مساء الخير يا مذكرتي
اليوم استيقظت من سبات نوم عميق حلمت فيه أحلاما غريبة وغبية على صوت بكاء ياسر وندائه لي
كنت قد نمت بالأمس مبكرا كي أستيقظ مبكرا وأنجز مهامي اليومية المختلفة، لكن انتهى بي الأمر أن أنام الصباح كله ولم أستيقظ إلا لبكاء ياسر الذي لم يبال به أحد من إخوته الحقيرين عديمي الإحساس المنغمسين في هواتفهم
وبسبب تلك الأحلام الغريبة المزعجة الغبية قضيت اليوم بمزاج متعكر بشدة
ومن شدة تعكر مزاجي لم أستقبل خبر حصول أبي على منزل جديد بتلك البهجة التي من المفترض أن تكون، فنحن في شقتنا الصغيرة الضيقة هذه لعشر سنوات، ومنذ صغري وأنا أتمنى منزلا أكبر، وغرفة خاصة بي
لكن الحياة تأبى أن تسير كما أريد
هي لا تحقق لي آمالي ولا تحدث الأمور بالطريقة التي أريدها وأتخيلها دائما في كل مرة
لا تعلمين ذلك الشعور... الذي يأتيني، بل يلازمني
حين أعيش تخيلات وأحلام يقظة جميلة ووردية وأتمنى هذا وهذا وأن يحدث كذا وكذا، وفي النهاية يفسد كل شيء ولا يتحقق ما كنت أريدهاعتدت أن تسير حياتي هكذا
وهذا بالضبط ما حدث مع عائث بالطبع
الذي لم أصدق أنه تقدم لي فعلا بعد كل تلك السنين التي عشتها وأنا أفكر به، وكنت في درجة عالية من السعادة والسرور، ثم سقطت تلك السقطة القاسية حين وجدت كل شيء يسير خلاف ما تأملتالتفكير في هذا الأمر بذلك المزاج المتعكر زاد الثقل والضيق والانزعاج الذي في صدري
فلَم أستَبشر بهذا المنزل الجديد
الذي كانت هناك تلميحات كثيرة عنه سابقا من لسان أبيثلاث غرف -مثل منزلنا الحالي- لكنها فسيحة وواسعة، ومطبخ أوسع من مطبخنا الحالي، مع مدخل للسطح بجواره بالإضافة لحمامين
تقول أمي أن المنزل لم يستخدم لفترة طويلة لذا هو في حالة سيئة ومتسخة جدا ويحتاج لترميم
ومن سيفعل ذلك هو نحن
وهذا ما جعلني أتضايق ولا أبتهج من حصولنا على هذا المنزلغير ذلك، تقول أنه بعيد جدا للغاية من حيّنا
حيث يقع في أطراف المدينة
بعيد عن مدرستي، بعيد عن تحفيظي، بعيد عن الحرم، بعيد عن منزل صديقتي المقربة، بعيد أيضا من منزل خالتي!
وعدد غرفه لا يختلف عن عدد غرف منزلنا هذا!
لم يكن هناك شيء يفرحني ويبهجني بشأن هذا المنزل!
ولابد أنه فقط من أجل جدتي الكريهة التي انتقدت أشياء كثيرة في منزلنا الصغير ذاك.. والتي ارتحنا منها أخيرا بعد رحيلها مع حفيدها الكريه أيضا بعد أن رفعوا الحظر وفتحوا المطاراتولقد قالت لي أن أكون حافظة للقرآن كاملا حين تأتي المرة القادمة، وأتمنى أن تكون المرة القادمة بعد مئة سنة
أنت تقرأ
ضوضاء فتاة هادئة
Lãng mạn-يا لكِ من فتاة هادئة! -عجبًا! لا صوت ولا حضور لك.. -هل تُجيدين تحدّث العربية؟ هل تفهمِينني؟ أوصاف وأقوال كهذه أسمعها دائما في حياتي اليومية كلما اجتمعت مع جماعة من الناس، سواء كان من باب المديح أو الذمّ وحتى أمي كانت تقول لي: -تحدّثي يا فتاة وكوني...