نهاية الحب الأولِ

52 10 5
                                    

مرحبا مذكرتي..

هذه الأيام... نستَعد لمفارقة خالتي وعَائلتها...
فهم يخططون للسفر نهائيا الآن إلى أوزبكستان

وكم الجميع منفطر القلب لهذا ونأبى قبول هذا الأمر!
فتخيّل حياتنا بدون عائلة خالتي أمر غريب... فمنذ كان عمري ثلاث سنوات وهم معنا! قضينا أيام وسنين كثيرة معهم!

ذهب ولدهم الأكبر أدهم أولا، دون أن يراه زاهد وياسر وربما حتى أحمد لا يتذكره... لكن أنا وإحسان وياسين نتذكره تماما ونتذكر ذكرياتنا معه
حتى أنه دون أن نحضر عرسه، ورزقه الله بطفلة لطيفة كذلك

ثم ذهب عائض أيضا... والآن بقية العائلة تذهب، ذهابا لا عودة بعدها إلا حين يشاء الله

وبالمناسبة.. هناك فردان من هذه العائلة لم أخبرك عنهما إلا كلمحة سريعة بين السطور! وهما يكونان أخوَي بالرضاعة! وهما عاصم وعامر
هما الأخوان الأصغران لفائزة

وكم أحب عاصم يا مذكرتي! إنه شخص مثالي للغاية! لو لم أكن أخته بالرضاعة وأكبر منه لوقعت في حبه بالتأكيد! ملامحه مميزة وتخطف القلب وابتسامته وضحكته رنانة تجعلني أضحك دون معرفة القصة حتى

هادئ ولطيف وخلوق ومؤدب
ولديه علم يجعل عقله أكبر من عمره
غير أن جسده وطوله المذهل يجعله يبدو كبيرا بالفعل غير أن لحيته وشنبه نمتا مبكرا
وفوق ذلك بشرته سمراء كنَوعي المفضل تماما!

وأكثر ما يعجبني هو شعره الأسود الكثيف الذي إذا وضعت يدي فيه لا أراه.. غير أن ملمسه لطيف جدا! حيث أن أطرافها ملتفة وناعمة ومموجة.. لا أدعه حين أقابله إلا بعد أن أعبث بشعره ولو قليلا!
وهو لا يمانع إلا إذا أطلت في ذلك وتغلب عليه الخجل أو الانزعاج

وفوق ذلك يقوم بأعماله ومهامه المنزلية بكل احترام وأدب ومسؤولية دون عناد وشجار مثلما يفعل إخوتي الحقيرين

عاقل ومهذّب للغاية
حفظ القرآن كاملا قبلي حتى، ومهتم بالعلم الشرعي ولديه وازع ديني وأخلاقي رائع.. ولديه أيضا خصلة غض البصر مثل أخيه عائث، لكنه بالطبع لا يفعلها معي لأني أخته بالرضاعة

هل ترين كم أنه مثالي للغاية يا مذكرتي؟!

كم أكون فخورة في بعض الأحيان أنه أخي بالرضاعة.. حين أطلب منه شيئا ما يفعله!

لكن أحيانا أشعر ببرود شديد بيني وبينه... إنه فقط بسبب كونه خجول وقليل الكلام وحسب، فوق أني أنا أيضا لا أعرف فتح الكثير من المواضيع معه.. لذا لم أشبع من صحبته يا مذكرتي
وها هو مغادر الآن.. مشاعري في غاية التخبط وأشعر بإحباط شديد لمفارقته

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن