في سماء الماضي

93 12 5
                                    

مرحبا مذكرتي..

قبل عام.. في نفس هذا الشهر
في شهر رمضان المبارك حيث لم يكن لكورونا وجود
حدث الكثير

كانت الفترة التي زدت فيها تعلقا بعائث.. ورأيته في أحلامي حتى

بسبب أني وفائزة انضممنا حينها لسفرة إفطار الحرم وكان هو الذي يوصلنا ويعيدنا كل يوم لذا كنت أراه بكثرة!

وكانت تلك الفترة أيضا فترة عصيبة بالنسبة لي من جهة أخرى.. حيث لم يكن العمل في السفرة في تلك المرة بالأمر السهل! بل كان من أصعب ما مررت به!
حيث كان الحرم ممتلئا حينها بصراصير الليل والجراد، وكان لدي رعب وخوف فظيع منهم

لذا عدت اليوم الأول وأنا أبكي بشدة وقلبي يرجف!

وكنت أريد الانسِحاب من ذلك العمل لكن أمي نجحت في إقناعي أن لا سبيل لذلك بعد أن سجلت اسمي!

لذا كنت أذهب مرغمة وأواجه ذلك الرعب من الحشرات، لم أكن أستطيع تناول إفطاري حتى

لكن رغم ذلك.. حوى ذلك الوقت كثيرا من الذكريات الجميلة التي أعتز بها الآن!

لأني في النهاية سرعان ما تعايشت مع ذلك الوضع

ثم عشت أياما جميلة مع زميلاتي في ذلك العمل
رغم أنهن لم تكنّ عربيات، بل كانت إحداهن تركية والأخرى أوزبكية لكنها تعرف التركية أيضا، ومعي ابنة خالتي أيضا التي لم أكن لأذهب لذلك العمل دونها
كنت الأصغر بينهم والهادئة والصامتة كالعادة

على كل حال... لن أحصي تلك الذكريات التي جمعتني بهم
لكن المهم هنا.. هو أنّي خلال تلك الفترة
اقتنعت وصارحت نفسي أني واقعة في حب عائث بالفعل، الذي لم أحصل على فرصة لتأمّله بقدر ما حصلت عليه في ذلك الوقت!

حتى أني بصراحة يا مذكرتي.. حفظت لوحة أرقام وحروف سيارته

ثم جاء يوم.. سافر فيه إلى تركيا
ليس للدراسة كالمرة السابقة
بل لأجل خطبة إحداهنّ

فهو منذ زمن كان يبحث عن عروسة له مع عائلته، أتذكر أنني عندما علمت أول مرة عن هذا شعرت بالاستياء لكونهم لم يفكروا بي

لكن أخبرتني فائزة بعد ذلك ذات مرة أنها سمِعت حوار والدتها مع عائث وهي تقترح له أمري.. وتقول أنه قال حينها أنه لا يراني سوى كأخته الصغيرة
لهذا كانت تلمح لي أن أتخلى عن أمره
لكن لم يكن الأمر سهلا بطبيعة الحال..

لكن الغريب في الأمر هو أنه حين سافر لأجل خطبة الفتاة التي تكون تلميذة لفائزة... لم أشعر بذلك الاستياء حقا..
بل إني خشيت أني إذا تذمرت وحزنت واستأت قد تتعسر أمورهم، وأنا لا أريد أن أكون سببا أو عائقا في سعادة أحدهم

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن