الرحلة المميزة

12 2 0
                                    

حسنا، مرحبا مذكرتي!

لنكمل حديثنا السابق

ولنتحدث الآن عن أحداث حصلت معي في تلك الأيام...

وأولها أني حين خرجت مع أبي للطواف وما إلى ذلك، وعند انتهائنا دللني أبي العزيز للغاية ذلك اليوم فأخذني لمطعَم وتغدينا هناك...

وهناك! حصل شيء سخيف جدا!
وهو أن العامل والنادل هناك حين أراد بعض الأشخاص الجلوس معي على الطاولة بسبب عدم توفر واحدة أخرى، وأبي كان يحلق شعره حينها في محل قريب.. وهؤلاء الأشخاص كانوا نساء وفتيات لذا لم يكن لدي مشكلة فالطّاولة تسع لأربعة أشخاص...

لكن ذلك العامل! سبقني في الحديث وقال لهم بالانجليزية كلاما... ما التقطت منه كان <husband>! لقد كان بالتأكيد يقول أن معي زوجي! الذي هو في الأصل أبي أيها المغفل!

لقد شعرت بصدمة شديدة حقا حينها لدرجة أن لساني تخدر وظللت أحدق بصدمة من خلف النقاب نحو ذلك العامل!

وحين أردت تصحيح ذلك الخطأ وجدت تلك الجماعة قد ذهبت بالفعل! لقد أردت بشدة أن أقول لهم:
-No! He is not my husband!
وبأعلى صوت لدي!... لأني اكتفيت حقا من هذه الافتراضات! لن يأتيني خطّاب إذا استمر هذا الأمر!

آه يا إلهي..
حسنا لا بأس.. هذا أفضل من أن يتم مغازلتي والتحرش بي إن عرفوا أني عزباء طاهرة صغيرة العمر... لذا جلست بصمت واستسلام لأمر ذلك الخطأ وسوء الفهم
وأصلا استوعبت أن السماح لهم بالجلوس كان ليجعل أبي المسكين ليس لديه مكان ليجلس.. حقا كنت غبية، لا أدري كيف غفلت عن هذا الأمر وكدت أسمح لهم بكل بساطة

الحمد لله على كل حال...

ثم تخيلي ماذا! بعد لحظات.. وجدت أن جماعة النساء تلك اللواتي كن يرتدين عباءة وحجاب أسود مثل السكان العربيين هنا.. لكن كان واضحا نوعا ما من لهجتهم وكلامهم الانجليزي أنهم ليسوا عرب

على كل حال.. هؤلاء لحسن الحظ وجدوا مقعدا يجلسون فيه بعد أن ذهبوا عني حين أخبرهم ذلك العامل أني جالسة مع زوجي.. كلما تذكرت ذلك شعرت بالغيظ..

على كلٍّ.. كنت أتأمل حولي بملل... ثم إذا بي أنتفض من صياح تردد صداه في المطعم!

لقد كان صادرا من أولئك الجماعة من النساء! تخيلي لماذا كانوا يصيحون هكذا؟!

يا إلهي كلما تذكرت أضحك...

لقد كن يصحن هكذا لأن إخوتهن أو آباؤهن لا أدري ماذا يقربون لهن لكن بدوا كعائلة واحدة... قد عادوا وهم محلقين رؤوسهم...

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن