مرحبا وأهلا وسهلا مجددا يا مذكرتي!اليوم حدث شيء جميل جدا بالنسبة لي يا مذكرتي
جعل قلبي يرفرفوهو أني حين كنت جالسة بجانب أمي في السرير أقُوم بمَساج لكتفَيها لأنها كانت تعاني من ألم فيها، جاء أبي للغرفة وعيناه على هاتفه كالعادة..
ثم حين وقع نظره علينا، قال مبتسما بلطف:
-ابتعدي، أنا سأفعل ذلك لها، اذهبي أنت لإخوتك.كان ذلك مفاجئا بجدية يا مذكرتي!
فهذه المبادرات والتصرفات اللطيفة غير معتادة من أبي الذي ورثتُ منه بعض اللامبالاة والبرود!
خاصة تجاه أميوحتى أمي بقيت صامتة للحظات.. ثم بصعوبة نطقت بتردد:
-سيُتعبك ذلك!
لكنه تجاهل ذلك وأخذ يقوم بالمساج قائلا بمزاح:
-هل أزيد القوة والضغط؟وغادرتُ أنا الغرفة بسرعة والابتسامة تشق وجهي..
لكن لم تُدم فرحة ذلك الموقف اللطيف!
لأن أبي سرعان ما عاد لوجهه ومزاجه المنزعج الغاضب الشبه معتاد لبقية اليوم بعد مشاكسات وصخب إخوتي وإزعاجهم.. إنه بمزاج سيء معنا هكذا منذ جاءت جدتي البغيضة المحبة للمشاكل التي تنتقد كل شيء وتعلق على كل شيء، حتى أمي تعبها هذا بسبب عملها المتواصل من أجلهالهذا أنا قضيت اليوم في الأعمال المنزلية بدلا عنها
عملتُ عملًا لم أعمله قط في حياتي!
فقد طبخت صنفين من الطعام، السمبوسة وكذلك طبخة نسمّيها نحن الأوزبك 'بيرَشكا'
وما هي إلا عبارة عن عجينة مخمّرة نقليها في زيت غزير بعد تشكيلها كدَوائر مسطحةثم قمت بنفسي ولوحدي بإعداد سفرة الإفطار للعائلة، فنحن في الشهر الفضيل
وغيره من الأعمال المنزلية
ثم روّحت عن نفسي قليلا بعد ذلك بمشاهدة الرسوم المتحركة كالعادةلكن هناك مشكلة أتعلمين..
وهو هوَس وتعلق ياسر الزائد بامتطاء ظهري! لقد تعبت بجدية يا مذكرتي! إنه لا يملّ ولا يكلّ من طلب ذلك باستمرار!
وحين يصعد لا يتركني أبدا!وحتى حين كنت مشغولة في الفجر بكنس المنزل، جاء بعينين دامعتين يبكي ويئن ويشير لي بجلوس القرفصاء.. لماذا؟ طبعا لركوب ظهري!
تجاهلته هذه المرة ورفضت ذلك لأني مشغولة بالكنس وليس لدي وقت ولا طاقة للعب معه
رغم إلحاحه الشديد وأنينه الذي يفطر قلبي وشدّه لملابسي، لكن لأن صوت المكنسة الكهربائية عالي فلم يكن صعبا تجاهلهلكن إذا به فجأة يصبح طفلا شقيّا ماكرًا يستخدم عقله وذكائه!
حيث قام بضغط زر الإيقاف للمكنسة من خلفي دون سابق إنذار

أنت تقرأ
ضوضاء فتاة هادئة
Любовные романы-يا لكِ من فتاة هادئة! -عجبًا! لا صوت ولا حضور لك.. -هل تُجيدين تحدّث العربية؟ هل تفهمِينني؟ أوصاف وأقوال كهذه أسمعها دائما في حياتي اليومية كلما اجتمعت مع جماعة من الناس، سواء كان من باب المديح أو الذمّ وحتى أمي كانت تقول لي: -تحدّثي يا فتاة وكوني...