مرحبا مذكرتي..
رغم أن عائث تم رفضه من قبل أبي حين تقدم لخطبتي بالفعل.. والراجح أنه بسبب ذلك لن يعود هو وأهله في التفكير مجددا بخطبتي للأسف... كنت لا أزال أفكر به! ومتمسكة بآمال وهمية لا أساس لها.. بصيص الأمل كان فقط في أمر أنه ما زال عازبا ولم يتزوج.. لذا كان عقلي وخيالي يستمر بالوسوسة لي أنه ما زالت هناك فرصة!
كنت أسمع أخباره بين الحين والآخر من أمي دون أن أطلب منها حتى... وأسمع كل فترة وفترة أنهم وجدوا فتاة ما، ثم أسمع أن عائلة الفتاة ترفض أو عائث يرفضها بانتقاد شيء ما في شكلها!
كنت أعتقد أنه يفعل هذا ليس إلا من أجل هدف ما! ليس لأنه من النوع السطحي الذي يحكم ويختار الأشخاص على حسب أشكالهم الخارجية ويدقق في ذلك..
كان كل ذلك في أيام الحجر..
وبعد أن بدأت الحياة تعود لطبيعتها وغادرت جدتي أخيرا مع حفيدها الذي سمعت أنه يخطط للعودة ثانية، أخذتُ أقلق بشأن لقاء ومقابلة خالتي وعَائلتها بعد كل ما حصل عن بعد في أيام الحجر!وأكثر ما خشيته هو حقد خالتي علي.. وشعرت منها ذلك بالفعل في زيارتهم الأولى! لكن سرعان ما مضى الأمر وعادت لطبيعتها...
أكثر شخص كان على طبيعته وتجاوز كل ما حدث بكل بساطة هو فائزة! بل إنها بدت راضية عما حدث
حتى أني عندما سألتها بقلق عما إذا كرهتني خالتي أجابت بكل بساطة:
-لا، لا تهتمي مطلقا! صدقيني بعد سنتين أو ثلاث وحسب ستجدينها تعود لخطبتك من أجل عائض!كنت أبذل جهدي أن أتجاوز كل ذلك وأعود لطبيعتي وأنسى كل شيء... لكن لم يكن سهلا مطلقا
لكن الذين حولي تجاوزوا وعادوا لطبيعتهم، وحتى أنهم باشروا في البحث عن فتاة أخرى كما أخبرتك..
فتارة أسمع أنهم وجدوا فتاة أوزبكية تعيش في أمريكا وهي موافقة أن تأتي للمدينة، لكن عائث رفضها كما رفض العديد من الفتيات...
وأتذكر حينها قالت لي أمي بكل غيظ وانزعاج:
-عائث هذا رفض تلك الفتاة ولم تعجبه فقط لأنها قصيرة قليلا وحسب! إنه هكذا يستمر برفض جميع الفتيات ويعلق على كل شيء! مرة رفض فتاة بقوله أنها لم تعجبه وأن أنفها كبير! ومرة سابقة قال عن أخرى أن رأسها كبير! وعن أخرى أنها سمراء وهو يريد بيضاء!
لقد جلب لنا الصداع والهم! يريد أن يتزوج بسرعة لكنه يستمر في رفض الفتيات، ما باله يا رجل؟!
وبسببه أختي مهمومة وحزينة وتبكي خائفة وقلقة على مستقبله بينما هو الذي يفسد كل شيء!
هناك مقولة عندنا! تقول أن الشخص الذي يركز ويتدلل في اختيار شريكته هكذا ويعيب فتيات الخلْق، ينتهي به المطاف في الأخير باختيار أقبح فتاة!

أنت تقرأ
ضوضاء فتاة هادئة
Romance-يا لكِ من فتاة هادئة! -عجبًا! لا صوت ولا حضور لك.. -هل تُجيدين تحدّث العربية؟ هل تفهمِينني؟ أوصاف وأقوال كهذه أسمعها دائما في حياتي اليومية كلما اجتمعت مع جماعة من الناس، سواء كان من باب المديح أو الذمّ وحتى أمي كانت تقول لي: -تحدّثي يا فتاة وكوني...