حبّ الطفولة

120 17 21
                                    

مرحبا مذكرتي!

لقد أخبرتك المرة الماضية عن ذلك الذي احتلّ قلبي صحيح؟!
عائث.. إنه حب طفولتي.. يكبرني بسبع سنوات ويكون ابن خالتي أثيلة التي أتت للمدينة من أوزبكستان بعد مولدي بثلاث سنوات، أي كنت أبلغ الثلاث سنوات تقريبا حين قابلت عائث أول مرة! أو ربما أكبر قليلا

طبعا لا أتذكر الكثير، لكنني أتذكر جيدا كم كنت أحبّه وأتعلق به وألعب معه كثيرا!
وحتى أخته تشهد على ذلك بقولها أني كنت في سنواتي الأولى عند مجيئهم لا ألعب سوى معه!

وتقول بتذمّر متكلف مازحة:
-لم تكوني تكفّين عن طلب مجيء عائث إلى منزلكم! ولأنك كنتِ فقط تقولين اسمه لم يكن يدعُنا أبي أن نذهب أنا وعائض معه! وكنا نَستاء بشدة! وأنت لا تهتمين سوى بعائث وتنسين أمرنا ولا تطلبين مجيئنا أبدا.

حيث أن عائض هو أخوها الذي يصغر عائث بسنتين أو ثلاث

وقولُها ذاك كان يُشعرني بالذنب نوعا ما! لكن ماذا عساي أفعل؟ لقد كنت طفلة لا أهتم سوى بمن أحب!

وابنة خالتي فائزة هكذا دائما.. تقصّ لي قصصا تحكي لي فيها كيف كنتُ طفلة لئيمة وسيئة!
إنها تشعرني بالذنب والغيظ في الوقت آنه..

على كل حال.. أتذكر أن أول نظرة إعجاب إليه كانت حين قمنا باحتفال له بمناسبة ختمه للقرآن الكريم حفظًا
وكان حفل شواء جميل ولذيذ وممتع
وأتذكر مشهد دخوله سطح منزلنا الذي أقمنا فيه الاحتفال..

كان مشهدا عاديا في الواقع وهو يدخل بهدوء وبرود

لكن في نظري حينها كان عبارة عن مشهد دخول أمِير أنِيق وسيم جذاب!

كم أجد ذلك مثيرا للضحك والسخرية الآن!

وأعتقد أني منذ ذلك الحين لم تزل مني تلك المشاعر التي كانت بريئة حينها، لكن حتى بعد بلوغي وبعد أن أصبحنا نتجنب بعضنا للحدود الشرعية الواجبة كنت مستمرة في الإعجاب به

في الحقيقة.. لقد كان هو من يتجنبني، وهو الذي بدأ بذلك منذ البداية.. بينما أنا السخيفة الغبية كنت أستغرب ذلك في البداية وسألت فائزة والتي هي أخته عن سبب فعله هذا! حيث أني كدت أظن أنه كرهني فجأة لسبب ما

كنت جاهلة وغبية حقا.. لكن الحمد لله شرحَت لي فائزة التي تكبرني بثلاث سنوات أنه بالطبع بسبب الحدود الشرعية

لكن مع ذلك.. لم أكن أكف عن تأمله ومشاهدته ومراقبته من بعيد كلما سنحت لي الفرصة بكل هيام

يمكنك القول أني وجدت صعوبة في التقبل والاقتناع والتصديق بأني من الآن فصاعدا لن يُسمح لي بالنظر أو التواصل مع عائث أبدا.. بالنسبة للتواصل فبالطبع لم يكن لدي تلك الجرأة والوقاحة لفعلها! أما بالنسبة للنظر فكنت آخذ راحتي في ذلك طالما هو لا يرى نظراتي!
كنت مراهقة غبية عاطفية سخيفة للغاية

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن