : ماذا هل انتهت المباراة أم أنك لم تستطع اللعب إلا في حضوري ...
وصله صوت شهقاتها فنطق اسمها بقلق : كنزي ؟!
كنزي بانهيار و كلام بعضه غير واضح من شدة بكائها : م ملهم يا فراس .
أنت تقرأ
كِنزي
Short Storyالبيت و العائلة أول شعور يداهمك حين قراءة الكلمتين هو الأمان ، قلبك ينبض بالحب و تحيطك السعادة وتتسلل راسمة بسمة على وجهك الجميل ، تشعر بالدفء في وسط صقيع العالم من حولك . و لكن ماذا إن تحول أكثر مكان من المفترض أن يكون آمناً إلى كابوس ، إلى مكان...