مضى شهر و بدأ ملهم يسترد عافيته مع فحص دوري في مواعيد معينة ، و بالطبع أخذ إجازة من الفريق إلى أن يسترد كامل صحته .
كان يجلس في غرفته مغلقاً الباب على نفسه و يستمع لطرقاتها و صوتها الراجي : يا ملهم أرجوك افتح الباب .
كنزي برجاء : صدقني لم أكن بوعي ، كنت خائفة عليك لذلك ...
قدم فراس فرآها على حالها ..
فراس بتساؤل : ما الأمر ؟
كنزي بحزن : لقد علم من المربية أني فكرت بالانتحار عندما كان في المشفى و من بعدها أغلق على نفسه الباب و لم يعد يتحدث معي .
طرقت الباب من جديد و قالت : ملهم أرجوك لا تفعل ذلك عاقبني بأي شيء ولكن لا تخاصمني هكذا .
أبعد فراس كنزي و قال بثقة : أنظري كيف سأجعله يفتح الباب الآن .
طرق فراس الباب وقال : ملهم إنه أنا فراس افتح لي الباب .
صدر صوت ملهم الساخر أخيراً : و كأنك حين تخبرني بذلك سأركض لأفتح الباب ، ذنبك من ذنبها يا أستاذ ، خاصمت كلاكما .
كتمت كنزي ضحكاتها بينما نظر فراس للباب بغيظ و قال : لست أستاذاً أنا طبيب .
أخفض صوته و قال : سأجعلك تفتح الباب و سترى .
نظر لكنزي ثم همس بأذنها ، بعد مدة قصيرة سمع ملهم صوت ارتطام
و صوت فراس : كنزي ، أختي ما الذي أصابك فجأة ؟
ذلك جعل ملهم يهب واقفًا و أسرع يفتح الباب و قد قلق على كنزي .
ما إن فتح الباب حتى رأى فراس يستند على الجهة اليمنى للباب و كنزي على الجهة اليسرى و ابتسامة واسعة مرسومة على وجههما.
نظر فراس لكنزي و ضرب كفها بكفه و قال بانتصار : لقد وقع الفأر بالمصيدة .
ملهم بغيظ : فأر !! تشبه أخاك الأكبر بالفأر !! لقد أخطأت حين فتحت الباب .
قال جملته و كاد يغلق الباب و لكن قدم فراس منعته من ذلك و قال : تمهل لحظة لنتفاهم أولاً .
ملهم : أبعد قدمك يا فراس .
فراس : افتح الباب يا ملهم ، قدمي ، ستضطر لأخذي للمشفى إن استمررت بالضغط على الباب ، كنزي ادفعي الباب معي بسرعة .
حاولت كنزي و فراس دفع الباب و ابعاد ملهم ، و لكن ملهم ابتعد فجأة مما أدى لاختلال توازنهما فسقط كلاهما على الأرض
ملهم بغيظ : جزاء أعمالكما .
اتجه نحو حاسوبه جلس على الكرسي و بدأ يعبث في الحاسوب متجاهلاً كلاهما
وقف فراس و قال بغيظ ملوحاً بيده أمام وجه ملهم : مرحباً نحن هنا .
كنزي برجاء : يا ملهم صدقني ، لم أكن بوعي حين فكرت بذلك ، خوفي عليك أعمى بصيرتي .
أنت تقرأ
كِنزي
Short Storyالبيت و العائلة أول شعور يداهمك حين قراءة الكلمتين هو الأمان ، قلبك ينبض بالحب و تحيطك السعادة وتتسلل راسمة بسمة على وجهك الجميل ، تشعر بالدفء في وسط صقيع العالم من حولك . و لكن ماذا إن تحول أكثر مكان من المفترض أن يكون آمناً إلى كابوس ، إلى مكان...