أمسكتها السيدة غدير من يدها بقوة ضاغطة عليها لدرجة أن أظافرها غرزت في يد الصغيرة : قلت لك من أنت ؟ و لماذا أتيت لهنا ؟ حين أسألك أجيبي بسرعة أيتها الحمقاء .
كِنزي ببكاء وخوف : اا أنا ك كنزي ، أتيت لأن أبي ه هنا .
تركتها بعنف من جديد و دارت حول نفسها بانفعال وقالت : أنت تلك اللعنة إذن .
تكومت كِنزي في الزاوية تضم نفسها بيديها الصغيرتين و جسدها يرتجف بقوة قالت بخوف و بكاء : أ أ نت لست أمي ، أين هي أمي ؟
نظرت لها السيدة غدير و تعالت ضحكاتها بسخرية و غيظ : قلت لي أمك هههههههه ، نعم أنا لست أمك و لا أتشرف بفتاة مثلك لكي تكون ابنتي ، هل تعلمين أين أمك ؟
هزت الصغيرة رأسها بنفي و الدموع لا تزال تجري على وجهها .
بدأت السيدة غدير تبث سمومها في عقل تلك الصغيرة دون رأفة أو رحمة : أمك أيتها الحمقاء ، تخلت عنك منذ ولدت وسافرت لتعيش
حياتها ، والدك كذلك تخلى عنك هو لا يحبك البتة إنه يقول عنك لعنة أصابته لو بيده لقتلك وأنهى أمرك .
هزت كِنزي رأسها و قالت ببكاء : أنت تكذبين ...
صفعة قوية سقطت على وجهها تلتها صفعة أخرى ..
السيدة غدير : أيتها الغبية الحمقاء كيف تجرئين .
كِنزي ببكاء متزايد : أريد ملهم لا أريد أحد ، فقط أريد ملهم .
السيدة غدير بسخرية : ها ، و هل تظنين أن ملهم يريدك ملهم تخلى عنك أيضاً ليحقق أحلامه ، وفراس يكرهك منذ ولدت
لأنك سبب تشتت العائلة .
كانت تلقي بكلامها المسموم دون مراعاة لتلك الصغيرة ، صدمتها بقوة وآلمت قلبها ، لم تعد تعلم ما الذي يحدث حولها .
تركتها لمدة وحدها في تلك الغرفة ...
كِنزي و هي تمسح دموعها و تحدث نفسها: لا تظهري دموعك أمام أحد يا كِنزي يجب أن تكوني قوية ، بالتأكيد أبي ليس مثلها أبي يحبني أنا متأكدة ،هي تكذب و حسب .
مضت مدة من الزمن و كِنزي وحيدة في الغرفة حاولت السيطرة على دموعها و ارتجافة جسدها فهي تشعر بالبرد و الخوف في آنٍ واحد .
...............
في الحديقة كان السيد رامز قد انصرف للتو ، تقابل على الباب مع فراس الذي كان يريد دخول المنزل في أسرع وقت
حيّاه بسرعة ودخل ، فوجد والده السيد إلياس يتجه للداخل هو و السيدة غدير
همس فراس لنفسه : هل وصلت قبل حدوث الكارثة أم أن الكارثة حدثت و انتهى الأمر ؟!
تدارك نفسه و تبع والده فوجد كِنزي تقف في الصالة تطالع المكان من حولها و الخوف واضح على وجهها و ارتجاف جسدها .
أنت تقرأ
كِنزي
Nouvellesالبيت و العائلة أول شعور يداهمك حين قراءة الكلمتين هو الأمان ، قلبك ينبض بالحب و تحيطك السعادة وتتسلل راسمة بسمة على وجهك الجميل ، تشعر بالدفء في وسط صقيع العالم من حولك . و لكن ماذا إن تحول أكثر مكان من المفترض أن يكون آمناً إلى كابوس ، إلى مكان...