الساعات اللامتناهية | The Endless Hours

6

10:23 PM
كانت أصوات الاغاني عالية جداً خلف باب الغرفة، كنت أستمع إلى الجميع و هم يضحكون و يرقصون و يغنون و بعض من أصوات الفتيات والضحكات العالية ، في هذا اليوم لم أكن أريد الهرب و لم أكن افكر في ذلك بل كان كل ما افكر به هو تناول بعض من الطعام او... نظرت إلى تلك البيتزا و حاولت الوقوف على قدماي اللتان مازالت مربوطتان بشدة تجعلني أشعر بالالم وكأن قدماي التصقا ببعضهما البعض، مشيت على ركبتي ببطئ و انا احاول قضم قطعة صغيره من البيتزا و فجأة فتح أحدهم الباب و تعالت أصوات الموسيقى الصاخبه، دخل و هو يتحدث إلى أحدهم في الغرفه المجاوره و هو يمسك بكأس بلاستيكي و نظر إليّ و قال : ماذا؟ هل كنتِ تحاولين الهرب مجددا؟ ها؟
" نظرت إلى الكأس بيديه و قلت بكل ثقة : لقد كنت أحاول.....
" قاطعني و قال : هل كنتِ تحاولين تناول هذه البيتزا؟ في الواقع .... لقد تبوّل أحدهم عليها هذا الصباح عندما كنتِ نائمه.
" لم استطع الانتظار لتخيّل الموقف بل استفرغت كل مابداخل معدتي و لم يكن هناك الكثير من الشيء بداخلها، وضع كأس الماء على الأرض بجانبي و قال : لقد أصبحت رائحة المكان أشبه بفيل ميت لمدة شهر، أشربي هذه المياة و سوف أعود حالاً.
" هل نسي بأن يداي ما زالت مربوطتان أيضا؟ و لكنها مربوطة بشدة اكثر من ذي قبل بعد أن حاولت الهرب في تلك الليله، سمعته يتحدث في الغرفة المجاوره و أتى أحدهم برفقته و هو يقول : لم يكن باستطاعتك الانتظار قليلا ؟ لقد رأيت تلك الفتاة و هي تحاول..... ما هذه الرائحة؟ هل هذه فعلا رائحتها؟
: لقد كانت تحاول أكل قطعة البيتزا هذه.
" نظر الى بعضهم البعض و بدأ أحدهم بالضحك بصوت عالٍ ثم قال : أنا أكره ألڤارو، هو من فعل ذلك بالتأكيد !!!
" إقترب لكي يرى كأس الماء و قال : لا يوجد أحد ذكي هنا، لقد نسيت بأنها لا تستطيع الإمساك بكوب الماء.
" ضرب كتف صديقه بسخرية و جلس على قدميه قليلا و هو ينظر إليّ لعدة ثوانٍ بينما كنت انظر إلى كأس الماء و حاول مساعدتي للشرب و لكني أبعدت رأسي، نظر إلى صديقه و هو يحاول تذكر شيئا ثم أمسك بالكوب جيداً و قام بشرب القليل منه، دفع الآخر رأسه و قال : ماذا؟ هل اصبحت الرجل الذي يضحّي بنفسه فجأة ؟
" إبتسم و هو ينظر إلي و قام بمساعدتي بشرب الماء، لقد شعرت بأنه لا يمكنني ابتلاع الماء ببطئ بل و كأن هناك أنبوب لا يمكنه الانغلاق او التوقف قليلاً، كان الماء ينسكب من فمي عندما رفع كأس الماء و قال : لقد نفذ الماء، هل تريدين المزيد؟
" نظرت إليه و انا احاول تذوق المياه المتبقيه على شفتاي ثم قلت : أريد تناول شيئاً من فضلك، أنا جائعة.
" وقف و هو ينظر إلى صاحبه ثم رحل دون ان يتحدث و عاد بعد فترة زمنية قصيره و هو يمسك بعلبة تونا و بينما اخرج السكين لقطع ذلك الحبل من يدي قاطعه صاحبه فجأة : هل تريد فعل ذلك مجددا يا كارلوس؟ هل جننت؟
" نظر إليه للأعلى و قال : هل لديك القدره او الوقت الكافي على مساعدتها لتناول الطعام؟
" خرج من الغرفة و هو غاضب و أغلق الباب خلفه بينما كان الآخر يحاول قطع الحبل حول يديّ، شعرت بألم في مفاصل يديّ و لم أستطع تحريكها لعدة ثوانِ، لم يكن بإستطاعتي التحمل عندما شممت رائحة التونا و بدأت بتناولها بشكل سريع، لم يكن لدي وقت لمعرفة تفاصيل الطعم لتلك التونا، كنت دائما اتناول الطعام كرؤية لوحة فنيه في معرض الرسم، معرفة التوابل و الجودة و درجة الاستواء دائما مهمة بالنسبة إليّ، كان الآخر ينظر الي وهو يجلس أمامي بينما كنت اتناول الطعام، ثم فجأة شعرت بيديه على رأسي و هو يحاول المسح على رأسي بهدوء ثم قال : لديكِ ملامح فتاة صغيرة، هل انتِ متأكدة انكِ بعمر 22؟ إبتعدت بسرعة عندما ادركت الأمر و لم استطع الاجابه ثم قال : هل حقاً تعملين في ملهى ليلي؟
" لقد كانت نبرة صوته هادئة جداً و كأنه بالفعل يريد معرفة القليل عني، اجبته بهدوء أيضاً : أنا أعمل في محل للخياطه إنه محل خاص لجدتي.
" أخرج محفظة صغيرة من جيبه و أدركت بأنها محفظتي، نظرت إليه بتعجّب و حاولت مسرعه أن امسكها بيدي و لكنه أبعدها مسرعاً و قال : من هذا الرجل؟ و تلك المرأة؟
" كانت عيناي تنظر إليه تارة و تارة تنظر إلى الصورة بشكل لا إرادي، ابتلعت الطعام ببطئ وقلت : إنه.... إنها عائلتي.
" أغلق المحفظة بهدوء و أدخلها في جيبه مجدداً ثم وقف دون أي ردة فعل، لماذا لم يتحدث بأي شيء اخر؟ لماذا سألني عن تلك الصورة بينما كانت المحفظه مليئة بالصور ولماذا خرج فجأة هكذا؟ نظرت إلى يداي عندما استوعبت بأن يمكنني تحريكها كما أشاء، كنت أقف و قدماي مربوطتان ثم أجلس مجدداً، كنت احاول السير ببطئ شديد و تارة أنظر إلى الغرفة على أمل بأن يكون هناك مخبأ سهل الهروب منه، لم استسلم أبداً بل كان لدي أمل كبير رغم أنني فقدت ذلك الامل منذ اليوم الاول.