25

1.3K 22 0
                                    

تتلخّص كل ردّات الفعل المؤلمة في الصمت، لأن مادون ذلك، من السهل البوح به.
لـ رشاد حسن..

جالس فهد بهيبة بينهم .. السماعات الصغيرة مغروسة باذنة و شعره الطويل شوي مغطي عليها و لابس ثوب و شماغ هالمرة.. عادة يجيهم ببدلة رسمية..
جلال مبتسم : ما توقعتك هالكثر وسيم.. يا فهد..
ابتسم فهد مجاملة : افاا شايفني شين لهدرجة..
حمود : لا صدق طالعة وسامتك اليوم بس كنك نحفان..
فهد : أي والله السخونة هدت حيلي الايام اللي فاتت..
جلال : نبي همتك اليوم و تنسى مرضك..
فهد بثقة ان قدرتوا تسون شيء الله لا يخليني : افااا عليك بس..
ناصر : ما بغينا نشوفك يا فهد جلال و حمود دايم يتكلمون عنك..
: مسهم بالخير..
فهد بنفسه انتم تعرفون الخير : مساكم بالنور..
جلسوا سطام صلاح و زياد قدامة .. شتت نظراتة عنهم لانه لو ناظرهم ما فيه مجال بيفضح نفسة و يخرب كل شيء.. سطام اللي خطف زوجتة جالس قدامة .. قبض على كفة بقوة و هو يحس ان اطراف اظافرة تنغرز بلحم كفة تترك الآثر عليها و كأنها تقول كنت هنا في ذاك الوقت.. كنت هنا بالوقت الذي رأيت فيه خاطف امرأتك.. عرضك و شرفك..
سطام : ما بغينا نشوفك يا فهد..
فهد محاولاً كتم الغيض و دسها داخلة الحروف حتى لا تظهر لهم مكشوفة : مشاغل.. بس ما تعرفنا عليك.؟ مين تطلع..؟!
جلال : هذا سطام و اللي معاه صلاح و زياد..
فهد : فرصة سعيدة..
سطام : و احنا اسعد.. الا ليش غيرتوا مكان الاجتماع بأخر لحظة..؟!
جلال يحط رجل على رجل : صار شيء خارج عن ارادتنا.. غازي و شلتة داهموا مقرنا بحي ........ ..
سطام يتقدم و يسند يده على طرف الكنب المرتفع يمينة : متى صار هالحكي..!؟
جلال : البارح.. عاد قرر الرئيس اليوم يغير مكان الاجتماع لهنا..
سطام بملل : يالله ازين ما كان فيني اشغل سيارتي و اطلع..
حمود : اجل شلون بتسوي العملية..؟
سطام : لا تخاف وقتها بيدب الحماس فيني نقضي على الناس اللي ما تعرف غير الشر الله يأخذهم.. ودي اقطعهم قطع قطع..
جلال التفت باستغراب : تسمعون الصوت..
ناصر وقف وناظر الشباك وراه كل شيء هادي و الحرس كل واحد بمكانة وما فيه شيء يثير الريبة : ما فيه احد برا..
جلال : كني سمعت صوت غريب.. الا سطام ويش سويت باللي جبتها البارح..؟!
سطام ضرب بكفة على جبهتة : ذكرتني فيها .. بحق قمعاها بعد نجاح عمليتنا بكون مروق..
ناصر : انا احسك بتعب نفسك على الفاضي مستحيل غازي او سعود او عماد يدخلون مره معاهم بشغلهم.. و لا بعد وحده تقرب للثلاثة..!!
سطام : انا بحقق معاها لسببين الأول ابي اعرف شلون درت عن تفجير مجمع الدرة.. و الثاني ليش معاها حراسة بالمستشفى..؟! هالشيء هو اللي مشككني انها تعرف شيء..
جلال : معاها حراسة لانها انخطفت البنت من قبل.. تهقون انها متدربة يعني نقزر فيها..؟! (قالها وهو مبتسم بخبث)..
..
في سيارات قريبة من موقعهم واقفة بتفرق عن بعضهم كي لا يثيروا الشكوك حولهم.. بسيارة واحدة غازي سعود عساف نايف.. يستمعون للحوار بين عماد و افراد العصابة..
سعود بعصبية مكبوتة : الله يأخذك يا كلب..
الفريق غازي : لازم نداهم لان عماد ما راح يتحمل كلامهم كثير و بيفضح نفسة بأي لحظة..
عساف بحدة : انا مو قادر اتحمل الكلام.. قسم احس عروق قلبي بتتقطع..
نايف : لازم نستعجل الخوف يحاولون يسوون بالبنية شيء و عماد يتهور و ما راح يقدر عليهم كلهم و كنك يا بو زيد ما غزيت..
الفريق غازي مسك الجهاز يهتف فيه لجميع الفرق : راح نداهم المكان بعد لحظات .. كونوا على استعداد.. ما نبي أي خطأ .. الخطأ بأرواح..
نزلوا من السيارات مرتدين لباس يخفي جميع ملامحهم حتى وجوههم مخفية .. تحركوا بثبات نحو الفيلة و دخلوا لكنهم كانوا على مداخل متفرقة من الفيلا..
الفريق غازي يتكلم بالمايك : انتباه راح نبدأ نهاج الحرس على ابواب الفيلا.. واحد.. اثنين.. ثلاثة.. انتهى من العد لينطلقوا بثبات نحو شرف الموت او الحياة..
عساف أطلق النار على أول حارس قابلة بوجهه بكتفة و نزل يسحب منه جهاز الاتصال و السلاح.. اما البقية تخطوه كانوا يعلمون انهم مقبلين على الموت فدا لهذه الأرض التي يسيرون عليها.. و واجبهم حمايتها .. تفرقوا الشباب .. جميعا.. لم يكونون الحرس على انتباه فهم يعلمون ان العصابة لديهم عملية اليوم و هي لحظات و يخرجون جميعهم و لن يبقى احد هنا.. و لم يتوقعوا بان تحدث مداهمة امنية للفيلا..
الفريق غازي : راشد افصل الكهرب عن الفيلا..
انتقل صوت راشد عبر السماعة لغازي : حاضر سيدي..
الفريق غازي : عزام خل الفرقة اللي معاك تدخل القنابل الدخانية للمكان ابيهم يطلعون برا..
عزام : حاضر سيدي..
الفريق غازي : الفرقة سبعة .. تقدموا من الفيلة و انزلوا على سطحها..
قائد الفرقة على طائرة هيلوكبتر : حاضر سيدي..
لحظات بسيطة حتى يعج المكان بالدخان و كأن المكان سيحترق.. قريباً.. لكن الجماعة داخل ماهم حاسين بشيء..
فهد يحاول تغيير الموضوع حتى لا تتضح انفعالاتة عليه و يفتضح امرهم لن يهدم ما بنوه بفترة طويلة على مجرد حديث عنها سينتقم منهم قريباً.. ليس خوفاً منهم مؤجل عقابة لهم بل الامر يتطلب هدوءة الآن و لا شيء غير الهدوء لابد ان يشعروا بان الامر لا يعنية : متى راح نبدي في العملية لاني طفشت..
صلاح : شكلك متحمس و اول مره تطلع عملية..
فهد : ان كنت ما تعرف تاريخي اسأل جلال عنه..
دخل احد الحرس بسرعة : سيدي المكان يحترق.. دخل الدخان للمكان من وراء الحارس و كأنه وجد مساحة خالية جديدة كي يستحلها..
وقفوا كلهم بصدمة.. وهم يشوفون المكان..
سطام : اكيد هذا غازي و جماعتة الكلاب بسرعة انحاشوااا وتفرقواا..
جلال : بســــــــــــرعة مع السطح في هيلكوبتر اللي فوق .. طلعوا كلهم يجرون فوق ومعاهم فهد يمثل انه معاه.. الدخان مالي المكان من غير وجود نار.. تعدوا الدور الثاني ولا احد انتبه ان فيه مخلوقة بهالمكان .. ويش تهمهم فيه .. هم ابعد ما يكونون عن الانسانية.. فتحوا باب السطح بدون انتباه منهم و يوم صاروا بوسط السطح سمعوا الصوت المهدد لهم بصوت عالي و صراخ : اوقفــــــــوا اماكنكم ولا احد فيكم يتحرك.. ارفعـــــــــــــــــوا اياديكم..
تجمدوا اماكنهم لفتره عيونهم تعلقت بالهيلكوبتر ..
صرخ القائد : بســــــــــــرعة ارفعوا يديــــــــــــنكم..
رفعوا يديهم كلهم حتى فهد معاهم..
القائد : نزلوا اسلحتكم على الأرض.. و ارفعوا يديكم لفوق..
نزلوا اسلحتهم لفوق و هم يدرون ان مصيرهم ينحجزون.. او احد فيهم يفجر الحزام الناسف اللي لابسة و يموتون كلهم.. بس دام رئيسهم برا هالمجموعة.. يعني لو انمسكوا بيطلعون منها..
صلاح : راح تندمون.. لا تحسبون اننا مسلمين انفسنا بهالسهولة يعني نلتوا مرادكم..
القائد : كلبشوهم.. و انطم ما ابي اسمع صوتك..
اتجهوا مجموعة من الشباب للعصابة و كتفوهم و حتى فهد معاهم.. و هو ساكت .. خصوصاً ان الرئيس مو معاهم و لازم ينال ثقة الرئيس ..
القائد عبر المايك : سيدي تم القبض على العصابة في محاولة هروبها.... حاضر سيدي..
تكلم بصوت حازم : يالله قدامي كلكم.. نزلوا يتقدمهم سطام و جلال .. ناصر حمود .. صلاح زياد.. و يتقدمهم رجال الامن و بأخرهم رجال الأمن.. يمشون و كأنهم اشباح وسط اكوام الدخان.. اصوات سعالهم هو من طغى على المكان .. خرجوا مع الباب الرئيسي للحديقة الواسعة..
ليستقبلهم غازي بابتسامة : يا هلااا يا هلااا..
رجال الامن الأربعة من كانوا يتقدمون العصابة تفرقوا يمين و يسار حتى يستمتع الجميع برؤويتهم هكذا.. في منظر يسجل في تاريخهم.. هذه المره لن يسمح لهم غازي ان يرقصوا فرحاً عليه.. كالمره السابقة عندما هربوا صلاح و زياد من سجنة.. الآن هم أمامة جميعاً لن يسمح لهم بأن يخرجوا حتى لو اضطر ان يحرس سجنة بنفسة..
الفريق غازي : وين البنت..؟!
: ...................
الفريق غازي بحدة .. و حمر عيونة فيه ولو كانت الأعين تطلق الرصاص لأصبح سطام بعداد الأموت : سطااااااااااام وين البنية..؟!
سطام بكل برود ما يرد على غازي..
غازي اقترب منه و شده من ياقة بلوزة اللي انشدت على جسدة و برزت تفاصيل ظهره و تقطعت ازارير صدرة الأولى : ان كنت ما تعرفني انا ما أحب اعيد اسئلتي.. وين البنية..؟
سطام : داخل.. بغرفة بالدور الثاني..
غازي : روحوا شوفوها..
دخل سعود ومعاه عساف و راشد و نايف.. اتجهوا بخطوات سريعة للدور الثاني فتحوا كل الغرف .. سعود كان مثل المجنون يدخل بغرفة و يخرج من الأخرى حتى و ان دخلوها من قبلة و كأنه يريد ان يتأكد ان كانت هنا او لا.. وقف بالوسط مثل الضايع.. : ماهي فيه..
عساف بقهر : يكذب علينا الكلب.. نزل و نزلوا وراه الكل ..
سعود : مالها أثر سيدي..
الفريق غازي التفت بحدة لسطام بعد ما كان ينظر لسعود : تستهبل معااااي انت..؟!
سطام : انا حطيتها بالغرفة ويش تبيني اسوي لها يعني..؟!
فهد ماهو قادر يتحمل الوضع اكثر و وده يفك نفسة و غازي حاس فيه ناظر فيه نظرة بمعنى اصبر لا تتهور.. الفريق غازي الفتت للجميع : فتشوا لي المكان كللله مو بس الدور الثاني كللله..
: حاضر سيدي.. دخلوا افواج للفيلا يجوبون كل شبر فيها.. يبحثون عن فقيدتهم..
..
في مكان مو بعيد عنهم .. كانت تجري على قدر استطاعتها.. لم تتوقف لثانية بعد ما رأت السيارات فالرعب يجري خلفها .. لا تعلم كيف خرجت.. كل الذي تعلمه هي انها وضعت حياتها على حافة الموت.. عندما خرجت .. قبل ان يقف غازي و جماعتة على الابواب الرئيسية للفيلا .. كانت بالغرفة فتحت الدولاب الموجود في الغرفة.. وجدت ثياب رجالية كثيرة.. و بناطيل .. ولا شيء على مقاسها .. سحبت لها اصغر ثوب فيهم ولبستة .. وما كان فيه أي شك بان اللي تلبسة بنت.. لكنها لبسته عشان تستر نفسها لا اكثر .. سحبت الشماغ ولفته على راسها فوق غطاء المستشفى اللي كان مخبي شعرها .. و تلثمت فيه.. بحثت كثير بالادراج.. لقت سلاح.. و فلوس من غري لا تعدها سحبتها و حطتها بجيبها .. اتجهت للباب تفتحة وهي تعرف انها مقدمة على الموت .. و لكن مكوثها هنا ايضاً موت .. يجب عليها ان تدافع عن نفسها .. لن تسمح لأحد ان يمسك بها.. خرجت من غرفتها على اطراف اصابعها .. تلفتت برأسها يمين و يسار تأكدت ان ما احد موجود هنا.. رفعت الثوب الطويل.. و دارت بالمكان لين شافت الدرج .. ونزلت معاه.. و عيونها تراقب المكان بتوتر .. ستبكي من هول ما تعيشة.. رأت باب الفيلة الخلفي و اتجهت نحوه دون تردد.. سمعت صوت قريب من الباب : حاضر سيدي لا تخاف كل شيء بيسير مثل ما تبي.. و فهد معانا و بنوكلة بالمهمة الكبيرة نختبر فيها امانتة.. اعتبرهم ميتين.. انت متى جاي..؟! خلاص طال عمرك ارقد و امن.. ما يهمك.. وصلك الخبر.. و الله قلت له يا طويل العمر .. بس سطام مصر ان البنية هي اللي مبلغة غازي بتفجير الدرة.. ندري يا طويل العمر.. لا تخاف البنت بأمان ما احد بيوصلها.. (ابتسم) لا تخاف بتذل ابو سعود ببنتة.. ما تشيل همها .. على أمرك .. بنكرمها اكرام الضيف واجب.. ان شاء الله ببلغك بأخر التطورات.. قفل الجوال..
سمعت كل شيء.. ابو سعود و بنته و تفجير و موت.. كلها معلومات اكبر من استيعابها في هذه اللحظة.. تخبت وراء الباب وهي تعرف لو يسكرة بتنفضح بس هذا المكان الوحيد.. دعت في قلبها ربي يكون معاها .. الكل تخلى عنها و ربي ما راح يخليها.. شافت ظهره و هو يمشي وتارك الباب مفتوح وراه اولا ما لف هي طلعت من وراء الباب باتجاه الخارج من غير وعي انها ممكن تشوف حرس.. او أي احد يمنعها من الخروج.. اللي سمعته افقدها الباقي من عقلها .. لفت بنظرها للباب يسارها كان بعيد و عنده سيارة كبير و فيها كراتين كثير .. نزلت الدرجتين و لفت ع الجهه الثانية شافت بابا صغير ما كان بعيد عنها اتجهت له بسرعة و طلعت تجري منه ... تحاول انقاذ نفسها ..و طلعت من الباب و شافت الشارع .. حست بمشاعر ايه قلبها للحين يحس وهي اللي تبيه يموت.. ما تبي تحس بشيء.. وكأنها سجين و اعلنوا افراجة .. راحت تجري للجهة الثانية من الشارع و اللي كانت عبارة عن مزارع.. تعبت حاولت تأخذ نفسها بذلت مجهود كبير من خروجها للحين بالنسبة لانسانة من فترة مو طويلة مسوية قسطرة.. و نايمة لها اربع ايام.. جلست متساندة على الشجرة تحاول تلتقط انفاسها و ترتب اوراقها .. عيونها دارت بالمكان وين بتروح ويش بتسوي .. لمين بتلجأ..؟! ابوها..؟! امها..؟! سعود..؟! عساف..؟! عماد..!؟ عمها عبدالرحمن..؟! عمها سعد..؟! حتى لو عرفت لمين بتروح شلون بتروح هي بمنطقة بعيدة .. يعني .. وقف مخها عند هالنقطة و هي تشوف سيارات كثيرة بالوان مختلفة تمشي قدامها و توقف قدام باب الفيلا اللي طلعت منه.. اتسعت عيونها وهي تشوف رجال الأمن ينزلون معاهم اسلحة.. وقفت و هي ماهي ناقصة رعب عشان تشوف هالمنظر زيادة على رعبها ..
..
في المستشفى ينتظرون طلعة الدكتور من عند ابوهم .. وقوفهم متوتر..
دخل احمد : هاه ايش صار..؟!
بندر : ما احد طلع للحين..
دخل احمد بسرعة من غير لا ينتظر أي تعليق اخر .. : دكتور..
الدكتور : اهلاً دكتور احمد..
احمد متوتر : كيف ابوي..!؟
الدكتور : الحمدلله عدت على خير.. جلطة خفيفة..
احمد غمض عيونة بقوووة وفتحها و كأنه يحاول يستوعب اللي يصير لهم .. بالقوة هدأ نهى عشان ما تطلع وراهم.. و طيحة جود .. و الحين يعرف ان ابوه جاته جلطة.. : اللهم لا اعتراض..
الدكتور : انت ادرى يا دكتور احمد بهالحالة..
احمد مسح على شعرة : ادري.. ممكن اشوف الملف..
الدكتور اعطاه الملف : تفضل .. و احنا بنسوي له تحاليل و فحوصات و ان شاء الله النتايج ما تتأخر..
احمد وهو يلقي نظرة سريعة على الملف : ان شاء الله خير..
الدكتور : ياليت انت تخبر اهلك برا بطريقتك.. دامك هنا..
احمد مد له الملف : ان شاء الله ..
الدكتور : وسلامة الوالد الله يطول بعمره..
احمد : الله يسلمك.. اللهم آمين.. ادار ظهره و فتح الباب و مد يده من غير لا يلتفت و سكره كلهم التفوا حواليه..
ابو عساف : تكلم ويش فيه..؟!
احمد : الحمدلله صار زين..
ابو عساف : ويش سبب طيحتة..؟!
احمد : جلطة خفيفة..
اتسعت عيونهم و الخوف عليه دب بعروقهم.. خالد : من جدك..؟!
احمد يرفع كفوفة لهم يهديهم : ما فيه شيل يقلق الحين الحمدلله عدت على خير.. بس المهم الحين يبعد عن الزعل و الانفعال و كل شيء يضايقة..
ابو عمر : يالله رحمتك.. صاحي..؟!
احمد : لا .. بس ما فيه قلق عليه ان شاء الله .. اهم شيء صحتة الحين.. اخبار وعد الشينة كلها لا احد يطريها عنده.. و لا احد يجيب طاري وعد من الأساس لين ترجع بالسلامة..
مشعل : تهقى انه ما راح يسأل عنها..
احمد : ادري بيسأل بس ان زاد الموضوع سوء مثل كل مره لا احد يقوله خلاص يكفيه اللي سمعة ابوي ماهو متحمل يصير لها شيء.. لانه حاس بثقل على اكتافة من همها عشانها بعيدة عنه..
بندر : احمد معاه حق.. اخبار وعد خلوها بينكم.. الشيء اللي يضايق ابوكم لا تقولونه له.. و الله بيفرجها من عنده..
ياسر : الله لا يخليني كان خليت طيحة ابوي تمر مرور الكرام.. ادار ظهره عنهم .. مسكة بندر و لفه عليه بحدة : ويش بتسوي ..؟!
ياسر : بروح اجيب اختي لو هي تحت التراب .. و الله لا انتقم لها و لأبوي..
بندر : كفووو والله كفووو كذا بتريح ابوك .. ايه خله يكون بواحد و يصير باثنين..
مشعل : ياسر معاه حق .. بنروح ناخذ المعلومات عن صاحب صلاح من وليد اكيد يعرف و بناخذ اختي من وسط بيتة..
ابو عمر : ليش تتوقع لو هي بوسط بيتة كان الشرطة ما طلعتها.. تستهبل انت..؟!
بندر بحدة : اسمعوا يا عيال ابراهيم.. تراكم زودتوها وما يعني ابوكم ساكت عنكم.. يعني كل شيء بيمشي على هواكم.. و بتهيتون مثل ما تبون لا عاد لحد هنا وبس...
خالد : عمي احنا مو صغار عشان تكلمنا بهالشكل .. و من حرقة ما فينا بنروح ندور على اختي وما احد له حق عندنا..
بندر : و الله تصرفاتكم مبين انكم مو بكامل قواكم العقلية .. هاذي عقول بزارين طايشين.. مو رجال كل واحد بطول الباب و عرضة.. تبون تسوون جريمة و يرمونكم بالسجن و ابوكم يروح فيها صح هذا اللي تبونه..؟!
ابو عساف : ارجعوا للبيت كلكم.. بتفضحونا بين الناس..
احمد : فعلاً لازم نرجع و نطمن الكل هناك.. و بعدين نرجع..
مشعل : انا بجلس عند ابوي ما راح اخليه..
بندر : بتمشي قدامي و رجلك فوق راسك انتم الثلاثة ما ابيكم تطلعون من البيت..
خالد بتحلطم : عمي ويش ذا الاسلوب..
ابو عساف : قدامي تهاوشوا بالبيت بكره يقولون عيال مساعد يتهاوشون بالمستشفيات..
..
في المكتب وليد مطرطع على الجميع.. و سعود و عماد جالسين جنب بعض يحاولون يربطون الاشياء ببعض يمكن يوصلون لشيء..عساف ما كان حاله ازين تضل وعد هي اللي متربعة بعرش قلبه لو هي حليلة لغيره.. اما نايف و عزام و راشد جالسين معاهم بهدوء و يسمعون لحلطمة وليد على رئيسهم..
وليد يضرب يده بالمكتب : شلون يعني ما تبيني اسأله .. ابي اعرف اختي وين راحت..
الفريق غازي بهدوء : تبيني اخلك تنزل للسجن الانفرادي و تكلم سطام عنها.. قلت لك احنا دورناها بكل الفيلا ما لقيناها..
وليد : ماهو معقول وين بتروح يعني..؟! مين الزفت اللي اللي ماخذها..؟
الفريق غازي يقرب كرسية اكثر و يستند بكوعة عليه رافعاً كفوفة لوجهه : هذا اللي بيطير عقلي .. الجماعة كلهم صاروا عندنا.. باقي رئيسهم و رئيسهم أساساً مو هنا .. مين اللي ماخذها..؟!
وليد جلس على الكرسي مقابل غازي وهو يهز رجولة بقوة متوتر : من شوي سالتك نفس السؤال مو انت الرئيس هنا المفروض تدري..
الفريق غازي رفع السماعة : حمد تعال..
غمض عيونة وهو يسند راسة ع الكرسي وراه.. الحين بتخلص صلاة التروايح و الشباب قدامة ما احد فيهم افطر.. انقلبت الموازين.. صحيح حققوا نجاح عظيم بانهم قبضوا على العصابة بس الرئيس لا زال برا.. و اللي للحين ما يعرفون من هو و يمكن يوصلون لشي من خلال التحقيقات المكثفة لافراد العصابة .. و وعد و اختفائها.. ما احد يعرف عنها شيء للحين..
دخل حمد بعد ما ادى التحية العسكرية .. ووقف بمكانة بثبات .. الفريق غازي : تعال يا حمد.. تقدم حمد بخطوات ثابتة : امر سيدي..
الفريق غازي : شددت الحراسة ع السجن وعلى المركز كامل..
حمد : كل شيء تمام مثل ما امرت و زيادة..
الفريق غازي : زين.. ابيك ترسل احد للبيت يجيب لنا أكل..
وليد بعد ما كان ينقل نظرة بين غازي و حمد صد بوجهة عنهم : اففففف..
حمد : حاضر سيدي..
الفريق غازي طنش حركة وليد بمزاجة : و الا اقولك انا بخلي السواق يجيبة.. بس ابيك تنادي لي سلمان..
حمد : حاضر .. أي اوامر ثانية..
الفريق غازي : لا .. تفضل..
ادى التحية العسكرية و خرج حمد .. ليلتفت غازي لوليد بحدة : حركتك هاذي بمشيها بمزاجي فاهم..
طنشة وليد ولا يبي يرد عليه بمزاجة.. كل واحد يعاند الثاني.. غازي بعد ما كان ينظر لوليد الجالس امامة ارتفعت نظراتة للباب : تفضل..
دخل سلمان و ادى التحية العسكرية.. الفريق غازي : تعال يا سلمان.. ابيك تعمم لي اسم وعد على كل الحدود و المطارات المحلية و الدولية.. ابي منع سفر لها..
سلمان : حاضر سيدي..
الفريق غازي : و ابيك ترسل لي فرقة كاملة و يتفرقون على جميع المستشفيات و الفنادق و الشقق المفروشة بالمدينة يدورون عليها..
سلمان : حاضر..
وليد يناظر سلمان : و الاسواق أي وحده تشوفونها مشتبة فيها جيبوها..
سلمان اتسعت عيونة بس سكت و هي ينقل نظرتة لغازي .. اللي بدوره تكلم : خير يا سيد وليد ناسي انك بفترة عقاب يعني ما يحق لك تملي الاوامر على احد و كأنك تشتغل هنا..
وليد وقف : انا غبي اللي جالس انتظرك انت و جماعتك تحركون .. وعد انا بدور عليها من غيركم.. و اتجهه للباب بيخرج من غير لا يأخذ الاذن من احد.. لمن وقفة غازي : وليــــــــــد.. تراني صابر عليك.. طلعة من هنا ما فيه تفهم و الا لا..
وليد لف عليه و استند على الباب اللي وراه ببرود : انت تقول مالي دخل.. وانا ماني جالس و ساكت و اختي ما ادري وينها..
الفريق غازي بعصبية : ما راح اسمح لك تعتب الباب .. انطق مكانك..
وليد : مو كل شيء يمشي مثل ما تبي.. ما صارت غلطة و غلطناها تبي تذلنا عليها ثلاث شهور.. خلاص مسخت السالفة .. اشتغل عندك ايه رضيت لكن انك تحكم فيني وين اروح ومن وين جاي لا عاد.. زودتها..
الفريق غازي طنش وليد ولف على سلمان : هذا الأدمي ما ابيه يطلع من باب المركز تفهم.. (وآشر على وليد)..
وليد اتسعت عيونة : يعني شلون بتحبسني..؟! ايه بس هذا اللي كان ناقصني.. و الا اقولك ازين يالله نزلني تحت عند المساجين ما ابي اشوف اشكالكم..
سعود : ولـــــــــيد.. خلاص عاد زودتها..
وليد : ماهو بكيفكم تحبسوني هنا .. يان تنزلوني السجن.. يا تخلوني اطلع ادور على اختي..
الفريق غازي وقف بقوة و دف الكرسي اللي جالس عليه و ضرب بالجدار اتجه بعدها لوليد : اقسم بالله مطول بالي عليك و عادك حسبة ولد لي.. لكن انتِ مصر تخليني اعاملك بسلوب زي الزفت عشان تعلم و تترك التهور عنك.. سلمــــــــان.. وليد ماله طلعة من المركز تفهم..
سلمان : حاضر سيدي..
الفريق غازي : روح شوف شغلك..
سلمان : حاضر .. ادى التحية العسكرية و طلع وسكر الباب من وراه..
وليد : شلون تأمرهم يحبسوني هنا..؟!
الفريق غازي : حرف زيادة منك ما ابي اسمع.. عندك شيء يفيدنا تكلم احنا نسويه .. اما انت تطلع لااا..
وليد : لااا يا شيخ ..
الفريق غازي : احترمني انا رئيسك هنا ماني واحد من اخوانك..
قاطعهم صوت عساف يرد على جواله بهدوء : الوو.. هلا عمي.. الحمدلله.. (رفع عيونة لوليد وسعود) سعود و وليد ما ادري ما قابلتهم الحين.. ليش تسأل عنهم.. متى..؟! طيب ان قابلتهم ابلغهم.. ان شاء الله.. خلاص عمي لا تشيل هم.. على امرك.. طيب عمي بس مسافة الطريق.. ان شاء الله .. مع السلامة .. وقفل الخط يناظر سعود و وليد : عمي بندر يبيكم الحين..
سعود : ما قالك ليش..؟!
بندر : لاا.. بس قال يبيكم الحين دق على جوالاتكم ما تردون..
ابو سعود : اكيد عشان اختكم..
وليد : انا محبوس ماني رايح..
عزام : وين اللي من اول قالب الدنيا الا بيطلع..
وليد جلس معاهم ع الكنب : ويش اقول لأبوي والله ما لقينا اختي و العصابة كلها القوا القبض عليها..
سعود يمسح وجهه بكفوفة : يارب رحمتك..
عماد : عقلي بيوقف .. وين بتكون راحت..؟!
وليد وقف فجأة : الفيلا ما عليها كاميرات مراقبة..
عماد : الا فيها..
وليد : شفتوا التسجيل يمكن يكون لها اثر فيها..
الفريق غازي اتجه لمكتبة ورفع سماعتة : الو حمد .. تعال انت و سلمان.. سكر السماعة.. وهو يلتفت لوليد : يطلع منك لو تحط عقلك براسك بس..
دخلوا حمد و سلمان مع بعض ادوا التحية العسكرية.. اتجه لهم غازي : الفرق من الأدلة الجنائية..!؟
سلمان : لسى ما حضروا سيدي يبي لهم وقت عشان يبحثون في كل الأدلة الموجودة في الفيلا..
الفريق غازي : ابيكم تروحون الاثنين و تأخذون من عندهم جميع تسجيلات كاميرات المراقبة و تجيبونها لي..
سلمان و حمد : حاضر سيدي..
الفريق غازي : عجلوا الله يرضى عليكم..
سلمان و حمد ادوا التحية العسكرية : على أمرك.. و خرجوا..
..
كانت تمشي بتعب الالم يسير من اطراف اصابع رجليها لين راسها دموعها تطيح على وجهها ما تحس فيها كانت تتلفت لوراء برعب تخاف احد يلحقها .. وصلت لحارة صغيرة و دخلت فيها .. كانت تتلفت خايفة تشوف احد تعرفة او احد ما تعرفة.. ودها الناس كلهم ينمحنون من على وجه الأرض.. جلست على الأرض بتعب و بوسط الشارع الاسفلتي الثوب اللي لابستة تلطخ بالغبار .. علت صوتها شهقاتها بالمكان خوف رعب ضياع موت و حياة.. تجمد الدم بعروقها من الصوت اللي سمعتة : ويش بلاك يالأخوو..!؟
لفت وراها و شافت رجال ما تدري ويش هي ملامحة اللي تدري فيها انها لازم تقوم و تجري وفعلا قامت على حيلها و راحت تجري قدامها من غير لا تلتفت عليه ودها تسابق الريح و تبعد عن كل شيء.. اهلكت نفسها بس للاسف جسدها ما يقدر يحملها اكثر من كذا اعلنت رجولها الخيانة لها وطاحت على الأرض صرخت وقتها : الذيـــــــــــــــــــــــــــب..
وسط ذهول الرجال اللي كان يناديها .. كان طالع من بيته جيرانة و بيروح لبيتهم .. شاف رجال متلثم و جالس بوسط الشارع و يصيح.. من غير ما ينتبه و لا يميز الصياح بنت و الا ولد اتجه له بحميه : ويش بلاك يا الاخو.. تفاجا بالجسد الصغير قام يجري برعب لكن ما بعد خطوات كثيرة عنه الا طاح الجسد من جديد و يصارخ الذيــب..؟!
اتجه للبيت اللي طلع منه : يا رجااال فيه مره غريبة برا كنها تحتاج العون..
طلعوا مجموعة الرجال دبت فيهم الحمية للمره .. مو اهل البلد اللي يشوفون وحده من بناتهم تحتاج العون و يتركونها.. و لا اهل البلد اللي بنته تلجأ لهم و يصدونها..
حكى رجال كبير : يا بنتي..
كانت جالسة و ضامة نفسها رفعت عيونها لهم و شافتهم .. مجموعة رجال دب الرعب بعروقها..
كمل الرجال : يا بنتي من بنته انتِ ..؟ ويش اللي جابك هنا..؟!
وعد ما تدري ويش تقول او ويش تسوي نطقت كلام وراء بعض من غير لا تفكر فيه : انا داخلة على الله ثم عليكم.. ما ابي ارجع له.. زوجي سِكير ما يخاف ربه و ما يصلي .. و ابوي ما يبيني اتطلق و رماني له.. تكفون يا اهل الخير احموني منه..
احد الشباب : افااا و انا ولد ابوي و الله ما ترجعين له لو هو على قص ارقابنا .. وصلتِ خير يا مره .. ادخلي عند الحريم و الله ما احد يقرب لك..
الرجال الكبير : لا تخافين يا بنتِ ادخلي عند الحريم .. انتِ وكاد انكِ تعبانة.. ادخلي ارتاحي معاهم.. و موضوعك باذن الله محلول.. قومي يا بنتِ قومي..
وقفت وعد على حيلها .. وهي ما تعرف ويش اللي تسويه او ايش الخطوة اللي بعدها .. بس اللي تعرفة .. ان كل شيء بالنسبة لها هو موت.. هنا او هناك.. كلها نهايتها ممات..
تقدم الشاب : حياك من هنا يا خيه.. مشت وراه و دخل البيت الشعبي.. وقفت ع الباب فترة.. بس اول ما تذكرت الامن و العصابة حطت اول خطوة في السيب الصغير.. دخلت البيت جداً بسيط.. كان يمينها باب والقت نظرة عليه من الباب المفتوح عرفت انه مجلس و السفرة المفرودة فيه وعليه اصناف من الاكل.. اكيد ان الرجال اللي برا مفطرين عندهم اليوم..
: أثيـــــــــر .. أسيـــــــــــل.. يا بنــــــات..
من وراء الباب سمعت رد بنية : هلا مشاري ويش بغيت..
مشاري : وين امي..؟!
: مع الحريم..
مشاري : ناديها ابيها ضروري..
: ان شاء الله..
ظل مشاري واقف و هو يناظر بساعتة و يلعب بمسكة الباب و وعد واقفة وراه.. فرد شماغة و نسفة من جديد بعشوائية..
: هلا يا ابوي ويش بغيت..
مشاري : يمه عندك احد هنا..
المره : أثير يمه سكري باب الغرفة و المطبخ..
أثير : ان شاء الله يمه..
المره : تعال يا ابوي ما فيه احد..
مشاري من غير لا يلتفت لوعد فتح الباب على كبرة : ادخلي..
تقدمت وعد بخطوات ميتة لين دخلت ومن وقفت على باب الصالة.. أثير تخبت وراء الباب بسرعة كم لمحت الثوب.. و المره رفعت لثمتها اللي نازله عن فمها لين خشمها : مدخل علينا رجل يا مشاري..
مشاري : يمه من جدك هذا شكل رجال.. هاذي بنية منحاشة من زوجها..
المره بفزع : و انا بنت ابوي بنته.. جايب لنا مرة منحاشة من زوجها .. و ابوها وينه عنها..
مشاري : يمه الله يخليك خلوها عندكم لين نشوف لها حل لمشكلتها مع رجال الحارة.. بس والله ما ترجع له و هي محتمية فينا..
أثير بصدمة : من جدك انت..؟! ما تدري حتى من هي بنته..؟!
مشاري : انا تكفلت فيها قدام الرجال .. وما احد يفشلني فيها .. بتولى امرها لين اخذ حقها..
المره : يا ولدي تبي الناس تجيب سيرتنا بالشينة..
مشاري : افااا و انا ولد موضي اقص لسانة يمه اللي يحكي علينا بالشينة.. من اليوم ورايح انا وراكان بننام برا بالحوش .. وهي عزوها و اكرموها يمه..
وعد بلعت ريقها وهي تسمعهم يتناقشون حولها من غير لا تنطق حرف.. حتى الاهانة ما حست فيها وهي اللي تعودت انها ما تنذل.. ما وراء تخلي ابوها عنها اهانة.. كل الاهانات صارت صغيرة بالنسبة لها..
المره : خلاص يا ابوي.. انت روح صل التروايح مع الجماعة و البنية بنكرمها ما تشيل همها دامك تكفلت فيها ما هو طايلها شيء..
مشاري يبوس راسها ويبتسم : الله يخلينا لنا هالراس ولا يحرمنا منه..
المره : امش لا تسلقها علي..
مشاري : طيب بس شيلوا السفرة اللي بالمجلس .. و الساعة 12 بالضبط حطوا لنا العشاء..
المره : ما تشيل هم شيء يا ابوي بس لا تطوفك الصلاة..
طلع مشاري و سكر الباب وراه .. أثير قربت من امها وهمست لها : ويش بتسوين..؟!
المره : تعالي يا بنتي.. دام ولدي تكفل فيك .. فا انت وصلتي للامان ما احد بيطولك و انا ام مشاري..
وعد بهدوء : انا ما صليت .. ابي اصلي..
ام مشاري : أثير دليها على الحمام و اعطيها عباة تصلي فيها..
أثير ومو عاجبها الوضع : ان شاء الله يمه .. تعالي من هنا..
..
في المكتب يتفرجون على تسجيلات الكاميرا.. اللي يعرفونها هم اللي مبطلين عيونهم بتركيز عشان يعرفون ان كانت مرت من البوابة او لا..
عماد : سلمان رجع رجع التصوير..
سلمان : حاضر.. رجع التصوير..
عماد يشوف وعد تتلفت تناظر يمين و يسار وهي لابسة الثوب و متلثمة بالشماغ : شوفوا هاذي هي .. اشر عليها من خلال الشاشة..
سعود : انحاشت منهم.. ظلوا يراقبونها وهم ودهم ينادونها و تسمعهم و يرجعون بالوقت و يأخذونها.. كانت قريبة منهم حيل و ضاعت من بين اصابيعهم باخر لحظة..
وليد رفع راسة وهو يشد بكفوفة على شعرة : و الله هي.. انحــــــــاشت..
عماد : اكيد ما بعدت كثير عن المنطقة.. خلونا نسوي بحث هناك..
الفريق غازي : انت تدري ان كل ذيك المنطقة تقريباً مزارع..
عماد : طيب ويش الحل..؟!
وليد : حتى لو هي مزارع بنروح ندور فيها ونسال ان كان فيه احد شافها..
سعود : فعلاً لازم نروح نفتش المنطقة و نسأل فيها..
عماد وقف : يالله..
وقفوا كلهم و معاهم غازي لازم يلقونها.. و نسوا سعود و وليد ان عمهم يبيهم و اتجهوا للمنطقة الموجود فيها الفيلا...
جالسين بالغرفة كلهم جميع .. البنات يبكن عشان ابوهن رغم ان اخوانهم مطمنينهم عليه.. بس ما راح يتطمنون الا ان شافوه.. حريم ابو سعود بعبايتهن و حجابهن الكامل و النقاب لوجود عمان عيالهم..
ام سعود في محاولة لتهدئة البنات : بسكن صياح .. حرام عليكن اللي تسونه.. ولا تبن تروحن له وعيونكن مفقعة من الصياح..
ندى تمسح دمعتها و تنزل غيرها : خاله كل شيء نتحملة الا ابوي يصير له شيء..
لطيفة : حسبي ربي على اللي كان السبب..
بندر يناظر جوالة يشوف الساعة : الكلاب ذولي للحين ما شرفوا..
مشعل : بس حابسنا هنا على الفاضي لو مخلينا نروح و نتفاهم مع وليد ونعرف منه المعلومات كنا رجعنا اختي..
بندر : يا شيخ الموضوع مره سهل مثل ما انت و اخوانك محسبين.. على كيفكم الديرة ما فيها قوانين.. تمشون على هواكم.. تبون تنكبونا بمصيبة و تخشون السجن وبدل لا يفقد ابوكم بنية يفقدكم معاها.. ما تشوفون ويش صاير فيه من وراء خطفها..
ابو عمر : بندر لا تلوم الشباب من حقهم ينقهرون على ابوهم و اختهم..
بندر : سعد رجاءاً لا تسمعهم الغلط.. كل واحد فيهم كبر الباب ما يفكر ويش عواقب اللي بيسوية.. يتخبطون يمين و يسار بدون لا يفكرون.. يبون يروحون لوليد.. و وليد تحسبة ما راح يعلم اخوانة بالمكان راح يعلمهم و يروح معاهم.. و يروحون لعصابة ادشر منها ما فيه ويضيعون حياتهم .. ان ما ذبحوهم العصابة بيسجنونهم الامن..
خالد : بس يا عمي من قهرنا..
بندر : تعلم شلون تحكم بانفعالاتك.. ليش يعني احنا عاجبنا اللي قاعد يصير لنا .. كلنا بالهواء سوا.. ما نفكر مثل تفكيركم.. خالها غازي متولي موضوعها .. و انتم تدرون ويش هي مكانة غازي ويش عنده من صلاحيات.. ولو هو قادر يرجعها كان رجعها من غير لا ينتظركم..
نهى بقهر : الله يأخذ كل من ظلم اختي اخذ عزيز مقتدر..
سها : اللهم آمين..
احمد : وين جود..؟!
ام احمد تعدل اكمام عبايتها و تغطي اطراف اصابعها عن اخوان زوجها : بغرفتها .. حاولت فيها تأكل و رافضة الا تبي تشوف ابوها اول شيء..
بندر : فهميها بنروح له بعد الصلاة.. خليها تأكل والا والله ما تعتب الباب..
احمد : عمي ويش فيك اليوم..؟!
بندر : قاهريني.. تصرفاتكم ما عادت تنطاق وابوكم تاركم على راحتكم.. دق على سعود شوفه يرد عليك والا لا..
احمد : ان شاء الله..
ابو عبدالرحمن يناظر بندر : الله لا يوليك على صايم و مصلي..
بندر يرفع رجليه و يتربع على الكنب : ويش زيني و الله .. المهم اللي بتروح بعد صلاة التروايح جاهزة مو تأخرونا..
نهى : عني بروح مع اول واحد يحرك سيارتة..
ابو عساف : الله يرحمنا برحمتة..
ام عبدالرحمن : انتم تطمنتوا على اخيكم..؟! شفتوا ابوكم يا عيال..؟!
ابو عمر : يمه كم مره نشدتينا من جينا..؟! قالك احمد انه بخير بس شوية ارهاق وتعب..(طبعاً ما خبروا الجميع ان اللي فيه جلطة خفيفة لانهم بيقلبون الدنيا الا يشوفونة .. وبيخلونهم يشوفونة بعد التروايح يكون صحى ان شاء الله و بكذا بيتطمنون عليه)..
احمد يناظر جوالة اللي متوسط جاري الاتصال بـ سعود.. اول ما بدت مدة المكالمة : الوو.. السلام عليكم.. وينك يا اخي..؟! .. من جدك.؟! ومتى بتجي انت و وليد..؟! بس عمي بندر يبيكم ضروري.. لا ما فيه شيء..
بندر اللي كان يسمع كلام أحمد: خير وينه هو و اخوه..؟!
احمد يكلم عمه : يقول مره مشغول ما يقدر يطلع من الشغل..
بندر : قوله نص ساعة ماهي مأخرتة و الا بكلم غازي يطرده هو وليد معاه..
احمد يكلم سعود : سمعت عمي ويش يقول .. سعود رجاءاً نبيك الحين تجي.. ايه فيه شيء.. ما ينفع تعرفة بالجوال تعال يا اخي ضروري.. ننتظركم.. مع السلامة..
ام احمد : ليتك ما قلت لهم يا ابوي الحين بتفجعهم..
احمد : يمه نشب لي يقول مشغول مشغول ولو ما علمناه ان ابوي تعبان بيقلب الدنيا علينا ان درى..
ام سعود : الحين بيجيك مسرع هو واخوه.. الله يستر عليهم..
سها : راسي بينفجر من الصداع..
ام ندى : كلي لك شيء و خذي بنادول..
سها : مالي نفس.. (وقفت) بأكل بنادول كذا..
ابو عمر : ويش اللي تأكلين بنادول كذا وانتِ على لحم بطنك..؟!
احمد : تبين بنادول تفطرين.. ما يصري تأكلينها و بطنك فاضية لا تستهنين بالادوية يا سها..
سها جلست : خلاص ما ابي شيء..
: السلام عليكم..
: وعليكم السلام..
ابو عساف : انتم متى امداكم تجون وتوه مكلمكم احمد..
سعود : كان عندنا شغلة قريب هنا.. خير ويش فيكم..؟ (دارت عيونة بالمكان و فقد ابوهم بينهم) : ابوي وينه..؟!
ابو عبدالرحمن : اجلس..
سعود تصلبت عظامة وما كانت حالة وليد ازين منه .. ما عاد بقي فيهم شيء من وراء هروب وعد .. سعود عاد الكلمة بمحاولة انه يكون هادي : ابوي وينه..؟!
ابو عمر : تعب شوي و وديناه المستشفى وهو بخير الحمدلله..
وليد بفاجعة : تعب.!.؟! ليش..!؟
ابو عمر : مرتفع ضغطة .. و الحمد حالتة زينة تطمنوا ما فيه الا العافية..
سعود : وينه..؟! بأي مستشفى..!؟
ابو عبدالرحمن : عساك بتروح له الحين..
سعود بتعبت فضيع يدب بخلاياه : ايه يبه الحين .. بنمر عليه انا ووليد ومن عنده بنطلع عندنا شغل..
بندر : ويش هالشغل اللي ما يخلص..؟!
سعود : ما اقدر اقولك اسرار الشغل..
بندر : شخبار اختك..؟!
هذا السؤال اللي ما تمنى احد يسأله اياه ما كان يبي يجي هنا عشان ما احد يدري ان وعد انحاشت و لا يدرون وين ارضها من سماها..
وليد : ابوي بأي مستشفى..؟!
مشعل جاوب ببراءة من غير لا ينتبه ان وليد بيغطي على السؤال اللي ساله عمه بندر : بمستشفى...........
ادار الاثنين ظهورهم عازمين على الخروج و ترك السؤال معلق لكن ابو عساف وقفهم : سعوود و ليـــد.. اختكم ويش اخبارها..؟!
وليد ناظر سعود وهو يعض شفايفة السفلية باسنانة العلوية يكبت ما بداخلة لا ينفعل..
وقف بندر : سعود استجد شيء صح..؟!
سعود التفت عليهم : ما ادري..
بندر : اجل مين اللي يدري..؟! ويش اللي صار..؟!
وليد وهو يشد على شفايفة بقوة : انحاشت..
ابو عمر : انحاشت وين..!؟
وليد : كل اللي نعرفة انها انحاشت من اللي خاطفها وهذا اللي وضحتة كاميرات المراقبة.. و احنا رايحين ندور عليها هناك بس اتصالكم الهانا..
خالد وقف : بنروح معاكم.. ولا احد يقول لي لا .. وربي غير اروح و ما شيء بيردني..
ياسر : وانا بعد بروح ما راح اظل ساكت..
بندر : كلنا بنروح..
لطيفه : على كذا مين بيودينا لاخوي..؟
..
جالسة بوسط الغرفة و الحريم من حواليها .. كل وحده بقلبها مية سؤال و الفضول ذابحها .. كانت تعبانة حيل رجولها تألمها و بطنها و ظهرها.. ودها تنام وما تضحى بس وين الأمان اللي تنام فيه.. ظلت بالثوب ولا غيرتة على ان ام مشاري حاولت فيها تغير ملابسها بس هي رفضت..
ام محمد : يا وليدي انتِ من بنتة..؟
وعد : ..................
أثير تهمس لأختها أسيل : عاد ام محمد بيطق فيها عرق لو ما عرفت كل السالفة و صبتها باذن كل واحد تعرفة لازم يكون عندها معلومات حصرية بس عندها..
أسيل : كنه جديد عليها .. بس البنت تحزن..
أثير : والله اخوك بيبلشنا فيها .. ما يندرى لو وراها بلوة كبيرة..
أسيل : لا تخافين مشاري ماهو غبي بيجيب خبرها..
ام مشاري : خليها يا ام محمد البنية تعبانة.. شوفي وجيهها اصفر .. أثير يمه جيبي لها شوربة و اكل خليها تأكل البنية بتطيح من طولها..
أثير وقفت : ان شاء الله يمه..
ام محمد توقف : انا بروح لبيتي اجهز سحور رجلي ما عاد الا خير..
و وقفن كل الحريم من بعدها .. وتفاوتت الاصوات و الردود : صادقة .. ايه والله تأخرنا.. كثر الله خيركم يا ام مشاري..
ام محمد : بكرة فطوركم عندي.. حياكم الله جميع.. و يا ام مشاري هات الضيفة معاك..
ام مشاري برزانة : ان شاء الله ان ربي كتب لها تاكل من سفرتك ما احد أخذ لقمتها..
الحريم : مع السلامة.. فمان الله .. نشوفكم ان شاء الله..
سلمت عليهم ام مشاري و وصلتهم للباب وسكرتة وراهم.. : اثير وين الاكل يا يمه البنية ما اكلت شيء..
أثير : ان شاء الله يمه بس بسخن الشوربة شوي..
ام مشاري : زين يمه.. دخلت الغرفة اللي كانت غرفة ضيافة وكانوا فيها الحريم .. تحاوط جدرانها ظهر الكنب من الباب للباب .. و ضيفتهم جالسة بالطرف ثانية رجولها و ضامها يديها بحضنها .. تقدمت منها وجلست جنبها وحطت يدها على فخذها .. و قمزت وعد بفجعة.. بلعت ريقها .. ام مشاري : بسم الله عليك يا امي.. لا تخافين ما احد بينوشك هنا.. الحين اثير بتجيب لك اكل يا امي و بتأكلين كنك من زمان ما اكلتي وجيهك اصفر..
أثير نزلت الصينية قدام وعد : تفضلي بالعافية عليك..
وعد بهمس : الله يعافيك.. مدت يدها للمعلقة اللي مرتكزة على حواف صحن الشوربة .. قربت منها الملعقة و اكلت مو بهدوء كثر ما هو موت.. وسط انظار و مراقبة ام مشاري و بناتها.. لكنها اكلت لانها حاسة بشيء ينهش جسمها يمكن ينقال له الجوع .. بس تبي تأكل و بس.. ولا عاد تهتم لشيء من كل اللي صار لها .. راح تنتظر موتها وبس.. راح تعيش عشان تموت..
اسيل مدت رجولها : الحمدلله اننا خلصنا من ذا الفطور قلللق و تعب مو طبيعي..
ام مشاري : كل شيء بأجره..
أثير : من جد تعبنا من البارح و احنا نشتغل ما صار فطور..
ام مشاري : لا تخربن اجركن بالحلطمة..
: يـــــــــاولـــــــــد..
قامت أسيل : لحظة راكان.. سكرت باب الغرفة ..
راكان : وين البنت..؟!
اسيل : هنا تأكل..
راكان : قالت لكم شيء..؟!
اسيل : لا ما فتحت فمها بكلمة..
راكان : ابلشنا بلشة فيها اخوك.. ما يندرى لو وراها مصيبة..
مشاري من وراه : بنكلمها ونشوف ويش عندها..؟ ومن هي بنته ..؟و بنساعدها..
راكان : لا يا شيخ و شلون بتساعد مره غريبة عنك..؟!
مشاري : بنت ديرتي ما راح اسمح لواحد واطي يهينها..
راكان : وانت صدقت كلامها على طول.. من غير لا تحقق معاها.. والله لو اشك فيها لا اسلمها للشرطة بنفسي..
مشاري : انت من جدك..!! ويش بيخلي بنت مثلها تنحاش بثوب و شماغ حتى بدون عباة..؟!
راكان : ما ادري.. كل اللي ادري فيه انك راح تجيب لنا مصيبة و بس..
مشاري : مالك دخل انا بتولى أمرها.. أسيل افتحي الباب شوي بكلمها من وراء الباب..
اسيل : ان شاء الله .. فتحت الباب شوي و وقفت على فتحتة بين الغرفة و الصالة..: اخوي مشاري بيتكلم معاك..
رفعت عيونها وعد وهي راح تصيح بألم من كل شيء.. شتت نظرها بالمكان بضياع و هي تردد بنفسها الله يسامحك يا بابا كانك اهنتني بهالشكل..
مشاري : يا بنت الأجواد .. احنا عرب ما نشوف بنيتنا تنضام و نسكت عن اللي ضايمها .. ان كان رجلك سكير و ما يستاهلك وتبين الطلاق منه .. ابشري بعزك و اللي يجيب لك ورقتك بين يديك.. ونزوجك واحدن من جماعتنا يراعاك و يخاف الله فيك.. و ان كانك تبين ترجعين لابوك وهو يتولى امرك.. فا والله ما يصبح الصبح الا وانتِ ببيته.. ويش هو رايك يا الأجودية..
..

لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين..

لا أحلل نقل الرواية دون ذكر اسمي
ضحكة قهر..

لو سألتي الورد وهو ما بين ايدك اقطعك للكاتبة   ضحكة قهر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن