5

37 3 0
                                    

" ضحك أحدهم و قال : هل تريدين الموت بهذه السرعه؟ هل تريدين أن أفعل بك مثل تلك المرأة؟ هل تتذكرينها جيداً!
: لا حاجة للاستحمام الان، من الواضح انكِ شعرت بالنشاط عقب ذلك الماء البارد.
: الآن هل يمكننا بدء ( الاجتماع ) ؟
" أمسك بساقي أحدهم وبدأت بالصراخ، لقد بدأت بالشتم، لقد شعرت بأنني لا استطيع الصمت اكثر من ذلك، كانت حالتي مزرية و كنت أشعر بذلك، لم أرى نفسي بالمرآة منذ زمن طويل و متأكدة بأنني لن اطيق النظر إلى نفسي دقيقة واحدة، لقد اصبحت الايام ثقيلة جداً، لقد بدأت أشعر بالجنون و قاربت على تخيل صوت سيارة الشرطة بالقرب من هذا المكان المخيف الذي من المؤكد أنه يبعد كثيراً عن الناس، عندما ينام الجميع تبدأ أصوات الكلاب تعلو في المكان، و لم أستطع النوم ليومين و لا يمكنني رؤية الشمس في هذه الغرفه الا عندما يفتح أحدهم الباب، دخل أحدهم و هو يحمل علبة بيتزا كبيرة و وضعها أمامي مباشرة و قال: هل تفضلين الدجاج أم الجبن؟
" لم استطع الاجابه عندما شممت رائحة البيتزا و لم أستطع التحمل، لقد كانت رائحة الطعام تصيبني بالغثيان.. جلس أمامي و فتح علبة البيتزا و أخذ يتناول قطعة و هو ينظر إلى كتفي ثم قال : هل يؤلمك هذا الجرح؟ إنه ما زال ينزف.
" لم أبالي بالنظر إلى كتفي و بقيت انظر إلى المكان حولي كالعاده، لقد كان يتناول البيتزا و هو ينظر إليّ لفترة طويلة ثم عاد يقول : هل تعلمين بأنه كان من المفترض أن اسرق محل مجوهرات الليله عند الساعه ٣؟ أعتقد بأنها سوف تساوي ٥ مليون دولار مما سوف يجعلني غنياً جداً، أريد أن اشتري منزلاً كبيراً و الكثير من السيارات الفارهه، و لكنني سعيد لأنني لم اذهب لسرقته مع الاخرين لأنني لا اجيد الإمساك بذلك السلاح، بالمناسبه ماذا تعملين؟ ذلك الملهى الليلي الذي بالقرب من محطة الوقود ؟
" نظرت إليه و بصقت في وجهه دون أن أخبر نفسي ان كان يجب أن أفعل ذلك أم لا، أغلق علبة البيتزا بهدوء و أخرج قطعة قماش لكي يمسح وجهه و قال : انه القماش المفضل لدي، لقد كان هذا القماش لأخي الذي توفي برصاصة من شرطي غبيّ، لقد كان يخبرني بأن هذا القماش فقط للأشياء الجميله، عندما ينتهي من سرقة سيارة او محل او حتى صيدلية لشراء الدواء لإبنته، وعندما ينتهي من السرقة بنجاح يمسح وجهه بهذا القماش، يعتقد بأنه جالب للحظ للسرقة القادمه، حسناً لقد تناولت الكثير من البيتزا و تبقى أربعة فقط أن كنت جائعه، سوف أضعها هنا.
" وقف على قدميه و خرج بهدوء دون أي رد فعل، لقد استغربت من ذلك. هل تغير كل شي؟ هل اعتاد الجميع على وجودي هنا؟ هل سوف يصبح الجميع صديقاً لي؟ وسوف تصبح الأمور سهلة مما يجعلهم يظنون بأنني اصبحت واحدة من ضمن الفريق؟ ماذا لو بدأت بالتظاهر بأنني الشخص المناسب و عندما يحين الوقت للهرب... سوف أدع كل شيء خلفي، سوف أجعل الجميع يثق بي و سوف احاول التعامل معهم جميعاً بلطف ثم.... سوف أهرب بعيداً، الى بلدة بعيده لكي لا يجدني أحدهم، لا أعلم كيف سأعيش بعد كل ذلك، لا أعلم ماذا تفكر به والدتي أو جدتي أو والدي اللذان ذهبا دون التفكير بي، مازلت صغيرة على تحمل المسؤوليه و العيش في مكان لوحدي، نعم لقد كانت شقة صغيره و لكن يمكنني تحملهم جميعاً، لقد كنت أعمل كثيرا و بجهد لكي أجعل والدتي سعيدة و لكنها هربت، لماذا الجميع يريد الهرب؟ لماذا كلمة هرب لم تعد مخيفة كالسابق؟

الساعات اللامتناهية | The Endless Hours حيث تعيش القصص. اكتشف الآن