الطريق للتخلّي..

34 8 6
                                    

مرحبا مذكرتي..

حسنا لا أعلم كيف أصف هذا.. لكن بعد ذلك الحوار الصادم مع أبي، سرعان ما رأيت عائث من بعيد دون تخطيط أو توقع مسبق وأنا في السيارة وأبي يستلم منه شيئا ما

كنت بين منحدرين.. منحدر قلبي الذي لا زال يدق له.. ومنحدر تلك الأمور التي سمعتها عنه..

كنت مضطربة وضائعة تماما.. كنت أرفض وأنكر على نفسي التي أرادت القول كم أنه وسيم بالكمامة الطبية..

ومنعت نفسي بصعوبة من النظر إليه وتأمله.. أو على الأقل النظر إليه بهيام.. أعني أنني بدأت أبرمج نفسي على ألا أنظر إليه إلا إذا كانت نظرة خالية من الحب تماما

بدأت في بناء مشاعر كره أو نفور منه... وأخرجت من نفسي وعقلي أمل وفكرة أن أتزوجه يوما ما..
فكلام أبي أثر بي وأقنعني حقا ولم يكن سهلا تجاهله..

لكن مع ذلك.. كنت أواجه بعض الصراعات الداخلية.. حيث كنت تارة أفقد ثقتي بأبي وأخَالفه في بعض النقاط وأتذكر أخطاءه وأنه ليس موضع ثقة في بعض الأحيان.. لكن تارة أعود لتصديق كلامه والاقتناع والأخذ به.. ثم أعود مجددا للنظر إلى كلام أبي أن فيه بعض محاولة تحيِيزي لصفّه وغسل عقلي أو شيئا كهذا، وأنه أخطأ في بعض أحكامه وبالغ نوعا ما...

لكن حين قال في نهاية كلامه ذاك أن هذا كله رأيه الخاص وأنه لن يعترض طريقي إذا اخترته وقررت الصبر عليه أيا كانت سلبياته.. هذا إذا جاء لخطبتي مرة أخرى أصلا!

وجدت نفسي أقول في داخلي أني بالطبع لن أقدِم على خطوة وقرار لا يتفق معها أبي!

فعَقلي الصغير لا يمكنني الوثوق به
وأدركت أن هذا كله أمور مصيرية ليس من الحكمة أن أعتمد على نفسي التافهة الجاهلة العاطفية في مواجهتها..

لذا قررت الوثوق تماما بأبي وقراره ورأيه... بغض النظر عن أخطائه الخاصة القديمة والحديثة وبعض تناقضاته القليلة

المشكلة أننا في نفس ذلك اليوم استضفنا خالتي وَعائلتها... ما زاد علَي الثقل حقا...

فأنا حينها واجهت صعوبة شديدة في التصرف على طبيعتي.. خصوصا مع تلك النظرة السوداوية التي تكونت في عيني تجاه خالتي وفائزة!

وفوق ذلك! وجدت خالتي تحضر لي هدية سوار من ذهب لأني أتممت حفظ العشرين جزء من القرآن!
يمكنك تخيل كمية التخبط والضياع والتشتت الذي أصابني أليس كذلك؟!

حيث أني كنت للتو أكاد أحقد عليهم وأنظر بنظرة مظلمة إليهم، لكنها فجأة هكذا في نفس اليوم تأتي بهدية لي.. كان ذلك صعبا وَمُعقدا وثقيلا علي بشدة!
لم أكن قادرة على معرفة ما ينبغي علي فعله تحديدا!

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن