صدمة

191 23 39
                                    

السيد إلياس : إياك ثم إياك أن أسمعك تنادينني بأبي ، أنا سيدك فنادني بسيدي إذا سمعتك تقولين أبي فالسوط و الحزام الجلدي سيعرف طريقه إلى جسدك أيتها اللعينة.

ظهر الخوف جلياً في أعينها ، فابتسم الأخير بظفر .

السيد إلياس : أنت من الآن و صاعداً خادمة في هذا القصر ستستمعين لأوامري و أوامر السيدة غدير و أوامر السيد فراس و

تنفذيها و ستساعدين البستاني في أعمال الحديقة و كذلك الخادمات في الطبخ و التنظيف ، أي تكاسل أو تراخي سيكون العقاب و خيماً

، يكفي أنني سأسمح لك بالبقاء في قصري سيكون الملحق الموجود في الحديقة هو مكانك و احمدي الله أني لم أجعل الإسطبل مكانك ،

اعلمي مكانتك و لا تتجاوزي حدودك ، بالنسبة للطعام فأظن بأن وجبة في اليوم ستكون كافية لك ، أفضل من أن أحرمك من الطعام نهائياً .

قال ذلك و غادر تاركاً و راءه قلبها الذي تبعثر و الأمل الذي تبدد ، أما فراس فقد دخل لغرفته

و هو يقول بجمود : أمرها لا يعنيني .

...........

مر شهر

و فراس يصارع أفكاره و مشاعره تارةً يحنو على كِنزي و تارةً أخرى يكون قاسياً و تارةً يتجاهلها و كأنها غير موجودة هو تائه

 بشكل كبير و ذلك جعل كِنزي في حيرة كبيرة حين تسأله عن السبب يخبرها بحجته المعتادة هو يفعل ذلك من أجل ملهم و جدته فقط

 أما هي فلا تعنيه ،  تسأله دائماً عن ملهم و هو يجيبها باقتضاب أصبحت كنزي هزيلة الجسد ذابلة العيون مع لمعة حزينة صمتها بات

 رفيقها ، أما والدها فكان قاسياً لا يرغب برؤيتها أمام ناظريه و يحاول تجاهلها تماماً ، زوجة الأب استغلت الوضع لصالحها فبدأت

 تأمر بالصغيرة و توكلها الكثير من الأعمال و تحيك لها الكثير من الخدع لتوقعها في مشكلة مع والدها لينتهي بها الأمر إما بالضرب 

أو الحرمان من وجبة الطعام الوحيدة في اليوم أو كلاهما ...

في مرة من المرات كان فراس خارج البيت فانتهزت زوجة الأب هذه الفرصة .

السيدة غدير لكِنزي : هييي أنت ، أعدي فنجان قهوة و أحضريه لمكتب السيد إلياس .

إحدى الخدم : سأقوم أنا بإعداده ...

السيدة غدير بغضب : قلت هي من ستفعل ولا أحد غيرها .

تركت كِنزي ما كانت تفعله و قالت بحزن : حاضر سأفعل .

نظرت لها السيدة غدير بسخرية وقالت : هيا بسرعة لا تتأخري أيتها القبيحة .

ابتلعت كنزي تلك الإهانة و هي تواسي نفسها بهمس داخلي : لا تبكي الآن يا كِنزي ، في المساء ستكونين لوحدك و حينها تستطيعين

كِنزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن