سنة مضت

9 2 0
                                    


مرحبا مذكرتي..

آسفة حقا على انقطاعي عنك كل تلك الفترة... لكن الأمر هو أني كنت أركز في تحقيق عدد من أهدافي المتنوعة وأن أغير من حالي الذي لا يرضيني وأنجز شيئا جديدا في حياتي وما إلى ذلك...

لقد مرت الأيام بسرعة حقا.. لقد جربت فيها أشياء كثيرة متنوعة
والآن! كتب لي ربي فرصة عظيمة لم أتخيلها قط! وهو الذهاب للحج!

كانت التجربة الأروع على الإطلاق.. ولا أعلم من أين أبدأ بالحديث عن ذلك!

أولا ذهبت بمفردي مع أبي وحسب هل تصدقين هذا؟! لهذا كانت تجربة رائعة ومميزة للغاية!

جميع صديقاتي استمررن في قول أنه كيف أستطيع الذهاب وحدي دون خوف أو مشكلة بدون والدتي!

وكأنني طفلة! لقد بلغت الثامنة عشر بالفعل لذا أستطيع تدبر أمري بنفسي!

ولقد حدث ذلك بالفعل.. لم أواجه أية مشاكل ولله الحمد ولم أشعر بأي خوف من دون أمي! لست اتكالية لهذه الدرجة..

من الأشياء المثيرة للغيظ هو أنه في البداية قبل صدور تصريحنا أخبرت جابرة بذلك الأمر أن هناك احتمال أن أذهب للحج هذا العام..

فإذا بي أجدها تضحك ساخرة ومستنكرة أني قد أفعل ذلك! بسبب غلاء الأسعار..

وهذا من إحدى سلبيات جابرة التي بسببها لا أفضّل أن أتقرب منها أكثر!

وهي أسلوبها الساخر هذا واستخفافها بي وبكل شيء..

لكن لا بأس على كل حال ليس وكأن رأيها كان يهمني أو يؤثر على إمكانية تحقق ما نريده، بل استطعت بالفعل ولله الحمد الذهاب رغم قولها ذلك

وحين أريتها أني ذهبت بالفعل فرحت لأجلي، وتعجبت هي أيضا عن كيف أذهب بدون أمي!

على كل حال... لقد كانت تجربة مذهلة للغاية وكانت التسهيلات مبهرة لدرجة أني كدت أنسى سبب وجودي هناك!

حيث كانت الوجبات فاخرة مجانية ومتوفرة بأنواع وأصناف مختلفة لم أذُقها في حياتي ولم أتخيل أني سأذوقها!

لقد كنت أتخيل قبل ذهابي أني سأواجه صعوبة ومشقة شديدة كما هو معروف عن الحج! وكنت مستعدة تماما أن أواجه ذلك وأجاهد وأكافح وأبذل جهدي وأجتهد!

لكن إذا بي أجد تلك الرفاهية المفاجئة والمغرية... هذا ما جعلني أنسى في بعض اللحظات أني الآن في حج وليس نزهة

لكن الحمد لله كنت أدرك ذلك بسرعة فأعود للتركيز في عمل الطاعات قدر ما أستطيع بدل تضييع الوقت في شيء من تلك الرفاهية والتسهيلات

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن