53

1.5K 20 1
                                    

اليوم أنا صدري رحب
أحس في صدري صباح

أحب كل شي .. وأحب
كل شي حبيته و راح

لـ حمد العيد..

جالس في مكتبة مرهق جداً.. مين يقول التربية تنتهي اذا كبروا.. بالعكس همهم يكبر معاهم.. خايف عليهم كلهم.. عيال و بنات.. و بعضهم زود بسبب المشاكل اللي يمرون فيها.. وليد و وعد و سها..!!
سمع صوت الطق على الباب .. من غير لا يرفع نظرة عن المكتب : تفضل..!!
دخلت بـ هدوء : السلام عليكم..
ناظرها و رجع نظرة للمكتب : وعليكم السلام..
دخلت تمشي بـ ثقة : ممكن نتكلم بـ هدوء..؟!
ابو سعود : اذا بـ تغلطين على احد من عيالي اكيد ما راح يكون فيه هدوء..
جلست منيره : عاجبكـ انكـ طلقتني..؟!
ابو سعود ناظرها : ويش كنتِ تبيني اسوي و انا محذركـ اكثر من مره.. انتِ تهينين بناتي قدامي و تبين مني اسكت..؟! شلون تجي هاذي..؟!
منيره : انت ما تشوف اخطاء بناتكـ .. او بالأصح مقهور منهم و تبي احد تحط الحرة فيه..
ابو سعود : انتِ وحده من اهل بيتي.. انتِ اول من اخطأ و حكى في بنتي و قدامي..
منيره قاطعتة : يعني ما تشوف بنتكـ اخطت..؟! انا ما قلت شيء من راسي.. هي وطت رووسكم بالتراب..
ابو سعود صرخ : منيــــــره..!! ما يخصكـ في بناتي.. لو ارميهم بالشارع مالكـ دخل و لا يحق لكـ تحكين ربع كلمة.. و انا ما طلقتكـ الا انكـ تحكين عليهم و اللي يحكي عليهم يحكي علي.. وعد و نهى و جود و سها ما خليتي و لا بقيتي.. بناتي قطعة مني.. لما تهينين وحده كنكـ تهنيني انا.. انتِ ما احترمتيهن..
منيره بـ حدة مشابهة و دفاع : و بناتكـ محترماتني..؟! انا من اول يوم دخلت البيت حاربوني.. و انت بـ نفسكـ تذكر ويش سوو.. و ويش سويت انا عشان اتقرب منهم.. عاملتهم بالزينة لكن ما نفعت معاهم و يقللون من احترامي..
ابو سعود : بناتي انا رادعهم عنكـ .. و اذا حكوا بينهم و وصلكـ الحكي ما يعني انكـ بـ تصغرين عقلكـ و بتزعلين من هالحكي.. اهم شيء محترماتكـ ..
منيره عقد حواجبها : يعني نهى يوم تحكي علي لما كنا على العشا, هذاكـ احترام..؟!
ابو سعود : انا قايل لكـ لا تدخلين فيهن.. و من دق الباب سمع الجواب.. هن ما يتحملن منكـ كلمة.. فا ليش تحشرين نفسكـ بـ مواضيعهن.. ما عليكـ فيهن حتى نصيحة لا تنصحينهن.. ما انتِ مسؤولة عنهن..
منيره : صح معاكـ حق ماني مسؤولة عنهن.. لكني ما بغيت الا مصلحتهن لأني عديتهن مثل بناتي.. و بغيت لهن الزينة لأنهن بناتكـ انت.. بناتكـ يا ابراهيم.. انت تدري ويش تعني لي..؟!
ابو سعود ابتسم : هذا كان زمان يا منيره.. زمان.. لما تعني لي و اعني لكـ .. شيء ماضي و اندثر من ثلاثين سنة..
وقفت بـ صدمة : نعم..!! شنو اللي ماضي و اندثر..!؟ يعني انتِ ما بغيتني..؟! اجل ليش تزوجتني..؟!
ابو سعود : لو ما بغيتكـ ما تزوجتكـ .. تقدرين تقولين كنتِ حبة براسي و انطحنت.. يقولكـ كل ممنوع مرغوب.. و انتِ كنتِ ممنوعة عني وقت ما كنت طايش و مراهق.. و انا تهاوشت مع اهلي عشان اخطبكـ و لما اهلي رضوا اخوكـ رفضني و بقيتي في خاطري.. لو انرفضت رفض عادي كان ما بقيتي في خاطري.. بس هالشيء خلاكـ تبقين ثلاثين سنة.. و بعدها تزوجتكـ و عادي...!!
منيره منصدمة : كيف يعني عادي..؟! انت ما تتخيل الحكي اللي جاني.. عيالي اللي انحاشوا برا على اساس يدرسون بعثة بسبب زواجي منكـ ..!!
ابو سعود : الحكي..؟! انا خطبتكـ و انتِ وافقتِ.. و لا تفهميني من هالحكي ان انتِ كنتِ باغيتني يوم وافقتِ..(ابتسم) منيره انا ماني غشيم..!!
ارتبكت : ايش تقصد..؟!
ابو سعود : قصدي و انتِ عارفتة..!! تهقين اني ما ادري عن اللي يدور براسكـ ..!! انا لما خطبتكـ بغيتكـ بـ شرع ربي.. رغم ان عندكـ عيال و لكـ فترة مترملة.. لكني احترمت شيء كان بالماضي و تقدمت لكـ وما اخفيكـ كنت فاقد الأمل بالموافقة لأن عيالكـ كبار لو هم صغار بـ اقول مالهم كلمة عندكـ .. و هذا او شيء خلاني اشكـ بالموصوع لكني احسنت الظن فيكـ و عزيتكـ مثل ما عزيت باقي حريمي.. انا للحين مقدر شيء ولّى من سنين يا منيره كان بـ قلبي و مات من ثلاثين سنة و انتِ هدمتي الباقي بحكيكـ على بناتي.. و للحين انا ساكت و مخلي لكـ البيت بكبرة و قاعد بالمجلس و ضافكـ في بيتي.. عشاني ما ابي اطلعكـ و اخالف امر ربي.. عدتكـ هنا تقضينها.. و الحين ياليت تتفضلين برا..!!
..
بيت ابو عبدالرحمن..!!
مشاري : فا قلت اكلمكـ .. هي فيها شيء ماهو طبيعي ماني عرف وش هو..!! من بعد ما عشنا تيكـ الفترة بالمزرعة و كانت تقابلكـ بعدها تغيرت..
نايف جالس بـ بدلتة العسكرية بعد ما كلمة مشاري يبية بـ موضوع يخص اسيل و جاء على وجهة خاف يكون فيها شيء : طيب نادها اكلمها..
مشاري : انت مزعلها في شيء..!!
نايف بـ هدوء : يمكن هي كبرت الموضوع و زعلت منه..
مشاري : نايف اذا ما يضايقكـ افتح معاها موضوع تحديد الزواج.. يمكن طول الخطبة مضايقتها..!!
نايف : تعرف انه ما يضايقني و احب على قلبي اضويها في بيتي من اول يوم ملكت عليها.. بس انا صابر مثل ما وعدتكـ عشان دراستها..
مشاري : و انا الحين اخليكـ من وعدكـ لي.. و اقولكـ كلمها اذا هي موافقة فـ انا موافق..
نايف : و ابوكـ ..؟!
مشاري : ابوي مضايقة موضوع طول الخطبة بس انا مفهمة الموضوع يعني لو بـ تقولة بـ نسوي العرس ما راح يرفض ابداً.. عموماً اتركـ ابوي علي.. و اسيل عليكـ ..!!
نايف ابتسم : ويش رايكـ نتبادل..!! معطيني الأصعب..!!
مشاري : هههههههههههههه .. (وقف) عطيتكـ وجه.. يا ويلكـ تطلع وهي زعلانة منكـ فاهم..!! الا اسيل ما احب اشوف الا الضحكة على وجهها..!!
نايف بنفس الإبتسامة : ومن سمعكـ ..!!
ربع ساعة حتى تدخل عليها.. لابسة قميص نوم قطني.. لـ نص ساقها و اكمامها مشمرتها و فوقها محيوس بـ الأكل من ياقتها حركة متعمدة ما راح تطوف عليه.. و لا كأنها بنت و بـ تقابل خطيبها حتى تفاجئة بـ حدة سؤالها : نعم..!! ويش تبي جاي..؟!
نايف ميل راسة بـ صدمة : نعم..!؟!
اسيل : اخلص ويش تبي جــاي..؟!
نايف : الحق على اللي متعني لكـ .. هذا شكل تدخلين فيه عندي..؟!
اسيل : ماهو عاجبكـ يا سعدي و الله ازين عشان تفكني منكـ و ارتاح كل حياتي..
نايف ابتسم بإستهزاء : هه ارتاحي انتِ لي معلقة فيني و الله ما يحلكـ مني الا الموت..!!
اسيل قهرها معميها : جعلة قريب اجل..!!
نايف وقف مصدوم : تدعين علي..؟! تتمنين موتي يا اسيل..؟!
اسيل جلست بـ برود : ليش من الهنا و السعادة و الحب اللي مغرقني فيها عشان اتمنى لكـ طولة العمر .. ماهو انت مسفل فيني و ماني عاجبتكـ ..!!
نايف جلس جنبها : مين قال انكـ ما انتِ عاجبتني..؟!
اسيل بـ حدة : انت قلت.. و الا نسيت الحكي بالمزرعة.. ترى انا ما نسيتة..!! و ابعد عني تراني قرفانة من نفسي..!!
نايف : هدي اسيل..!! ليش هالعصبية..!!
أسيل تناظرة مقهورة : و الله ما ادري عنكـ ماني عاجبتكـ و ناشب بـ حلقي..
ناظر فيها.. بـ يسوي حركة تفقدها الباقي من عقلها اذا كان فيه باقي للحين.. رجع يده لـ وراء و سحب الكلبشات بـ هدوء عشان ما تطلع صوت.. و بـ ثانية قبل لا تستوعب اسيل أي شيء.. كان حاطها بـ يدها اليمين و الطرف الثاني حطة بـ يد الكنبة الخشب.. ابتسم..!! اما هي انصدمت.. تستوعب هو ويش سوا..!! ناظرت معصمها بدل ما يلبسها اسوارة رضاوة لبسها كلبشات..!!! بققت عيونها فيه : ايش هذا..؟!
نايف : عشان تعقلين.. اسيل اسمعيني زين..
اسيل : فكها..!!
نايف : ماني فاكها اسمعيني زين.. حركات البزرنة حقتكـ هاذي ما تسوينها عندي.. انا افكر احدد العرس و انتِ تسوين لي سوالف بزارين..؟!
اسيل : نايف فكها دام النفس عليكـ طيبة..!!
نايف ابتسم : يعني ويش بـ يدكـ تسوين..؟! علميني..!!
اسيل قهرها بـ يخليها تبكي قدامة وهو ما قد شاف دموعها : نايف فكها تراكـ نرفزتني..!!
نايف حط رجل على رجل : خليكـ عاقلة و انا افكها..
أسيل : و الله لا اصارخ و ألم عليكـ اخواني يجون يشوفون ويش مسوي فيني..
نايف : يا ليت كان زين عشان يشوفون الشكل اللي داخلة فيه عندي..!! و يعرفون اني معذور فاقدة عقلكـ انتِ..؟!
اسيل : طلقني..!!
نايف ناظرها و تجاهل كلامها وهو يناظر قدامة : خليكـ عاقلة و افتح الكلبشات..
أسيل : احسن لكـ نايف و الله لأذبحكـ ما راح تقدر تخليها كل العمر علي.. مردكـ بـ تفتحها لو مو الحين بكره ولو مو بكره بـعده حتى لو اخذت سنة مردكـ تفتحها..
نايف : اثبتي لي انكـ عاقلة و افتحها..!!
اسيل : انا ماني مجرمة عشان تحطها بـ يدي..!!
نايف : الا اجرمتي بـ حق قلبي..
ارتبكت.. وصل الحكي للقلوب.. هي اجرمت..!! ويش سوت..!! ما تدري.. بس تدري انه هو جرحها حيــــل بـ مقارنة عقدها بينها هي الفاشلة بـ نظرة و بين اخوانها الناجحين..!! سكتت و مرت عليها الدقايق و هي تجاهد ما تبكي.. ناظرها حس انها على شفا حفرة من الصياح.. سحب المفتاح من جيبة و مد يده و فتح الكلبش عن يدها و تركـ الثاني معلق بـ طرف الكنبة و ناظرها : اسيــل..
حطت عينها بـ عينة ثانية ثنتين ثلاث و بعدها طقت الكلبش على يدة اليسار.. ناظر يده منصدم و لا بعد ساحبة المفتاح منه.. : قدها..!!
اسيل رافعة يدها اليمين لـ بعيد و هو جالس عن يسارها و يده اليسار هي اللي مكلبشة عن يمينها صار محاوطة بـ يدة : ايه قدها مثل ما انت قدها..
نايف : هاتي المفتاح..
رمت المفتاح بعيد وهي تناظرة مبتسمة : الحين اروح اجيبة كم نيوفي عندي..!!
اما هو رد لها الإبتسامة و ثبتها بيده اليمين : و لا حركة.. لو حسيت انكـ تحركتي حشيت رجولكـ انا مكلبش و انتِ بـ تكلبشين معي و بـ تحملين نتيجة اللي سويتية..
اسيل بـ صدمة : لا و الله .. ما تشوف نفسكـ .. اللي بـ نفسكـ حار و بـ غيركـ بارد..؟!
نايف وهو مثبتها بـ قوة بينة و بين طرف الكنبة : تحلطمي من اليوم لا بكرة.. انا محبوس و انتِ محبوسة معاي..
اسيل : طيب بعد اجيبة..
نايف : لا..
اسيل : الحين بـ يجي احد و يشوفنا كذا..
نايف : عادي انتِ اللي جنيتي علينا..
اسيل رفعت صوتها بـ قهر منه : نــــايف...!!
نايف : لا ترفعين صوتكـ تراني يمكـ اسمع ماني اصمخ..
اسيل تهز رجولها : طيب بعد عني.. ضايقتني.. بـ تكسر كتفي.. و حتى الكنبة بـ تدخلها بـ جنبي..
نايف بـ حدة : و لا كلمــــة..!!
بكت..!! هي خبلة وهو خبل.. استثار عصبيتها بـ حركتة و لما حبت تردها لها ردها لها بـ اسرع من توقعها و عاشت اللحظة اللي حبستة فيها معاه و حبست نفسها.. ما اهتم لـ صياحها مو بعيد تمثل عليه..!! ما يستغرب منها شيء..!! يطلع منها بلاوي ما تخطر على احد..
صوتها مبحوح : ليش تسوي فيني كذا..؟! حرام عليكـ .. ليش احيان احسكـ ما تزوجتني الا عشان ترد لي أي شيء سويتة صغيرة..!! و الله كنت بزر و انت كنت تقهرني..
نايف : ماني تافة هالكثر.. لو بـ رد لكـ أي شيء سويتية صغيرة كنت رديتة و انتِ صغيرة.. انا ما تزوجتكـ عشان اقهركـ يا اسيل.. و الا ما كنت صابر عليكـ كل هالسنين.. صابر لين تكبرين.. اللي مثلي عنده عيال يمكن في الإبتدائي.. و انا انتظركـ تتخرجين عشان ما ابي عيال الا منكـ .. شوفي ادري انكـ زعلتي عشان قلت اخوانكـ ازين منكـ بس انا ما كنت اقصد هالحكي عشان تأخذينة بـ محمل الجد.. تروحين تزعلين مني كل هالفترة و تنفسين على اهلكـ بعد على حساب كلمة.. وين ما كنتِ قوية و انتِ صغيرة ويش اللي غيركـ ..
أسيل : من شفتكـ بالمزرعة اول مره و انا صرت ضعيفة.. انا من زمان ما شفتكـ انت ما كنت تفتكرني حتى بـ زيارة في العيد.. انت ملكت علي و نسيتني.. انا ما كنت احس نفسي مرتبطة فيكـ .. كنت اعتبر نفسي حتى مو مخطوبة.. و كنت اقولهم انا ما انخطبت و ابي انخطب و اذا حرمة سألتني في عرس اقولها لا ماني مخطوبة لأحد.. ما حستتني اني اعني لكـ شيء.. ربطتني فيكـ و رحت عشت حياتكـ و لما رجعت و شفتكـ قلت انكـ بـ تتزوج علي عشان تقهرني.. و تشوفني اقل من اخواني.. انت جرحتني..!!
دموعها اللي تنزل و تساند كلامها جرح اعماق اعماق قلبة : انا آسف اسيل .. و الله ما حسيت اني جارحكـ هالكثر.. انا مستحيل افكر اتزوج عليكـ مستحيل انا ابغيكـ انتِ ما ابغى احد غيركـ .. و بعد بالفترة اللي قبل عشاني ادري زواجنا مو قريب و انتِ صغيرة.. و مشاري قالي لا تعوّد على الروحات و الجيات تملكـ و لا تحدد عرسكـم بعدها بـ تشوفها بـ كيفكـ .. و الله آسف خلاص لا تبكين..!! عشان خاطر نايف اذا باقي له خاطر عندكـ ..!!
مسحت دمعتها عشانة.. عشان الخاطر اللي له عندها.. لكن دموعها نزلت من جديد و هالمره يده هي اللي مسحتها ابتسم : ما كنت ادري انكـ بكاية..!! (تشد خشمها المحمر) دلوووووعة و يحق لكـ ..
اسيل : بـ اقوم اجيب المفتاح و الا ما تثق فيني..
قام نايف و افسح لها المجال و قامت هي بعده و اخذت المفتاح و فتحت الكلبش.. من غير لا تناظر فيه.. مستحية.!! لأنها بكت.. و لأنها تكلمت عن شيء بـ خاطرها وهي كتومة بس قرب نايف منها خلاها تحكي باللي مضايقها منه.. و اخر شيء آسفة منها.. استحت منه وهي داخلة عليه شيفة متعمدة عشان تنرفزة و بـس..!!
..

لو سألتي الورد وهو ما بين ايدك اقطعك للكاتبة   ضحكة قهر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن