الساعات اللامتناهية | The Endless Hours

18

لماذا لم أفكر بذلك سابقاً؟ فتحت الباب مسرعة و وقفت لكي أستمع بأن الجميع مازال فالأسفل و دخلت غرفة كارلوس بهدوء، كنت أحاول البحث عن أي شيء حتى عن سلاح لكي أدافع عن نفسي به في الاوقات الصعبه، بحثت و بحثت كثيراً إلى أن وجدت دفتراً قديماً مشققاً و صوراً قديمة له و لكثير من الرجال حوله في صورة جماعية، أمسكت بتلك الصور و ذلك الدفتر، فتحت أول صفحة منه عندما قرأت تلك الكتابات : قابريلّا... ذلك الأسم الذي يتردد في عقلي دائماً ولم استطع نسيانه، في كل مرة أستيقظ من النوم أشعر بأنني أريد قتل أحدهما ولكنني لا أفعل لأنني دائما ذلك الرجل الجيد كما تقولين، لقد حاولت كثيراً حمايتكِ وحماية طفلنا و لكن لقد كان ذلك الأمر اقوى بكثير مني أو يمكنني أن أقول بأنني لم أكن أعلم بشأن ذلك الأمر و كنت أعتقد بأن الأمور سهلة الحل إلى ان فقدتكما ، أشعر بأن الجميع أصبح فارغاً من الداخل و بلا قلب كقلبي تماماً، إشتقت إلى ذلك الشعر الأسود الطويل الذي تمتلكينه، و رائحة الورد التي تفوح منكِ و أنتِ عائدة من العمل و تلك الحلوى التي تصنعينها في إجازة الاسبوع، أحياناً أشعر بأنه بإستطاعتي أن أعود إلى الوراء لمعرفة الحقيقة و لكني أستيقظ من ذلك الوهم لأعيش الواقع... ذلك الواقع الذي يخبرني بأنكِ رحلتِ و لن تعودين إلى الأبد.
أحبك، زوجك...
" نظرت إلى تلك الصورة بداخل الظرف في نفس الصفحة و نظرت إلى صورة كارلوس برفقة تلك الفتاة، لقد كانت حامل!!! أخذت أنظر إلى تلك الصورة و لم أشعر بنفسي، أسرعت برؤية أي شيء آخر يهمني إلى أن وجدت محفظتي، لم تكن هناك أي صورة بداخلها، لقد كانت هناك الكثير من الصور و أهمها هي صورة والدتي و والدي و جدتي في صورة جماعية و لم يستغرق الأمر نصف ساعة حتى فتح أحدهم الباب و وقعت محفظتي فجأة عندما رجفت من الخوف، نظر كارلوس إلى كل شيء حولي و نظرت إليه و قلت : لقد كنت أحاول...
: تحاولين ماذا؟
: لا أ.... لقد كنت... م...
" لم أستطع التفوه بأي شيء، كان بإمكاني إخباره بأنني أتيت لأخذ محفظتي و البحث عنها و لكن وجدت نفسي في أصعب لحظات حياتي عندما أعتقدت بأنني وضعت دفتر الذكريات الخاص به في ذلك الرف و لكن لم أفعل ذلك، لقد كان مفتوحاً على تلك الرسالة التي كتبها لزوجته، وضع كارلوس يديه على وجهه و هو يأخذ نفساً عميقاً ولا أعلم ماذا سوف يفعل بعد ذلك إلى أن قال بهدوء : أعيدي كل شيء مكانه و كما كان سابقاً.
" نظرت إلى كل شيء حولي و أعدت ذلك الدفتر و تلك الصور إلى مكانها، و عندما حاولت سرقة محفظتي أمسكها فجأة و وضعها في جيبه ثم قال : و الآن أخرجي من هذه الغرفه.
" لم يكن ينظر إليّ عندما تأكدت بأن تلك الدموع كادت أن تسقط من عينيه، أغلقت باب الغرفة بهدوء و ذهبت إلى غرفتي و لم استطع التوقف عن التفكير بما فعلت، لقد كانت الأمور جيدة بيني و بينه و لكن تلك الفكرة قد دمرت كل شيء، لقد حاولت معرفة أي شيء بشأنه أو حتى إعادة شيء لي و لكن لم أستطع فعل ذلك، لقد سمعت صوت أحدهم يكسر شيئاً و شعرت بتوتر أكثر، هل كان هذا كارلوس؟ فتحت باب الغرفة عندما وجدت إنزو مستعداً للخروج و قلت : مرحباً إنزو!
: مرحبا؟ لماذا مازلت مستيقظه؟
: أنا... هل يمكنك التحدث برفقة كارلوس؟
: بشأن ماذا؟ هل هو بخير؟ هل عاد سيرجيو؟
: لا لم... أعني، لقد أخبرني بأنه يريد التحدث إليك.
" نظر إليّ باستغراب و ذهب لكي يتحدث إلى كارلوس، طرق الباب عدة مرات و دخل عندما لاحظت وجود العديد من العطور و الزجاج المنكسر على الأرض، أغلق إنزو الباب خلفه و إقتربت محاولة الاستماع.
: كارلوس ماذا حدث؟ لماذا الزجاج منكسر في كل مكان؟
: لا أعلم...
: هل أنت بخير؟ هل فعل سيرجيو شيئاً؟
: لا يمكنه فعل شيء ذلك الأحمق.
: إذا مابك؟ لقد أخبرتني ماريا بأنك تريد التحدث إلي؟
" ساد الصمت قليلاً ثم قال كارلوس : أنا خائف جداً لقد إقترب كل شيء على النهاية.
: ماذا تقصد؟
: لقد كادت أن تعرف الحقيقة، لقد وجدتها تحاول التجسس و البحث عن شيء في غرفتي، لقد كانت تبحث عن محفظتها و تبحث عن شيء و لا أعلم ماذا هو، و لكنها قرأت كل شيء يخص عائلتي.
: هل تقصد قابريلّا؟ حتى و إن قرأت كل ذلك فلن تستطع فعل شيء و إلا سوف تذهب إلى السجن، لا تنسى بأنها شاركت بالعديد من أعمال السرقة و هناك بصمة لها في كل مكان برفقتنا.