الوداع.

25 4 0
                                    

مرحبا مذكرتي..

أنا حقا حقا.. عاجزة عن التصديق.. أكاد أطير فرحا.. السماء حتى لا تسع فرحتي التي تغمرني هذه الأيام...

منذ بداية الشهر وأنا أعد عدا تنازليا بطيئا لعدد الأيام المتبقية لتنتهي مرحلة كاملة من حياتي! اثنتا عشرة سنة من الدراسة ستنتهي.. أخيرا.. لا أصدق.. الدمعة تريد الخروج...

هذا الشهر عانيت وعشت الكثير بجدية يا مذكرتي... كان دهرا طويلا! أعجز عن تصديق أنها لم تنتهي بعد حتى الآن... أنا أريد للشهر القادم أن يأتي يا رب!
الشهر القادم الذي فيه كل البركات! شهر الخير شهر ذي الحجة.. الذي فيه خير يوم، يوم عرفة..
كم هذا يجعل قلبي يحنّ فورا للسنة الماضية حيث حججت فيه وكانت عرفة يوما مختلفا تماما عن باقي السنوات!

على كل حال.. الآن لا أدري حقا كيف أختصر لك أحداث هذا الشهر الطويل!

أولا لقد انتهيت أخيرا من ذلك الشيء الفظيع الذي يسمى اختبار التحصيلي! لا أصدق أني خضتُه وواجهته أساسا! وفي الحقيقة... آه يا إلهي.. قد أبكي في أية لحظة... كلما تذكرت أني لم أجتهد بما فيه الكفاية في هذا الاختبار اللئيم.. أنا حقا حقا.. خائفة من النتائج....
الحمد لله أنه على الأقل لدي فرص أخرى في السنة القادمة.. على ما أعتقد

لكن لقد كانت تجربة رائعة أتعلمين؟!
فأولا مذاكرة هذا الاختبار كان نوعا ما ممتعا لسبب غامض!

والشيء الآخر هو أني أستمتع وأحب حقا أن أتأنّق وأتجمل.. وليس دائما أجد فرصة أو يوم مناسب يستحق ذلك، ونَظرا لتجربتي السابقة في اختبار القدرات فقد علمت أن الجميع يأتي بأجمل طلّته في هذه الاختبارات رغم أن ذلك غريب لكني استغللت ذلك بكل سعادة فقمت بالاستمتاع في التأنق كما أريد

لقد كان التوتر والتشتت يأكلني حقا في ذلك الاختبار، لكن كانت أسئلة جيدة ولذيذة.. الجميل ما في الأمر أنه فقط تظليل الإجابة الصحيحة.. إذ أن الأمر أشبه بلعبة...
لكن تكون ممتعة حقا فقط حين أكون على علم بالإجابة الصحيحة حقا... وتكون لعبة لئيمة حين تأتي بأسئلة تعجيزية..

على كل حال.. بعد انتهائي من هذا الاختبار بدأت فعليا في عدّ الأيام المتبقية ليوم حفل التخرج! كنت أترقبُه بشدة


وخلال هذه الأيام، زميلات الفصل أبدعن للغاية في تنفيذ عدد من الفعاليات الرائعة الممتعة!
غير أنهن جَهزن فقرات وكل شيء يتعلق بالحفل.. ونجحن في إقناع المديرة أن نرتدي ما نشاء يوم الحفل بدلا من الزي المدرسي!

وعباءة التخرج تم تجهيزه واستلامه مسبقا منذ الترم الماضي.. لذا حرفيا لم يكن لدينا سوى أن ننتظر اليوم الموعود بترقب وصبر أحر من الجمر!

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن