1

190 5 0
                                    

( 10:00 )
مرحباً أنا المحقق أولفر من مكتب التحقيق العام، سوف أكون المحقق الخاص بك لعدة ايام لحين انتهاء جميع التحقيقات التي نريد الوصول إليها و معرفتها و لكن... اخبريني في البداية عن نفسك و عن عملك بالضبط.
" وضعت يداي على الطاولة و بدأت بالتحدث: إسمي ماريا و عمري 23 سنه، أنا أعمل في المحل الخاص بجدتي لخياطة الملابس و لدي عمل آخر في مصنع المشروبات و لكني أعمل هناك يوم واحد فالاسبوع.
" نظر إليّ عن كثب و قال : و هل تعيشين بمفردك؟
" ثم قلت : لقد كنت أعيش برفقة جدتي و والدتي قبل اختفاءها ، نحن نعيش في شقة صغيره ذو غرفة نوم واحده و لكن عندما اختفت والدتي اعتقدت جدتي بأنها ذهبت لكي تعيش حياة جديده بمفردها و لذلك عادت جدتي لمنزلها الصغير في القريه .
" يستمع إليّ بصمت وهو يضع القلم على شفتيه ثم قال فجأة : ١٢ يناير الساعه ١ صباحاً السنة الماضية .. ماذا تتذكرين؟
" ساد الصمت لفترة و أنا اغمض عيني احاول النسيان و لكنني تذكرت كل شيء، احاول التظاهر بالقوه عندما تحدث المحقق مرة أخرى بصوت هادئ : أعلم بأن كل هذا صعب جداً و لكني أريد مساعدتكِ ، كل هذا من أجلكِ.
" امسكت بأصابع يدي الأخرى عندما بدأت بالتحدث : كان الجو باردا جدا و غائماً في ذلك الوقت ، لقد كانت السماء بيضاء و لكن الطريق المؤدي الى الشقه دائما يشعرني بالخوف، كنت دائما انظر إلى الأسفل الى ان ارى إشارة القطار الحمراء على انعكاس بقعة المياه تلك التي لا تجفّ ، في تلك الليلة خرجت من العمل متأخرة لعدم وجود الكثير من العاملات قبل نهاية الاسبوع، اقتربت من المنزل و لكنني سمعت صوتاً غريباً يبعد عني عدة أقدام، و بينما كنت اقترب من الشقة كان الصوت يقترب مني اكثر، المكان مظلم و الطريق يملأه الاشجار و لكني تعثرت فجأة بشيء يشبه الصخره ، عندما نظرت إليه ادركت أنها جثه مجهولة الهويه، لم يكن هناك ملامح أو حتى لون، لقد كانت مهشّمة بالكامل، لم استطع الركض او التحرك بل شعرت بأن قلبي سوف يتوقف في أي وقت، عندما استجمعت قواي و شعرت بأنني أستطيع الركض أمسكني أحدهم، وضع يديه حول فمي و لم اشعر بشيء حينها...
" كان المحقق يضع يديه على ذقنه محاولاً تخيل الموقف ثم قال : ماذا تقصدين بأنكِ لم تشعري بشئ؟ هل أغمي عليك نتيجة الصدمه أم....
" قاطعته دون تردد و قلت : أعتقد بأن أحدهم وضع قماش مخدّر و لم اشعر بشيء بعد ذلك، استيقظت في شاحنة يقودها رجل في العقد الاربعين و بجانبه شاب في أواخر العشرين جميعهم ذوو بشرة حنطيه او قمحيه و شعر بني و نظرات حاده، عندما ادركت الموقف و علمت بأنه هناك ثلاث شبان و ليس اثنان فقط، لقد كان شاب خلف ظهري عندما استدرت لكي اركل باب الشاحنة محاولة الهروب و لكنه أمسك بيدي بينما تعالت ضحكات أحدهم وهو يقول : دعها تركل الباب يا كارلوس، يجب أن تعلم بأنه لا مجال للهرب من الان فصاعداً.
" سقطت دموعي بينما كنت أسرد تلك اللحظات المرعبه، كان قلبي يخفق بشدة لدرجة أنني شعرت بأنه سوف يتوقف في أي لحظه، كنت احاول التفكير بهدوء و معرفة طريقة للهروب من هذه الشاحنه، لا يمكنني قتل الشاب الذي يجلس بجانبي و قتل ذلك السائق في آن واحد أو حتى قتلهم جميعاً و الهرب، لقد كانت الشاحنه صغيرة ولا مجال لفعل أي شيء يفكر به عقلي، كنت اصرخ و ابكي و ارتجف خوفاً من ان يغتصبني أحدهم و يرميني بعيداً جداً، لقد كان عقلي الباطن يخبرني بأن جدتي سوف تجدني الان و سوف تخبر الشرطه بأنني اختطفت...

الساعات اللامتناهية | The Endless Hours حيث تعيش القصص. اكتشف الآن