ملتقى صيفي

13 2 0
                                    

حسنا مرحبا مجددا مذكرتي..

ما زال لدي الكثير من الأحداث أريد حكايتها لك
ولنبدأ أولا حين عدت من الحج... طبعا حين أذكر هذا الأمر.. أتذكر شيئا شديد الشناعة يؤلم قلبي ويعكر مزاجي

وهو أني حين عدت.. منذئذ وبشرتي ليست في حالة جيدة أبدا! بل حالة فظيعة! عجزت عن معالجتها شهورا بعد ذلك! وعشت أصعب أيامي! وتعقدت من ذلك بشدة! من هذه الحبوب التي انتشرت في وجهي.. كان ذلك مؤلما لقلبي ونفسيتي للغاية وتعقدت بشدة
ولا أعلم حقا من ماذا حصل هذا

لكن رغم ذلك.. كنت أذهب لتلك الدورة التي سجلت فيها قبل الحج وهي عبارة عن حلقات قرآنية حضورية لأثبّت فيها حفظ المصحف كاملا... حيث كان أكبر تحد لي على الإطلاق!

فلقد كنت للتو فقط ختمت! لذا مراجعة المصحف كاملا في غضون شهر ونصف كان أمرا مخيفا وصعبا لدرجة أني تخيلت وعلمت ذلك من قبل البدء حتى في الدورة!

وحتى أني كثفت الدعاء حينها في الحج أن ييسر لي هذه المراجعة! لأني كنت مدركة حقا أن ذلك صعب جدا لشخص حفظه ركيك جدا وضعيف وقد أتم الحفظ الأول للتو...

لا أنسى كل تلك المرات واللحظات التي شعرت فيها بثقل وعجز شديد أردت فيها أن أتراجع عن هذا التحدي الصعب.. التحدي طبعا كان بيني وبين نفسي وليس تحدي مع أحدهم

لكن الله ثبتني ولله الحمد، فكنت أتراجع عن فكرة الانسحاب وأقرر أن أبذل كل جهدي لهذا الهدف قائلة أني إذا لم أفعلها الآن فلن أفعلها لاحقا

وبالفعل! ولله الحمد والمنّة! كم كان الشعور والثمرة والطعم في غاية الروعة حين بلغت هدفي بعد تعب ومعاناة شديدة طيلة شهر ونصف لم أتجاوزها إلا بشق الأنفس!

الجدير بالذكر أن المعلمة رأت ضعفي الشديد هذا وانزعجت مني بشدة ولم ترغب حتى في إدخالي لحلقتها، حلقة مراجعة المصحف كاملا.. وربما كانت تشك حتى في حقيقة كوني خاتمة

لكن المديرة أقنعتها وأقنَعتني أنا أيضا حين أردت تغيير الحلقة إلى أحد الحلقات الحفظ الصغيرة الأخرى من شدة عجزي وفقدان أملي وترددي وقلقي من ألا أنجح

لكن بعد أن رأيت أني دخلت الحلقة بالفعل بحمد الله رغم شعوري برفض المعلمة.. كافحت وبذلت كل جهدي

كنت أسوأ مستوى حفظ حرفيا في الحلقة..

وكنت أرى نظرات الانزعاج من معلمتي تلك التي لم تكن تريد في حلقتها منذ البداية شخصا مثلي يعرقل سير خطة الحلقة، لأن نظام الحلقة هو التسميع الثنائي بين الطالبات، لذا إذا كانت إحداهن ضعيفة وبطيئة ستجعل الأخريات يتأخرن أيضا في السير على الخطة المرسومة بدقة لإنجاز أكثر من ختمة مراجعة في غضون شهر ونصف، لذا هي كانت تريد حافظات متقنات..

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن