تؤمنين بخرافات

233 22 47
                                    

السيد أنس بسخرية : ما الفرق بينك و بين من قتل ؟ لا شيء ، فأنت بتصرفاتك قتلت قلبها سلبت روحها ، طفلة مثلها من المفترض أن

تعلم فقط الحب و الحنان طفلة مثلها من المفترض أن يكون جل تفكيرها عن الهدية التي سيقدمها والدها لها في عيد ميلادها القادم ،

أما ابنتك منذ كانت طفلة علمت معنى القهر و الحزن و التخلي و الفراق ، حين كبرت لم تفكر بهدية أو مفاجأة كباقي الأطفال ،

بل هي تفكر بطريقة لتلين قلب والدها القاسي كالصخر ، هي تسعى لارضائك بكل الطرق و لكن ماذا وجدت منك غير الغضب و

الضرب و الشتم و السخرية ، أنت تقتلها و هي على قيد الحياة ، لهفت ابنتك التي تراها الآن وحبها لك إن استمررت بصد كل ذلك

سيأتي أوان و لن تجدها بجوارك ، سيأتي يوم و تتمنى أنت أن تركض نحو أحضانك و لكنها تجري مبتعدة منك لأنك بالنسبة لها وحش

كاسر ، فكر جيداً و أعد عقلك لرأسك قبل فوات الأوان ، أعلم بأنك حنون و طيب القلب ، الفتاة ليست عاراً كما تظن ، الفتاة لو وجدت

الحب و الحنان من والديها و سعى والديها للتربية الصالحة فهي ستكون فخرا لهما ، إن كان بنظرك أن الفتاة تجلب العار فالفتى كذلك

بل ربما يفعل الأسوأ ، لذلك دور الوالدين في التربية و التوعية مهم ، ابنتك رقيقة جميلة و متفوقة هي تحصد المراتب الأولى

بمدرستها و المسابقات التي تدرس فيها ، أعد ابنتك لأحضانك فربما تكون هي سندك في هذه الحياة ، احمد الله على ابنيك و ابنتك فهما

سند عظيم لك ، أستغرب أحياناً كونهم متفوقين و جيدين رغم تلك الظروف التي مروا بها و لكن يبدو أن الجدة أم السيدة ريم لها دور

عظيم في تربيتهم أيضا ، فكر جيداً يا صديقي و عد و خذ أبناءك في حضنك ، أرهم حنانك كما تريهم قسوتك وضح لهم سبب تصرفك

و تناقش معهم دون أن تقهرهم و تطمس صوتهم ، أرجو أن تكون قد فهمت مقصدي يا صديقي .

قال كلماته وغادر تاركاً السيد إلياس على صدمته يفكر في كل حرف نطقه صديقه ...

.........................

حل المساء فقرر العودة للبيت و الإرهاق و التعب ينتابه بشكل كبير أفكاره تتصارع داخل عقله و لا يهتدي للسبيل الصحيح ، ما إن 

فتح باب البيت وصل إلى مسامعه صوت ضحكاتهم و جدالهم ، قاده قلبه قبل قدماه نحو المطبخ حيث هم ، توقف على بعد بسيط 

بحيث يراهم لا يروه و استند على الحائط مكتفاً يديه أمام صدره يراقبهم ، من بين كل تلك الأفكار التي تصارعه تسللت بسمة بسيطة

 على شفتيه و هو يرى تعاونهم و مزاحهم ، رغم أنهم كبروا في العمر إلا أنه رآهم كالأطفال بضحكاتهم و براءتهم ، لأول مرة يرى 

كِنزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن