بعد الزيارة..

16 3 1
                                    


مرحبا مذكرتي..

ذلك الشخص مكث في المدينة بعد أن جاء لزيارتنا بضعة أيام وحسب.. وبات تلك الأيام كلها في منزلنا الثاني

في ثاني يوم له سمعت بالصدفة مجددا حين كنت أمثّل النوم... حوارا بين أمي وأبي.. يقول أبي فيها:
-عريسنا المستقبلي ذهب لمحافظة بدر.. لمقابلة بعض أصحابه.

'عريسنا المستقبلي' ها؟...

في محافظة بدر؟ لمقابلَة أصحابه؟ هذا يذكرني أني أردت معرفة نوع الأشخاص الذين يصاحبهم، وهذا لم يخطر في بالي حين كان يتحدث عن أنه يملك أصدقاء من مختلف الأعراق في الرؤية الشرعية.. كان علي حقا سؤاله ما إن كان لديه معيار في اختيارهم أم لا.. لكن تبا لي، لم يخطر ذلك في بالي حينها

بالطبع سألت أبي مسبقا ما إن كان يعرفهم.. فإذا به طبعا لم يقل سوى أنه لا يعرف ولا شأن له في أصحابه.. ذلك استفزني حقا..
أردت أن أقول حقا أن المرء بمن يصاحب.. لكن لقد يئست منه حقا.. لذا لم يعد مهما.. لكني أريد أن أعود للزمن كي أضيف فقط هذا السؤال على الأقل... آه يا إلهي..

على كل حال..
بعد يوم واحد عاد للمدينة ثم لبث يومين آخرين...
واعتقدت أنا خلال كل ذلك أن إخوتي وأبي يلازمُونه ويهتمون بأمره وما إلى ذلك ومطمئنة ولا أفكر أو أقلق بشأنه وانشغلت بأموري وحسب

لكن اتضح أن المسكين جالس لوحده في منزلنا ذاك منذ عدة أيام!

ولم يتصرف أبي ويُعره الاهتمام والضيافة ويفرّغ وقته له إلا بعد أن اتصل عليه ذلك الشخص بنفسه وقال أن يخرجوا معا لمطعم أو برّ مع إخوتي!

شعرت بالإحراج والعار والخزي لدرجة لا توصف! كيف يمكنهم أن يهملوا ضيفا كهذا؟! لا أصدق.. لا أصدق.. كم هذا فظيع.. ما الذي سَيفكر فيه ويشعر به ذلك الشخص الآن؟!

وما خطب أبي بربّ الناس؟! منذ متى أصبح يهمل الضيوف؟! ولم يهمل إلا هذا الشخص؟! تبا... أي إحراج وفضيحة وعار هذا..؟

لم أتخيل أبدا أن يحدث شيء فظيع كهذا! لم أتوقعها أبدا من أبي! إخوتي عديمي الإحساس والمسؤولية ليس غريبا منهم.. لكن أبي! ما الذي كان يفكر به؟! سحقا..

المشكلة أنهم فعلوا هذا لهذا الشخص المحترم بالذات الذي يحترم الضيافة جدا!
آه يا إلهي..

لقد انتهى الموضوع لذا لا بأس لا بأس انتهى الأمر...
لقد أصلحوا خطأهم في النهاية على الأقل بذهابهم إليه جميعا وقضاء الوقت معه، رغم أن إخوتي كانوا متشوقين للخروج للبرّ لكن أبي كالعادة لئيم بعض الشيء فاكتفوا بقضاء الوقت في المنزل والسطح بعد جلب الطعام من المطعم

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن