ليتك كنت هنا

195 24 15
                                    


تابع السيد إلياس قوله لفراس : بسببها فقدت ثقتي بك و بملهم استمر في مراقبة خطواتكم دائماً، حين علمت بأن ملهم يذهب لها عاقبته

و أرسلته للخارج ، و تفاجأت بذهابك لها بعد سفره كدت أعاقبك و لكن حين لم تراها و لم تعد فعلتك عفوت عنك ، و أظن بأن أمرها لا

يعنيك أليس كذلك ؟ فأنت تكره اليوم الذي أتت فيه للحياة .

اضطرب فراس و ترقبت كِنزي للإجابة كانت تتمنى أن ينفي هي لا تريد أن تصدم بفراس أيضاً .

السيد إلياس باصرار : أليس كذلك يا بني ؟

فراس بجمود : نعم هو كذلك ، أمرها لا يعنيني .

شهقة مكتومة صدرت منها و دموعها لم تجف بل ازدادت تشعر بأن قدماها ستخذلانها و ستسقط ، يا إلهي هل هي في كابوس مريرأم ماذا ، 

ملهم والجدة خدعاها طول تلك السنين ، و فراس ليس بالشخص الذي يحبها كما صوره لها ملهم .

طرقات على باب الغرفة و دخل أحد الخدم ...

الخادم : سيدي هناك اتصال مهم لك بشأن العمل ، إنه من الشركة الفرنسية .

السيد إلياس : حسناً ،أحضر لي ملف الصفقة بسرعة ،

قال بازدراء و هو ينظر لكِنزي : و خذ هذه إلى حديقة القصر  ، سأفكر فيما بعد ماذا سأفعل بها ، و على الأغلب سأرميها خارج القصر .

أمسك الخادم بكِنزي بعد أن رآها لا تستجيب و سحبها إلى الخارج 

كانت مسلوبة الإرادة بل هي في عالم أخر ، صدمتها كبيرة و لا تستطيع تفسير شيء .

كل ذلك حدث تحت أنظار فراس و السيد إلياس ...

تنهد فراس ثم قال : أبي ما الذي ستفعله بشأنها ؟

السيد إلياس بعدم اكتراث : لم أقرر بعد ، حين أنتهي من أعمالي سأقرر .

فراس يتساؤل : أيمكننا أن نتحدث بعد أن تنهي أعمالك ؟

السيد إلياس : حسناً سأستدعيك حين ينتهي عملي .

أومأ فارس برأسه و خرج صاعداً لغرفته .

........

بقيت كنزي في الحديقة الخارجية تقف مسندة نفسها على الحائط و جسدها يرتجف برداً و دموعها تنهمر بغزارة شاركتها السماء 

في بكائها فانهمرت زخات المطر لتختلط مع دموعها الحزينة ، شددت من ضمها لسترتها على جسدها المرتجف عساها تحصل على 

القليل من الدفء .

من شرفة غرفته كان يطالعها و مشاعر مبهمة تجتاحه لا يستطيع تفسيرها ، هل هو مشفق عليها يا ترى أم أنه يكرهها أم يحبها هو لا

 يعلم ذلك هو يتخبط مثل ورقة تعصف بها الرياح ذهاباً و إياباً .

تذكر كلمات جدته فداهمه الحزن و بقيت تتردد جملها في عقله و هو يطالع كِنزي :

كِنزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن