في اليوم التالي و على مائدة الطعام حيث يجلس السيد إلياس يترأس الطاولة و عن يمينه ملهم و يساره يجلس فراس وجدتهم
والدة السيد إلياس تجلس على الطرف الأخر من الطاولة...
وضع السيد إلياس الشوكة و السكين و أسند جسده و هو يقول : يجب أن أتحدث معكما في موضوع مهم .
انتبه فراس و ملهم ، أما الجدة فابتسمت بخبث ...
السيد إلياس : قررت الزواج من السيدة غدير ...
قطع كلامه سعال فراس الذي شعر بغصة من كلمات والده ، نهض ملهم تجاه فراس ناوله كأس ماء و بدأ يربت على ظهره.
ملهم : سامحك الله يا أبي لقد صدمته ، كم من فراس لدينا نحن ، واحد فقط لو حدث له شيء من أين سنأتي بفراس ، كان يجب عليك
أن تمهد له الأمر .
السيد إلياس : الأمر ليس غريباً لهذه الدرجة .
ملهم : بالطبع ليس غريباً ،و لكن نحن نعتقد بأنك من المفترض أن تفكر بتزويجنا نحن لا أنت .
السيد إلياس : ماذا تقول ؟
ملهم : أقول مبارك لك يا أبي ،لا تنسى أن تحضر لنا بدلة جديدة لكي نظهر أوسم من في الحفل .
ثم نظر لفراس: و أنت كف عن السعال، والدك سيتزوج .
تابع بسخرية : الأمر ليس غريباً لهذه الدرجة ، يجب علينا أن ننثر الورود على العروسين .
الجدة مديحة : أرجو أن تنجب لك الفتية الأشداء لا فتيات مثل تلك ، الفتيات رمز الضعف و العار .
حرك ملهم رأسه ببطء باتجاه جدته : جدتي أنت ماذا ؟
الجدة بعدم فهم : ماذا ماذا ؟
ملهم : أي فتاة أم صبي ؟
السيد إلياس : ملهم احترم نفسك .
الجدة محاولة الاحتفاظ بابتسامتها : لا توقف الأولاد عن السؤال يا إلياس .
نظرت لملهم بابتسامة تخفي غيظها : بالطبع أنا فتاة و لكن ليس كباقي الفتيات ، أبي كان شخصاً محترماً و عرف كيف يربينا .
شهق ملهم بصدمة مصطنعة و قال : هل تقصدين بأن أبي لا لا لا أنا لم أتوقع ذلك منك .
السيد إلياس ضاغطاً على الأحرف : ملهم .
ملهم و هو يقف : ساعتي ترن يجب أن أذهب لأراها عن اذنكم .
الجدة مديحة : ساعتك !!
أمسك ملهم بيد فراس و فر هارباً .
صعد لغرفته و أقفل الباب خلفه ، وجد فراس يجلس على السرير بحزن بالغ ، فتنهد ملهم بحزن و اتجه نحوه محتضناً إياه .
ملهم بحزن : تستطيع البكاء الآن .
بالفعل بكى فراس دموعاً كان يحاول عدم إظهارها منذ صرح والده بذلك الأمر ، بكى بقهر على حالهم و ألم .
أنت تقرأ
كِنزي
Short Storyالبيت و العائلة أول شعور يداهمك حين قراءة الكلمتين هو الأمان ، قلبك ينبض بالحب و تحيطك السعادة وتتسلل راسمة بسمة على وجهك الجميل ، تشعر بالدفء في وسط صقيع العالم من حولك . و لكن ماذا إن تحول أكثر مكان من المفترض أن يكون آمناً إلى كابوس ، إلى مكان...