خرج كلاهما من الغرفة ...
فراس بتهرب : أنا أنا لدي موعد مهم يجب علي الخروج بسرعة .
ملهم بنظرة حادة : أمامي يا فراس ، موعدك المهم يمكنك تأجيله ، أنت تخفي الكثير و ستخبرني الآن بكل شيء .
كاد فراس يعترض ولكن ملهم دفعه حاثاً إياه على السير و هو يقول : قلت لك أمامي .
..........
دخلا إلى غرفة ملهم و أغلق الباب .
وقف أمام فراس و قال : أخبرني بكل شيء ، كل شيء يا فراس .
فراس بمماطلة : بماذا تريد أن أخبرك ؟ ها هي أمامك أليس هذا ما تريده ؟
ملهم بنفاذ صبر : فرااااس أنصحك ألا تختبر صبري الآن ، أخبرني متى و كيف وجدتها ؟ و أين هي جدتي لماذا تركتها ، و كيف يعامل أبي أختنا ؟ و لماذا تنام بالملحق ؟لماذا ترتجف خوفاً مجرد سماع صوت أبي ، هناك الكثير من الأمور يجب عليك اخباري بها .
تنهد فراس ثم قال : حسناً ما دمت مصراً .
ملهم : أريد أن تخبرني بكل شيء بالتفصيل.
فراس بهدوء : قابلتها في ذاك اليوم في موقف الحافلات و لم أعرفها ، سألتني حينها عن الحافلة التي تُقل لمنطقة بيتنا ، القلادة التي
أهديتها إياها حين كانت صغيرة هي من أكدت لي بأنها كنزي ، تركت عملي حينها و عدت للبيت بسرعة لأني أعلم بأن كارثة ستحدث إذا خطت خطوة واحدة داخل القصر .
قاطعه ملهم بتساؤل : و جدتي أين ؟
ظهرت علامات الحزن على تقاسيم وجهه و هو يقول مكملاً القصة : وصلت للقصر و لحسن الحظ أن أبي كان لديه أحد الضيوف فلم
يتصرف معها ، بعدها دعاني أنا و هي لمكتبه ،حينها أخبرني و صدمني هو بأمر وفاة جدتي لقد كان يراقب كنزي و يعلم عنها كل
شيء ، ظننت بأنه يفعل ذلك اهتماماً بها و لكن وضح لي سبب أفعاله بأنه يخشى أن تحدث فضيحة أو إساءة لاسم العائلة بسببها و عبر
عن ندمه لتسجيل كنزي باسمه .
صمت حزين ران على المكان دموع ملهم لمعت في عينيه هو الآن يعلم بفقدان جدته لطالما اشتاق لها و أراد رؤيتها و بقي لديه أمل
بأن يراها و لكن الآن كلمات فراس بأنها قد ماتت بددت كل شيء ، جدته كانت تعوضه عن حنان الأم كانت تحبهم حباً كبيراً فاضت
عليهم جميعاً بحنان لم يستشعروه إلا معها فقط و الآن هي ذهبت و أخذت معها الاطمئنان و الحنان.
مسح ملهم على وجهه و عينيه مانعاً دموعه من الانهمار ودعا لجدته بالرحمة ، ثم قال بصوت يظهر فيه نبرة الحزن و الألم :
متى حدث كل هذا ؟
فراس : منذ شهر و نصف .
ملهم بقهر : لماذا إذن لم تخبرني حينها ؟ لماذا أخفيت عني حتى هذا الوقت و مازلت تخفي لولا أني أتيت واكتشفت كل شيء ، لماذا يا فراس ؟
أنت تقرأ
كِنزي
Cerita Pendekالبيت و العائلة أول شعور يداهمك حين قراءة الكلمتين هو الأمان ، قلبك ينبض بالحب و تحيطك السعادة وتتسلل راسمة بسمة على وجهك الجميل ، تشعر بالدفء في وسط صقيع العالم من حولك . و لكن ماذا إن تحول أكثر مكان من المفترض أن يكون آمناً إلى كابوس ، إلى مكان...