وابل من المفاجآت!

85 11 23
                                    

مرحبا وأهلا يا مذكرتي

حين كنا نذهب حضوريا للمدارس ودُوَر تحفيظ القرآن قبل أن يجتاح فيروس كورونا العالم..
حصل لي شَيء صادم لا أنساه

كنت جالسة في مصلى تحفيظ القرآن الذي كنتُ فيه، حين جاءت زميلتي الأفغانية التي لديها ابنة بمثل عمري، كان اسمها ماهرة

جاءت بابتسامتها العريضة التي كانت تجعلني أبتسم رغما عني دائما.. لكنها هذه المرة بثّت في نفسي الاستغراب بدل ذلك...

حيث أنها فجأة التصقت في أذني وأخذت تهمس بكلمات لم أسمعها مطلقا! ثم ابتعدت وهي تبتسم تلك الابتسامة العريضة في وجهي!

ظللت شاردة وصامتة حتى قالت <هل سمعتِ؟!>
لأُصارحها أني لم أسمع في الحقيقة...

لذا عادت تلتصق بأذني وتهمس وتهمس بكلمات مبهمة!

لكني نوعا ما استطعت التقاط بعض الكلمات بصعوبة! وكانت <أستاذة خاطرة آتية لمنزلي من أجل أخي>

كان ذلك مبهما للغاية! وفي الحقيقة لم أكن في مزاج جيد حينها! لذا انزعجت في داخلي عن علاقتي بهذا الأمر!

تلك الأستاذة التي تدعى خاطرة هي معلمة الأطفال في هذا التحفيظ.. وزاهد كان يدرس عندها في ذلك الوقت

ليس لدي علاقة وطيدة لا بالمعلمة ولا بهذه المرأة ماهرة.. لذا كنت مستنكرة عن علاقتي لتخبرني بشيء كهذا!

خمنت لوهلة والنوم في جفوني أنه ربما فقط لم تجد شخصا تشاركه خبرها الذي يبدو خبرا سعيدا بالنسبة لها، لهذا أتت إلي تخبرني بذلك رغم أننا لسنا مقربات لتلك الدرجة... لكن ماذا علي أن أفعل أو أقول أنا إذًا؟

لم أفهم ما هو الموضوع والمناسبة أصلا.. أعني لماذا جزئية <من أجل أخيها>؟ هل مات أو شيئا كهذا لذا آتية للعزاء؟ لكن ابتسامتها هذه لا توحي للمرء أن في الموضوع عزاء... لم أفهم شيئا وليس لدي طاقة للتفكير والتخمين أكثر من هذا فالنوم كان يداعبني

حين رأت صمتي وشرودي ذاك قالت مجددا باستغراب:
-ألم تسمعي ثانيةً؟
-أوه كلا لقد سمعت.. أستاذة خاطرة آتية إلى منزلك من أجل أخيك، صحيح؟

لِتقطب جبينها وتهز رأسها نافية ثم تعود للهَمس في أذني!

ثم اتضح أن ما كانت تقوله هو:
-أستاذة خاطرة آتية إلى منزلك من أجل أخيها!

حينها استنكرت أكثر ونطقت:
-منزلي؟!

وأكّدت لي ذَلك بابتسامتها العريضة تلك والسعادة تملؤها!
كنت مستغربة للغاية من كل شيء!
هل هناك زيارات مفاجئة كهذه معتادة بين بعض الناس؟ لا وبل بين أشخاص ليس بينهم علاقات وطيدة! ولا حتى سطحية!
فأنا لم أتحدث يوما مع أستاذة خاطرة سوى بشأن أمور زاهد وحفظه وما إلى ذلك، ولا أظن أن أمي تعرفها أو ما شابه!

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن