37

1.2K 17 0
                                    

اكبر و أعود بطيوفك طفل
تعبت و آنا اتمرجح لك

دايم تسوي لـ فقدك حفل
فالبال من دون ما اسمح لك

يا ليت للبال باب و قفل
لا جيت والله ما افتح لك

لـ آدم دليم..

عساف باستهزاء : لا عاد تصدقين بس انتِ اللي تعرفين الطموح.. هيـــه اصحي من التخلف اللي عايشة فيه..
وعد بحدة نسفت كل شيء و هي عمرها ما راددت عساف قدام الكل : ما احد عايش بتخلف الا انت و اشكالك..
عساف وقف بعصبية : خيـــر..!!
وعد : اللي سمعتة.. و اللي يحكي على الناس يتحمل اللي يجيه..
عساف آشر عليه و احتد صوتة : اعرفي مين تكلمين انتِ.. و لمي لسانك..
وعد بسخرية : ومين اكلم عساف بن عبدالرحمن.. لا رحت و لا جيت..
ام عبدالرحمن : اعقبي.. تراددين ولد عمك بوسطنا.. ما عاد استحيتي انتِ .. و ين رجلك ما يلمك عنا..
وعد اتسعت عيونها : وين رجلي ما يلمني..؟! و الله كفوو يمه.. الحين هو يحكي علي عادي.. بس انا ارد صرت ما استحي..
بندر يهمس لأبراهيم : ليش ما تسكت بنتك و الله ان يصوعها عساف الحين و تسقط اللي ببطنها..
ابو سعود : اصبر انت.. هي طول الوقت معصبة.. ما راح تهجد لين تحط حرتها بأحد..
ابو عمر : وعـــد.. كل شيء له حدود يا عمي..
وعد : وهو ما عرف حدودة.. انا ما اسكت عن حقي.. و لا أرضى احد يدوس لي على الطرف.. حتى لو كانوا عيالكم..
فيصل : هيـــه انتِ تراك تكلمين ابوي.. احنا بالطقاق ردي زي ما تبين علينا.. لكن ابوي عمك..
وعد : ليش ويش قلت انا..؟! يعني انت الحين محملني الغلط و انتم ما غلطتوا علي..؟!
عساف : بأيش غلطنا على حضرتك يا سنيورة..
وعد : و الله ماني مجبورة اعلمك اخطائك.. فتح عيونك و تشوفها..
عساف تقدم خطوة و قدامة الطاولة هي اللي بينة و بين وعد و لو مد يدة حبتين مسكها : ترى الحشيمة لعمي.. اقسم بالله اني لا اعلمك حدودك.. ولسانك ذا لأقصة لك..
وعد : هه.. تصدق خفت منك يا شيخ.. لا تكفى لا تسويها بموت من الخوف..
مشاري وقف و مسك عساف من ذراعة : اهدأ .. وعد عمي خلاص روحي عند البنات..
عساف سحب يده من مشاري : ما راح اسكت عنها.. مو عشان رجلها مهيتها ما تقضب لسانها..
وعد انقهرت منهم جدتها تقول وين رجلك ما يلمك عنا.. و كملها عساف يقول انه مهيتها.. ليش من هو اصلاً..؟ و اللي قهرها ان ابوها شايف و ساكت.. : رجلي مهيتني..؟! ليش تبيه يربطني بسلاسل عشان حضرتك..؟! و الا يقص لساني..
عساف : ايه يقصة لو ما قصة انا بقصة..
وعد نطقت ببطئ.. : تخــــســـى..
اتسعت عيونة و اتجه لها بسرعة يبي يمسكها لو ما وقف بوجهة بندر اللي صرخ بوجهة : صاحي انت..؟!
ام عبدالرحمن : اتركها يا عساف البنية ببطنها روح .. اذلفي لا بارك الله بعدوك..
عساف : وين تروح.. و الله لأربيها من جديد..
ابو عساف كان هادي طول النقاش و مخلي الهوشة تستمر عادي .. : عســـاف.. خلاص..
عساف : عاجبك يبه اللي تقولة..؟! هاذي لو تاركينها على كيفها كان سيرتنا علك بحلوق خلق الله..
ابو عساف : وعد انا ساكت من البداية ما يعني اني راضي.. اللي قلتية غلط.. عساف حسبة اخوك..
ناظرتة و ناظرها.. خانت عماد وخان ندى.. حسبة اخوك.!! و اللي كان بينهم..؟!!
ابو عساف يكمل : ولد العم ولي امر.. حسبة اخوك.. ما يصير تهاوشين مع عيال عمك و تراددينهم.. و تطولين لسانك عليهم.. لا انتِ ولا هو ما حشمتوا ابوي و امي و خالتي .. و لا حشمتونا احنا..
نموذج من هوشة كانت بتتكرر كل ليلة و كل لقاء.. لو استمرت الحياة بينهم و رضت وعد و ورضى عساف بانهم يكونون اسرة.. بتكون افشل اسرة ما فيها أي نوع من التفاهم.. فقط محاولة اثبات الرأي.. على الأقل الهوشة قدام الكل.. لكن لا تسكر باب مين بيهدي الوضع بينهم..؟!.. خيرة ان وعد رفضت التحيير و خيرة ان عساف ما خطبها و الزمها بزواج ولد العم.. و نهاية اسرة فاشلة..
أبو سعود : ليش تسكتهم..؟! خلهم يتهاوشون.. بزارين نفكك بينهم..
عساف : عمي بنتك ما حشمت احد.. هذا حكي تحكية..؟! و الا عاجبك اللي قالتة..؟!
ابو سعود : ما اعجبني.. بس ما تهاوشون قدامنا و لا تحترمونا..
فيصل : لك الحشيمة يا عمي.. بس الغلط ما ينسكت عنه.. و انت سكت عن غلطها..
ابو سعود : ادري .. و انا مخليها براحتها.. اذا اثنينكم ما تدرون اللي عاشتة وعد بالفترة الأخيرة اذكركم فيه.. توه ما مر عليها الشهر.. و انكم تكلمون عن رجلها مهيتها.. ليش ماني عاجبكم..؟!
فيصل : السموحة يا عمي..
عساف : عمي كذا انت حملتنا الخطأ و خليتها تسمعك.. و كنها ما اخطت..
ابو سعود : الا اخطت و اخطت و اخطت.. بس ما يعني انك تضربها و انا موجود وهي حامل..
عساف : كلامها نرزفني.. تتكلم و كنها هي الصح و راميتنا كلنا بالجدار.. احنا اللي ما تكلموا الناس فينا هي بتخليهم يحكون فينا..
ابو سعود : اعرف ان دمك حار.. و الغلط ما ترضى فيه.. بس احترمني يا عساف.. و الكلام مو بس لك.. (التفت لها واقفة و ما كأن النقاش يدور حولها) : و لها هي بعد..
..
امام بيت ابو سعود.. زحمة الدفاع المدني.. و مجموعة عسكر.. و الناس المشاهدة للأسف..
عماد : متأكد ما احد بالبيت..؟!
سعود وهو يناظر المكان : ايه الكل برا الحمدلله..
جاهم الفريق غازي : ابوك وينه..؟!
سعود : ببيت جدي..
الفريق غازي قرب منه و همس بأذنة : صاحبنا هو اللي سواها..
اعتلت الصدمة وجهة.. ناظر الفريق غازي اللي ابتعد عنه بعد ما همس باذنة هالجملة.. اسئلة كثير جات ببالة.. ليش..؟! وكيف..؟! و شلون عرف الفريق غازي..؟! و بهالسرعة..؟!! و الوقت اللي اختارة..؟!
عماد ناظر سعود المصدوم.. واضح انه عرف.. وما يحتاج للموضوع شرح.. صاحبهم سواها.. ما احد غيره..
جايهم بفجعة : خير ويش صاير..؟!
التفتوا اخوانة له.. خالد بخيبة : مثل ما انت شايف..
احمد : ابوي و امي وخواتي..؟!
ياسر : كلهم ببيت جدي..
احمد تنفس الصعداء : الحمدلله.. بالبيت و لا بالروح..
سعود التفت له : خواتي وينهن..؟!
احمد : بالسيارة..
سعود : ياسر خذها و ودهن بيت جدي.. و لا يحكن حرف واحد لين نجي..
ياسر : ان شاء الله.. رغم انك تدري الحريم ما يمسكن السنتهن..
عماد : وعد معاهن..؟!
سعود : لا..
عماد يناظر اللي يكلم الفريق غازي : العميد نايف جاء.. اكيد هو اللي بيمسك القضية..
سعود : ما يحتاج لها قضايا..
عماد : الفريق جابر ماسكها..
سعود : مو الفريق غازي..؟!
عماد : لا.. شوي و بيجي..
سعود : توقعتة الفريق غازي.. لان هو اللي كلمني..
عماد : عنده ما يكفيه..
سعود : معاك حق..
: وين صاحب البيت..
سعود : انا ولده الكبير..
: العوض بسلامتكم.. حاولنا ننقذ الضحية بس ما قدرنا.. كانت متفحمة..
كلهم اقتربوا منه باستغراب.. "ضحية" .. سعود : ضحية..؟! بس .. بس ما احد بالبيت..
: شلون ما فيه احد..؟! الحين الشباب بيطلعون الجثة .. بس ياليت ما تشوفونها ما راح تحملون..
بلع سعود ريقة.. حس بحلقة نــشف.. لا يكون وليد.. يمكن كشفوة و رموه بالبيت و حرقوة.. و الفريق غازي فاهم غلط..
خالد و الفجعة على وجهة تنطق : شلون يعني..؟! كيف يكون فيه جثة..؟!
: الجثة الحين بيطلعونها.. و بنثبت هي لمين بالأجنة الوراثية..
سعود بجمود : بشوفها..
كلهم التفتوا له بصدمة.. سعود ناظر رجل الاطفاء : ابي اشوفها..
: يا اخوي احنا نثبت هويتها.. ما يحتاج تشوفها.. ما راح تتحمل المنظر..
صوتة الحاد خلاهم يلتفتون له : ما احد بيشوفها..
عماد و سعود ادو التحية العسكرية.. الفريق جابر : مثل ما قال بنثبت الهوية بالتحاليل الجينية..
سعود : آسف سيدي.. بس لازم اشوفها.. ما عندي صبر اني انتظر..
الفريق جابر : ســعود.. مو شيء هين تشوف شخص متفحم.. وحتى لو شفت الجثة يعني بتعرف هي لمين..؟!
أحمد : سعود اصبر ياخوك.. ان شاء الله ما يطول الموضوع..
سعود بحدة خافتة وما براسة الا انه يتطمن ما يكون وليد : لا بشوفها ما عندي صبر..
الفريق جابر بحدة : ليش العنـــاد هذا..؟!!
سعود : سيدي .. اسمح لي اشوفها..
الفريق جابر : أنت علمني ويش بتستفيد..؟! اهلك بالبيت..؟!
سعود : لا.. و اللي بستفيد اني بعرف.. ما احد بالبيت مين بتكون جثتة..
الفريق جابر : يمكن بفعلة فاعل و طاح بشر اعمالة..
سعود وهو يناظر الاسعاف خارجين من البيت اللي السواد غطاه.. و دخان خفيف ما زال يتصاعد.. : لازم اشوفها.. < اتجه سعود للسرير المغطى بخطوات سريعة ثابتة.. همه شيء واحد.. ما يكون وليد.. ولو هو وليد اكيد بيعرفة.. اخوانة ما تحركوا من اماكنهم.. مستغربين من اصرار سعود على شوفة جثة محروقة.. ما توقعوا ان جاء بباله انه ممكن يكون اخوهم.. سعود وقف جنب السرير متردد..
: يا أخوي ما انصحك تشوفة..
أحد رجال الأسعاف : لي شانت تبي تشوفها..؟!
سعود ما رد عليه .. فـنصاب تفكير يصب بقلق على وليد..
رجل الاسعاف مسك سعود من ذراعة : ما انصحك تشوفها ما راح تتحمل..
لكن يد سعود الثانية امتدت عشان ترفع غطاء ابيض عن جثة متفحمة.. اتسعت عيونة من هول ما يشوفة.. ماهو انسان.. و لا كان بيوم انسان.. ما فيه أي ملامح تنشاف.. جلس سعود على ركبة و يرجع بالشارع.. الصورة مقززة مؤلمة لأبعد حد..
رجل الاسعاف بحدة : قلت لا ما راح تحمل..
عماد قرب منهم : طاح اللي براسك.. عاد هو..؟!
سعود : ما... أ..در..ي .. مــو .. بــا..ين..
عماد : قوم الله يهديك راسك يبي له دق.. لازم تعلم عمي..
سعود يرجع من جديد فالصورة رسخت بالذهن.. و ذهابها من الممكن يصبح مستحيل..
احمد جلس عن يمينة و حط يده على كتف سعود يرفعة : سعود لا تفكر فيها خلاص انسى..
سعود و الصورة ما فارقت خيالة.. شافها ثانيتين لكن مخة استوعبها و خالدها : مــاني .. قادر..
الفريق غازي : ايش فيكم..
الفريق جابر : اصر يشوف الجثة..
الفريق غازي بفجعة : صاحي انت..؟! شلون تسمح لنفسك تشوفها..؟!
عماد : سيدي.. بنطلعة من هنا.. يمكن لا خرج من المكان يتناساها..
الفريق غازي : خذه لبيت جده.. أنا و الفريق جابر بنلحقكم عشان نكلم ابو سعود..
..
في حديقة البيت..
ياسر بحدة : اقسم بالله ماني فايق لكن.. احسن لكن انطمن..
نهى : على كيفك ننطم.. انت ما خليتنا حتى نشوف شيء.. بيتنا يا ادمي بيتنا يا جماد..
ياسر مازال صوتة حاد لكن ما يرفعة عشان مالكل يسمعة و يطلع : نهى احسن لك انطمي.. علميني بتقدرين تقولين لأبوي بيتنا انحرق..؟!
نهى : ايه بقدر .. خله يشوف ويش صار مو انت مرجعنا و اخواني هناك مسنترين..
ياسر : ليش تبيني اخليك بين الأمة اللي هناك..!؟
ندى و قلبها يضرب بشدة : نهى تكفين خلاص.. انا مو قادرة استوعب ان بيتنا انحرق.. الحمدلله اللي ما أحد فيه.. يا الله لك الحمد..
ياسر يناظر السيارة تدخل مع الباب الرئيسي : ادخلن هاذي سيارة عماد و معاه سعود..
دخلن و نهى تتحلطم.. تبي تشوف ويش صار على بيتهم.. الشيء اللي عاشوا و يعيشون فيه.. النار كانت مسيطرة عليه.. و السواد اكتساة.. كل شيء كان فيه تبخر مع دخانة..
عماد مسك سعود : شوي شوي..
ياسر : ايش فيه..؟!
عماد : شاف الجثة..
ياسر انصدم : ليش..؟!
عماد : ما ادري عنه..
سعود جلس على الدرج : مو قادر يروح عن بالي.. عاد ليتني عرفتة..
ياسر : صاحي انت شلون بتشوف شخص محترق..؟! يعني بتعرفة..؟!
سعود : ما ادري.. ما توقعتة بيكون بهالشكل.. كنت ابي ارتاح ما فكرت بشيء ثاني..
ياسر : بترتاح من ايش..؟!
سكت سعود و لا رد.. ويش يقول شاكة انه اخونا.. اخونا اللي طاح بالنار ما مر عليه كم يوم..؟! اخونا اللي معالم جسدة انطمست.. " وليد "..
ياسر : وين خالد و احمد..؟!
عماد : في البيت.. مع الأمن.. لازم يبحثون عن أي ادلة جنائية و يشوفون مسببات الحريق.. و اثبات هوية الجثة..
ياسر : يالله .. و أبوي بعده ما درى.. ويش بنسوي الحين..
عماد : انا أقولة.. بس شوف لي الدرب..
ياسر باستغراب : انت..؟!
عماد بثقة : ايه انا.. و الا نسيت اني نسيبكم..؟!
ياسر : لا ما نسيت.. بشوف لك الدرب.. لان انا ما اقدر اقول لأبوي..
دخل ياسر و اول ما فتح الباب لقة نهى و ندى واقفات عند الباب .. اقتربن منه بتوتر..
نهى : ويش صار..؟!
ياسر بحدة : يعني ويش بيصير هاه.. بيرجع بيتنا مثلاً .. ادخلن عند البنات عماد بيدخل.. و نبهي عليهن ما احد فيهن يطلع.. لا يفضحنا عند الرجال..
ندى : يالله .. و ابوي..؟!
ياسر : ادخلي ومالك دخل بالباقي.. ترى و رب الكعبة واصلة معاي للأخير.. ماني فايق لدلع البنات..
نهى : الحمدلله يارب.. تدري ان هذا السبب اللي مخليك تتزوج وحدة مدلعة.. ترى اللي يكره الشي يجيه.. دخلت نهى من غير لا تسمع تعليقة..
ياسر : ماشي و الله لأوريك يا نهى.. و انتِ ويش تنتظرين..؟!
ندى : طيب اوكِ لا تعصب ما يحتاج.. بدخل الحين..
دخلوا للبيت مع بعض ندى للغرفة البنات.. و ياسر للغرفة الكبيرة اللي يجتمعون فيها كلهم.. : السلام عليكم..
: وعليكم السلام..
دخل و سلم بهدوء عليهم..
ام احمد : ويش بلاك يا ابوي وجهك اسود..
ياسر : ولا شيء.. عماد برا بيدخل يسلم عليكم..
ابو عبدالرحمن : الحريم يقومن يدخلن عند البنيات .. و خله يدخل ولدنا ماهو غريب..
كانت جالسة معاهم.. و لا تحركت يوم جاب طاريه ياسر.. ما راح يعنيها حضورة شيء..
قامت ام مشاري و حريم العيال كلهم.. بس ام عبدالرحمن و وعد اللي جالسات معاهم..
ياسر : بروح اناديه..
ام عبدالرحمن تناظر وعد : لا جاء رجلك قومي فيه..
وعد : و الله تعبانة يمه..
ام عبدالرحمن : انا بنت ابوي بنته.. تبين الناس تنقدك..
وعد : و الناس ما عندهم شغلة الا وعد..؟! يالله هذولي الناس اللي ودي انسفهم من على وجه الأرض. التافهين اللي همهم فلانة سوت و علانة قالت.. ناس سطحية..
ام عبدالرحمن : ابك خثردتك ذي كلها ما تعنيني.. و الله ان ما قمتي برجلك لا اكسر عصاتي على ظهرك.. يكفي اني ساكتة عن طوالة لسانك..
أبو سعود بحزم هاديء : وعـــد..
: السلام عليكم..
صوتة قطع النقاش و وراة سعود ما كانت ملامحة اقل هدوء من ياسر.. اما عماد لف ع الموجودين يسلم عليهم بداية من كبيرهم أبو عبدالرحمن و ام عبدالرحمن.. سلم على الشباب و بعدها التفت و شافها جالسة.. تقدم ناحيتها وجلس جنبها.. و ما كأن بينهم أي خلاف.. و كأن ارواحهم متوالفة..
ابو عبدالرحمن : ويش حالك يا ابو عامر..
صدت وعد من الاسم يمينها .. و عماد جالس يسارها.. اما عماد : بخير جعلك سالم يبه..
ابو سعود ناظر سعود و ياسر : ويش بلاكم..؟ وجيهكم فيها بلى..
الاثنين جالسين جنب بعض.. قريب من عماد و ابوهم و عمانهم مقابلينهم..
عماد : العلم عندي يا عمي..
التفتوا كلهم له.. ينتظرونة يتكلم.. عماد بصوت ثابت : الحمدلله دام الأرواح سلمت فالباقي يتعوض.... بيتكم..
ابو سعود نغزة قلبة بس اللي طمنة كلمة الأرواح سلمت خاف يكون بوليد شيء.. : ايش فيه..؟!
عماد : انحرق..
وعد قدمت ظهرها والتفت على عماد بصدمة : نعــــم...!؟!؟!
عماد : دام كلكم سالمين بتعوضون البيت..
أبو عبدالرحمن : لا حول و لا قوة الا بالله .. ويش حرقة..؟! (التفت على ولده) انتم ناسين شيء شغال بالبيت..؟!
عماد : للحين ما اثبتت التحقيقات .. بس 90% بفعلة فاعل..
ابو سعود استغرب مين اللي حارق بيتة .. تهديد.؟.؟! و الا قاصد انه يذبح احد من عيلتة..؟! بس صادف ان كلهم طالعين..؟! : انت متأكد..؟!
عماد : ايه يا عمي..
ياسر ناظر ابوه بثبات : يبه.. فيه جثة بالبيت..
أبو سعود انصدم اول ما جاء في بالة عيالة : جثة..؟! خالد وينه..؟!
ياسر : مع الأمن..
مشعل : يالله شلون كذا..؟!
عماد : صدق انها مصيبة بس الحمدلله ان البيت ما فيه احد..
عساف بتساؤل : و الجثة..؟!
عماد : بعدهم ما اثبتوا هويتها.. يبي لها وقت تعرف التحقيقات..
قام سعود و طلع .. رجع له الغثيان من جديد بالحكي عن الجثة.. بعده ما نساها..
ام عبدالرحمن : ويش بلاه اخيكم..؟!
ياسر شتت نظرتة عنهم : شاف الجثة المحروقة..
وعد شهقت : هــــئ..
عماد ناظرها جالسة عن يمينة : بسم الله عليك..
وعد ناظرتة لثانية و نقلت نظرها لياسر اللي جالس بعد عماد بمسافة بسيطة : من جدك..؟!
أبو عمر : و ليش يشوفها..؟! ويش يدور فيها..؟!
ابو عساف عقد حواجبة : يعني بيعرفها الله يصلحة..؟!
راكان رفع رجل اليمنى على الكنب و اليسرى ملامسة الأرض : اسمه شافها و قضينا.. لكن اشوفكم تركتوا لب الموضوع.. ما تحسون الموضوع تهديد..؟! يعني البيت ينحرق و فيه جثة..؟! لغز يحير..
بندر : صدق و الله .. الله يستر ما يكون أحد ناوي على شيء اعظم..
: هالشيء أكيد .. التفتوا كلهم على سعود اللي واقف على الباب..
بندر : ويش دراك..؟!
سعود : لان ممكن تكون الجثة للي حرق البيت.. و ممكن..
عماد قاطعة : سعووود.. (التفت لوعد) روحي اجلسي مع أي احد..
وعد رفعت حواجبها باستغراب منه : ليش..؟!
عماد : مو لازم تسمعين كل شيء.. زيك زي غيرك.. و بعدين انتِ حامل يعني لازم تراعين نفسيتك شوي..
وعد قربت منه و همست باذنة : طفلي و نفسيتي و صحتي اشياء ما تعنيك.. مالك دخل فيني.. انت اخليتك مسؤوليتك بشكك فيني.. لا تنسى هالشيء و حطة بين عيونك..
عماد بهدوء : لا تعاندين ما أبي الا مصلحتك..
وعد تصر على أسنانها : ما لك دخل في مصلحتي..
سعود جلس عند الباب بتعب.. مو متخيل اللي يصير.. لو دروا عن وليد يعني نهاية حياة لأهله كلهم مو بس هو.. اكيد عماد و الفريق غازي.. و العميد نايف و راشد و عزام كلهم.. اكيد متهددين.. فيه ان بالموضوع ما وصل لها للحين..
مشعل : سعود كمل ويش كنت بتقول..
سعود وهو ينقل نظراتة للجميع ابتدأ من ابوه مرور بعمانة و اخوانة.. و انتهاء بعساف وعماد : ممكن أحد مرسل تهديد.. حزتها ..كلنا نكون بخطر..
مشاري : شلون يعني..؟!
سعود : يعني لازم نتصرف.. ما ينفع نوقف كذا لين نروح كلنا..
عساف : سعود معاه حق.. مو بس كذا.. لازم نأمن ع الكل..
ام عبدالرحمن وهي تتلقى الصدمات : ويش اللي تغبرونة أنتم ويش تحكون..؟!
عماد : يمه.. لازم أي شخص غير عيلتكم ما يدخل البيت.. لازم كلكم تجلسون بمكان مأمن بحراسة و كاميرات.. لازم البيت ما يفضى من الشباب.. و يكون معاهم أسلحة..
وعد : ليش داخلين حرب و الا داخلين حرب.. حسستني اننا جالسين نصور فيلم..
عماد : خلي عنك الاستهانة بالموضوع.. الشخص اللي حرق البيت.. بيدور ع الجميع.. ابتدأ ببيتكم و الجثة اللي فيه ماهي موجودة عبث.. مروراً علينا كلنا.. كلنا..
مشاري بحدة : ليش ما فيه قانون..؟! ما فيه امن..؟!
سعود : فيه أمن و فيه قانون.. بس الاحتياط واجب.. بنعيش كلنا بمكان واحد كلنا اقصد الجميع..
مشعل : ممكن تحكون حبة حبة شوف اشكالنا ما احنا فاهمين و انت و عساف و عماد كل واحد يتكلم بشي واحد.. انتم كان عندكم شيء تعرفونة و احنا ما نعرفة..؟!
ابو سعود وقف : بروح اشوف البيت..
سعود : لا يبه تكفى.. خلك هنا..
ابو سعود : نعم..؟!!
عماد وقف : عمي ما ينفع تروح.. احنا ما نبي احد يطلع من هنا.. ما ندري لو احد يتربص فينا برا..
ابو سعود بحزم : بلا يتربص بلا خرابيط الله الحافظ..
ابو عساف : اصبر يا اخوي.. خلنا نفهم .. الشباب عندهم شيء ما قالوه..
ابو سعود : بشوف بيتي.. ماني جالس حاط رجل على رجل..
عماد يحاول يقنعة : عمي اصبر.. تكفى لين نأمن الدرب..
ام عبدالرحمن : يا وليدي لا تخلي قلبي يغلي عليك.. لا تيتم بناتك.. خلك معاهم لين يشوفون العيال ويش فيه برا من علم..
ابو عبدالرحمن : اركد يا ابراهيم.. لا تستعجــل....
فجأة صوت طغى المكان.. يناديهم : سعــــــود.. عمــــــاد.. عســــــــاف..
ملامحهم توترت.. خالد وقف ع الباب يلتقط انفاسة.. : الفريق جابر.. يبيكم..
تبادلوا نظرات سريعة .. عماد خرج سلاحة من جيبة عشان يتأكد من امتلائة بالرصاص.. : لا أحد يطلع من الباب.. و أي احد يطق الباب لا تفتحون له.. وأقفلوا البوابة الرئيسية..
سعود : يبه تكفى لا تطلع الله يخليك..
وعد وقفت وحطت يدها على ذراع عماد وهي تناظر السلاح بيدة : ليش..؟!
عماد سحب يده عشان يحط كفوفة على اكتافها : لا تطلعين.. مهما صار و مهما سمعتي لا تعتبين الباب.. اذا جاء أي احد و حسيتي بأي ضرر صوبي براسة.. و مسك كفها و حط السلاح بيدها..
اتسعت عيونها.. بصدمة ما يكفيها اللي تسمعة عشان يعطيها سلاح فيه رصاص : لا عماد.. ما اقدر..
عماد بحزم صارم : الا تقدرين.. الحين قفل الأمان شغال .. بس تحسين بأي خطر اسحبية.. و اضغطي على الزناد و صوبي.. لا تترددين..
وعد حطتة بجيبة : ما احتاجة.. انا عند اهلي.. ما ابيه..
عماد أخذ نفس : ما عندي وقت اجلس اقنعك.. عشان تطمنين و انا اطمن.. ببطنك روح لازم تحمينها انتِ مسؤولة عنها الحين..
مشاري بحدة : انت خبل بتعطيها سلاح..؟!
عماد : لا ماني خبل.. لو تدري بتفاصيل اللي مقدمين عليه ما لمتني.. انا من زمان ابيها تدرب على سلاح.. و ما صاار وقت و الحين بيكون معاه.. و يصير خير بالتدريب..
بندر : عماد ما احنا ناقصين جنون..
عماد : الجنون اننا نطلع و ما نأمن على البيت..
راكان : ليش ان شاء الله احنا مو عاجبينك..؟!
عماد : ما قلت كذا.. ما عندي وقت افسر لك.. (سحب كفها و هي تسحبه ما تبيه يحطها بيدها.. لكنه مسكه بقوة و حطه بيدها غصب) لا تتهاونين باستخدامة.. و طلع .. من غير لا يفكر ينتظر ثانية عشان تعترض.. طلع و ترك السلاح بيدها و هي مصدومة ان معاها سلاح لا صوبت فيه بتقتل.. عيونة تتسع و تضيق من الصدمة.. ما حست غير باللي حط يده على يدها و سحبة منها ناظرت كان عمها مشاري : عمــي..؟!
مشاري : لا تبعدين خليك هنا و ما راح تحتاجينة..
وعد ناظرت ابوها وراء عمها واقف : بــابــا..؟!!
ابو سعود : ما فيه شيء يخوف.. الكل بيجلس هنا.. مشعل روح ناد الكل.. انا بروح اقفل البيبان..
مشعل : ان شاء الله..
.. الأوضاع في الخارج ما كانت هادئة ابــداً.. على أقصى درجات التوتر..
الفريق جابر : العميد نايف.. ابي تقرير كامل و شامل للجريمة على مكتبي..
العميد نايف : تأمر سيدي..
الفريق جابر ناظر عماد و سعود و عساف : سعود بلغت أبوك عن الحريق..؟!
سعود : ايه عنده علم..
الفريق جابر : تمام.. المهم الآن.. يوصلني تقرير المختبر الجنائي عشان نشوف الجثة لمين.. بلغت ابوك انه ممكن يكون الحريق بفعلة فاعل..؟!
سعود بتعب : بكل شيء يا سيدي.
الفريق غازي اللي كان يبحث عن ادلة مخبأة.. هو من سيقرأها فقط.. فهناك من افتعل هذا الحريق و ذا دون ادنى شك هو "وليد" لكن لماذا..؟! و لمن الجثة..؟! يبحث حتى لو عن دليل بسيط.. يدل عن الجثة ليست له.. أو أي معلومة من الممكن ان يستفيدوا منها.. فا وليد أصبح أيمن المنذر.. و وليد لن يقتل انسان بهذه الطريقة البشعة الخالية من أي مقاييس الإنسانية.. لذلك هو متخوف بأنهم اكتشفوا وليد بهذه السرعة و اردوا قتلة بهذه الطريقة..
سعود : سيدي..
التفت الفريق غازي له : نعم..
سعود همس بصوت واطي باذن الفريق غازي : انت قلت انه صاحبنا..؟!
الفريق غازي : ايه..
سعود : شلون .. و الجثة..؟!
الفريق غازي : اللي طرى عليك طرى علي.. و مثل ما انت شايف ابحث عن أي شيء.. ممكن يدلني عليه..
سعود : طيب الناس اللي يراقبونة كلمهم.. اكيد بيعرفون عنه..
الفريق غازي : و اذا قلت لك ما يردون.. بعدين تقفلت جوالاتهم..
اتسعت عيون سعود من الصدمة حس بشيء يضرب براسة .. الم قوي.. ليش ما منعتة.. ليش ما وقفت بطريقة.. ما قدر عليها المفروض كنت تدري انه صغير على مهمة مثل هاذي.. المفروض تعرف انه ما يقدر هذا اخوك .. شلون خليتة و قلت له الا تقدر .. و شجعتة..
الفريق غازي مد يده و ضغط على كتف سعود : لسى بدري الحكم.. ننتظر تقرير المختبر الجنائي..
سعود : ما اقدر اصبر.. قلبي يأكلني..
الفريق غازي بحزم : انت كنت تدري ويش اخوك مقدم عليه.. الحين انسى و التفت لشغلك.. ما فيه شيء عشان قلبك يأكلك..
سعود : بس..
الفريق غازي بحزم صارم : سعـــود..
سعود : ان شاء الله.. التفت و هو يناظر بيتهم.. المكان يعج بالأمن بكل مكان مترأسهم الفريق غازي و الفريق جابر.. هذا يعني انهم مقبلين على شيء ما راح يكون سهل أبداً..
عساف : ايش فيك..؟!
سعود : حاس بكبدي تقلب علي..
عساف : طيب ارجع البيت احنا بنسد مكانك..
سعود : لا.. التفت للي ناداه..
: سعــــود..
سعود : حاتم..
حاتم يناظر المكان بصدمة : امي..؟! ابوي..؟!
سعود : لا تخاف كلهم بخير.. الكل كان ببيت جدي..
حاتم : يالله.. الحمدلله.. الحمدلله خفت افقدهم من جديد..
عساف : روح لبيت جدي.. و لا تطلع خلك معاهم..
حاتم : ان شاء الله .. بروح اتطمن عليهم.. بس خواتي و اخواني.. احد صار له شيء..؟!
عساف : لا.. ما احد كان بالبيت.. تطمن..
حاتم تنهد براحة : الحمدلله يارب..
سعود : روح الحين حاتم.. و انتبه لأبوي..
حاتم : ان شاء الله.. خرج حاتم من زحمة المكان..
عماد شال قبعتة العسكرية.. و مسح على شعرها وهو يناظر المكان : قلبي ناغزني..
سعود : كلمت اهلك..؟!
عماد : ايه.. ابوي و اخواني بالبيت حتى بنات عمي غازي عندهم..
: سيدي..
التفت الفريق غازي له : ايش فيه يا سلمان..؟!
سلمان : لقينا جثتين..
الفريق غازي استغرب : ايـــش..؟!
سلمان : كلها محترقة بالكامل.. و الأكثر من كذا.. كانوا مربطين بسلاسل..
ما كانت عيون غازي الوحيدة اللي اتسعت من الصدمة ع اللي يسمعة.. أي قلب بشري..؟! يقتل انسان ببشاعة.. مستحيل ينقال عنه قلب.. مربوط و يحس بالنار تحرقة و لا يقدر يسوي أي شيء.. ما يقدر يبعد عنها.. الشيء الوحيد اللي يستوعبة جسدة هو الآلم.. آلم حتى الموت.. حتى المجرمين ما يقتلونهم بهالشكل..
الفريق غازي : وين هم..؟!
سلمان : موجودين كانت مقفلة.. اتوقع ان اللي احرق البيت اول ما بدا فيهم بعدها حرق البيت كامل..
الفريق غازي : تعال معاي..
تحرك سلمان .. و لحقوة سعود و عماد..
البيت مستحيل يكون بيت من كم ساعة الاضاءة مسيطرة و الرخام الساطع.. الأثاث الملون.. النجفات المميزة.. كلها أصبحت مجرد اشلاء و سواد.. اضاءة فريق الأدلة الجنائية فقط هي من تضيء المكان..
دخل الفريق غازي و شاف الفريق جابر واقف بالمكان.. دخل سلمان.. ثم عماد و سعود.. سعود اللي طاحت عيونة على الجثث المتفحمة .. على أنها تحمل نفس اللون الطاغي.. الأسود.. صد بوجهه وراء..و كبدة رجعت تقلب من جديد..
الفريق جابر : سعود خلك برا.. و انت يا عماد..
عماد ما فكر يناظر الجثث : ما عندي اشكالية سيدي.. بس يبدو سعود مو متحمل الوضع..
الفريق جابر : سعود..
سعود وهو يتحامل على نفسو : انا تمام سيدي..
الفريق جابر : اطلع برا يا سعود..
سعود : سيدي..
الفريق جابر : سعـــود..
طلع سعود و حمد ربة من جد اللي طلع من المكان.. لأن عيونة تدور بالمكان و ترجع للجثث من جديد.. تدور ملامح يعرفها.. يتمنى انه ما يشوفها فيهم.. ما يشوف ملامح وليد فيهم.. لكن ما كان واضح أي شيء.. ثلاث جثث.. مستحيل وليد هو اللي أحرق المكان.. مستحيل وليد احرقهم بهالشكل.. و حرق بيت ابوه.. هذا يعني.. ان وليد أحد الجثث الثلاث.. و يمكن الاثنين الثانين هم المراقبين..
صحى سعود من سرحانة على صوت الكلام اللي يدور بحدة في المكان..
الفريق غازي : ايش قلت..؟!
ارتعب العسكري وما كرر الخبر القنبلة اللي رماه في وجه الفريق غازي..
الفريق غازي كرر السؤال بحدة أكبر : عيد اللي قلتة..
عبدالكريم : سيدي انحاشوا..
الفريق جابر صرخ على عبدالكريم : شلون ينحاشون..؟! عيونكم وينها..؟! ست مساجين شلون ينحاشون..؟!
الفريق غازي الدنيا اسودت بعينة.. ثاني مره.. ثاني مره ينحاشون.. وهم يا غافلين لكم الله.. ثاني مره ينحاشون من مركز يرأسة الفريق اول غازي بن حمدان.. هاذي اهانة له هو شخصياً.. اكيد هم وراء الحريق.. و اختاروا بيت واحد من اللي ماسكين القضية عشان ينشغل الكل معاه.. هم اللي وراء الحريق.. بيعرفون اننا بنجي هنا نحقق بالموضوع عشانا متوقعين انه يتعلق فيهم.. حرقوا البيت عشان يشغلونا و يخرجون عصابتهم..
ما احد من رجالة.. قال كلمة وحده.. يعرفون انه ما راح يتحمل شيء.. اتجه بخطوات ثابتة برا البيت.. و تبادلوا سعود و عماد و عساف النظرات.. مثل ما توقعوا مقبلين على شيء كبير.. و بدوها بحرق بيت ابو سعود.. و تهريب باقي العصابة من السجن..
عساف : سيدي.. احنا لازم نلحق الفريق اول غازي..
الفريق جابر : تفضلوا.. احنا بس بناخذ بقي الادلة بالغرفة اللي وجدنا فيها الجثتين.. و بعدين بنقفل البيت و بنحط عليه حراسة لحفظ الأدلة.. و نطلع للمركز..
ادوا التحية العسكرية ثلاثتهم.. وطلعوا.. يمشون بتوازن على مستوى واحد.. من يراهم يدب الرعب في خلاياة.. ورثوا ذلك من رئيسهم.. الفريق غازي بن حمدان.. يقتدون به حتى بتصرفاتهم..
..
جود بقهر : ما راح اصدق بابا قول شيء..
ام عبدالرحمن : ويش تبينه يقول..؟!
جود : شلون بيتنا ينحرق.. اكيد ياتي الخبلة نست شيء..
نهى : يبي لنا ندفعها ثمن ترميم البيت..
جود بقهر : و الله لا اذبحها..
ميار : يا بنت لا تحطين بذمتك ما تدرين لو انتِ متسببة بالحريق..
جود : لا يــا شيــ...... (سكتت فجأة.. و بلعت ريقها)..
بندر : ويش مسوية..؟!
جود : نسيت الشاحن مشبوك..
بندر : يعني بسبتك انتِ .. ارتحت الحين يوم خسرتي تعب ابوك و شقاة.. عاجبك الوضع.. << اللي يشوف بندر و هواشة لجود يقول ما كان جالس مع سعود و عماد و قالوا انها بفعلة فاعل..
جود : و الله نسيتة.. يعني.. ما ادري انا فصلتة و الا..
بندر بحدة تمثيلية : توك تقولين نسيتة مشبوك..
أسيل : من الرعب صارت ترقع.. خلاص يا بنتي اللي بتنذبحين عشان تعوضين خسارة ابوك..
جود غرقت عيونها دايركت.. ناظرت ابوها : بابا و الله آسفة انا ما ادري فصلتة و الا..
مشاري ناظر بندر : ارعبت البنية.. ما عليك يا عمي.. انتِ مالك دخل بالموضوع..
ابو سعود : ماهو انتِ يا بابا.. شخص من برا..
سها : من برا..؟! و يحرق بيتنا ليش..؟! ويش احنا مسوين له..؟!
صبا : ليش يحرق البيت.. ويش مصلحتة..
ياسر اللي كان يمشي رايح جاي بالغرفة و مستفز لأبعد حد و متحمل اسئلة خواتة اللي ما خلصت .. لما سمع صوت صبا انفلتت اعصابة صرخ فجأة على البنات : انكتمــــــن.. وحدة فيكن تنطق حرف واحد ما تلوم الا نفسها.. ناقصين احنا دلعكن..
اول وحده اتسعت عيونها رعب.. صبا.. بلعت ريقها.. و دنقت.. ما مر على تهديدة لها كم ساعة.. انرعبت و كلهم موجودين لو صرخ عليها و هي لحالها معاه بتصيح بدون تفكير من الخوف..
سها همست بأذن صبا : لا تصيرين ام دميعة عادي.. متعودين يصارخ مو شيء جديد عليه..
صبا حست بالعبرة خانقتها لو بتنطق حرف واحد بتنفجر قدامهم صياح..
: السلام عليكم..
دخلوا و سلموا ع الجميع.. فيصل و حاتم..
ام ندى : الحمدلله .. كنت خايفة عليك..
باس راسها : يوم شفت البيت قلقت عليكم بس قابلت سعود و طمني انكم هنا كلكم..
فيصل : معوض خير يا عمي..
ابو سعود : تسلم.. دام كلهم بخير الحمدلله.. البيت بدالة عشر..
فيصل : الحمدلله..
ام مشاري : الشباب وين راحوا..؟!
ابو عساف : عندهم قضية.. تلقينهم ما يرجعون غير متأخر..
سها : طيب احنا وين بنجلس..؟! وين بنعيش..؟!
ابو سعود : البيت هين امره.. لكن فيه أشياء ثانية.. بنشوف سعود لا رجع ويش يقول..
ام عبدالرحمن : يا ابوي سمعته ويش هم قالوا.. البيت يشيلنا كلنا.. كلكم بتقعدون هنا.. ما احنا عايفينكم.. عشان نخليكم تروحون..
تكلم بسرعة وهو واقف على الباب : السلام عليكم..
التفتوا كلهم له : وعليكم السلام..
سعود يتكلم بسرعة : أنا حطيت حراسة على الباب.. أي شيء تحتاجونة هم بيجيبونة لكم.. لا تطلعون..
خالد : يعني ايش بننحبس هنا..؟!
سعود : لا .. بس تنتهي هالليلة.. بعدين يصير خير.. اهم شيء ما احد يعتب الباب.. كلكم .. حتى انتم عمي عبدالرحمن و عمي سعد..
ام سعود بقلق : يا ابوي تكفى طمني عليك..
سعود : يمه لا تقلقين بكون بالمركز.. ما فيه شيء يخوف.. بكون مشغول لا تقلقين..
ام سعود : ما يخالف اتصل علي ما راح ارتاح..
سعود : على خشمي ان شاء الله.. (مد يده و سحب ياسر اللي ما جلس من اول ما طلع سعود و عماد و عساف.. وهو شايل هم) : تعال ابيك..
طلع ياسر مع سعود.. سعود : انتبه ياسر .. لا تخلي احد يطلع.. لا تغفي عيونكم كلكم.. تناوبوا.. على الأقل لين الفجر.. و انا ان شاء الله بكون راجع..
ياسر : سعود فيه شيء..؟!
سعود : ما ادري يا ياسر.. بس انتبه الله يخليك.. ونبه على اخواني..
ياسر : لا تشيل هم..
سعود : يالله فمان الله...
ياسر : فمان الله.. خرج سعود و التفت ياسر .. انتبه لها معطيتة ظهرها : على وين..؟!
صبا التفت برعب.. شافت نظرتة الحادة تخترقها .. بلعت ريقها : بـ ــ بــ روح الحديــ ــقة..
حس انه ندم اللي وقفها و سألها .. صوتها الناعم اختراق طبلة اذنة و ازعجة : اعتقد الكلام واضح.. ما تعتبين الباب.. ارجعي مكانك اشوف..
صبا : بس.. انا..
ياسر بحدة خافتة عشان ما يسمعون اهلهم : كلامي واضح.. على فكرة.. جات من الله.. اليوم تردين على عمي بالموافقة فاهمة..
صبا حست ريقها ناشف : بس انا بعدني ما وافقت..
ياسر : و انا ما فيني صبر.. اليوم تكلمين عمي.. فاهمتني..
صبا ناظرتة بقهر.. متحكم حتى بقرارها بالعرس : بستخير..
ياسر : ليش ويش كنتِ تسوين كل هالأيام..؟!
صبا تشجعت عشان تنطق بقوة ناعمة : هذا شيء يخصني..
ياسر رفع حاجبة الأيسر : خيــر..؟!!
صبا التفتت ودخلت الغرفة بسرعة.. قبل لا يصرخ عليها و يعيفها الرد عليه..
ياسر بهمس : ما عاد الا هي تردين علي..
بندر : ويش ذا الوضع الكئيب...؟!
راكان : و الله مره كئيب.. شكلي بروح للشباب..
أسيل بحماس : لا تكفى لا تروح لهم.. نروح نتمشى تكفى و الله طفشانة..
ابو عبدالرحمن : انت ما تفهم الكلام.. ما سمعت العيال ويش قالوا..؟!
راكان : ما يهمني ويش قالوا هذا شيء يخصكم.. احنا مالنا دخل فيك..
ابو عساف بحدة : انت صاحي..؟! تبي تعرض حياتك للخطر..؟!
راكان بملل : الحمدلله جاوبت على نفسك.. حياتك.. يعني شيء ما يخصكم..
ام مشاري : راكان لا تفزع قلبي.. الله يرضى لي عليك لا تطلع.. و الله ما راح ارتاح.. شلون بتونس و انت تدري اني قلقانة عليك..
راكان سند ظهرة : و هاذي قعدة.. خلاص عشان خاطرك بس..
أحمد تربع : الله يعين احس الليل ما يمشي..
فيصل : شكلة كذا.. صبا جيبي لنا شيء نقزر الوقت فيه..
صبا لا شعورياً ناظرت ياسر.. ما تدري حست نفسها كأنها تستأذنة.. تحركت بعد لحظة و طلعت..
ميار : انا بروح معاها..
بندر : جيبوا من المكسرات اللي جبتها امس..
ميار : ان شاء الله..
وعد : ماشاء الله ع الروقان.. ناس قلقانة و ناس تقزر الوقت..
بندر : ليش تبيني اصيح عشان اعلمك اني قلقان و الا لا.. بس ما بيدينا شيء.. بنحط يدينا على خدنا لين الفجر.. بنتضايق وما راح نستفيد شيء.. احسن شي نسوي شيء عشان ما نحس الوقت..
ام ندى : انتِ ارتاحي يمه.. لازم تمددين.. نامي يمه لا تشيلين هم..
وعد وقفت : بروح الغرفة..
نهى : خذيني معاك..
ابو سعود : بابا انتبهوا.. اذا حسيتوا بأي شيء لا تسكتون..
نهى بهبالة : ليش و يش بنحس فيه..؟!
ابو سعود : بأي خطر.. مهما يكون..
نهى : عادي اصارخ على صرصور..
ياسر بقهر : عشان اقص لسانك..
نهى : ما ادري ايش فيكم.. مكبرين الموضوع تراها الغرفة هنا خطوة بس..
..
في مكتبة متوسط الجلسة.. فريقة معاه كلهم.. ابتدأ من العمداء عماد عزام عساف و نايف.. والعقداء سعود و راشد..
وجهة أسود من العصبية.. رد على جوالة : نعم.. ريما ماني فاضي.. (يطق بيدة ع المكتب) استغفر الله.. ما ابي اعصب عليك.. خليك ببيت عمك لين ارجع.. يعني..؟! اعطيني محمد.. (رفع عيونة يناظر بالسقف لين جاه صوت محمد) لو تطلع ريما من البيت بحاسبك انت.. لا تخليها تعتب الباب فاهم.. قول لأبوك يهجدها.. اعتقد كلامي واضح.. قفل الخط و رمى جوالة.. : البنات دايم اوقاتهن غلط..
عساف : عندنا و عندك خير..
الفريق غازي : استغفر الله العظيم..
عزام : سيدي .. اكيد كاميرات المركز سجلت ارقام السيارات نتابعها و نشوف..
الفريق غازي : شفناها.. و الشباب يتأكدون مره ثانية من التسجيلات..ما فيه وجود لأي سيارة غريبة..
عماد بقهر : قدروا يلهونا.. بس يطيحون بيدي لانسفهم و لا انتظر شيء..
نايف : الحين ممكن يشكون فيك.. مو يمكن الا اكيد.. كلهم انحاشوا بقي انت بشخصية فهد..
عماد : دامنا بالانفرادي .. يعني ممكن الموضوع ما انكشف..
الفريق غازي : الحين بنشوف الطريقة اللي انحاشوا فيها.. اثنين.. .. (رفع نظرتة للباب اللي ارتفعت صوت الطرقات عليه) : تفضل..
سلمان دخل وأدى التحية العسكرية : سيدي..
الفريق غازي : تعال يا سلمان..
سلمان مد الورقة : تقرير المختبر الجنائي بخصوص الجثث..
سحبها الفريق غازي : نشوف..
سعود توتر .. : سيدي ..
الفريق غازي : قلنا لا تحكم.. بعدنا ما قرينا التقرير.. اتسعت عيونة بصدمة و رجع بكرسية المتحرك وراء و هو يقرأ اسماء الأشخاص..
..
لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين..

لا أحلل نقل الرواية دون ذكر اسمي..

ضحكة قهر..

لو سألتي الورد وهو ما بين ايدك اقطعك للكاتبة   ضحكة قهر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن