استكمال

10 2 0
                                    

مرحبا مذكرتي..

كما هو واضح ومفترض.. سأكمل لك أحداث ذلك اليوم العصيب

ونبدأ من تلك الأسئلة العشوائية التي خرجت مني، فمنها ما كان حول علاقاته إذ سألته عما إذا كانت صداقاته كثيرة فأجاب بنعم وتحدث عن كونهم من مختلف الجنسيات

وسألت عما إذا كان شخصا اقتصاديا ويعرف إدارة المال..

أجاب بإيماءة برأسه مفاده نعم.. ثم هززت رأسي متفهمة ولم أقل شيئا، لكن إذا به يقول بعد صمت وجيز أنه اقتصادي لكن ليس لدرجة البخل سواء على نفسه أو أهله...

كنت فقط أهز رأسي ولم أقل شيئا...

ثم أسئلة أخرى قلتها مثل:
-ما اهتماماتك؟
وكان قصدي في الحقيقة <ما هواياتك؟> لكن عقلي حقا لم يكن في مكانه...

وحين سألت هذا السؤال.. لا أدري لماذا.. لكن صمتٌ طويل حلّ فجأة! جعلني أتوتر وأستغرب حقا!

حتى أني كنت خافضة لبصري كما أمرتني أمي... لكن حين ارتبكت من هذا الصمت الغريب الذي لا سبب له حيث أن السؤال تافه مجددا لا يحتاج هذا التفكير والصمت العميق... كان مخيفا يا مذكرتي، لذا رفعت نظري نحوه أعيد السؤال

حتى أني يا مذكرتي.. فعلت شيئا نهتني أمي عن فعله في استراحة الصلاة قبل لحظات من ذلك... وهو تحريك اليدين بعشوائية وما إلى ذلك! حيث بسطتُ يدي باتجاهه محاولة الإشارة له أن يتحدث.. تبا لذلك... لكن فعلا بجدية لماذا صمتَ ذلك الصمت المربك فجأة؟!

فائزة تقول أنه ربما كان يفكر وحسب... لكن بجدية.. السؤال لا يحتاج كل هذا التفكير...

مهلا.. ربما كان يفكر في محاولة إيجاد منظور آخر للسؤال لكي يعيد نفس تحليلاته تلك حول أن لدي مقصدا ما من السؤال؟! ذلك الماكر..

أو ربما فقط أخذ فسحة للتفكير حول كل ما سبق.. ويرسم انطباعا وتحليلا ونحو ذلك...

آه سحقا تبا.. أشعر أن صورتي قبيحة تماما عنده

على كل حال.. حين قرر أن يتحدث أخيرا.. عدّل لي سؤالي الأحمق بقول:
-اهتماماتي منحصرة عادة في مجال عملي.. لكن إن كان قصدك هواياتي.. فأنا أحب ركوب الخيل والدراجة بغض النظر عن كوني متينا قليلا، وأحب السباحة أيضا وأحب تعلم إصلاح الأشياء ونحو ذلك ومهتم أيضا بالبرمجة.

ذلك جعلني حقا أصيح صيحة مكتومة! ليست مسموعة بالطبع بل إنها كانت في عمق أعماقي ولم أظهره في وجهي حتى

لكن ما كل هذا برب السماء؟! جعلني أشعر بأني لا شيء أمامه سوى طفلة أو حشرة! أريد أن أعرف كيف ينظم وقته كي يتسنى له فعل وتعلم كل هذا! اللهم لا حسد..

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن