أتعلمُ يا صاحبي!
مِن قِلّة حيلتي أحيانًا أتمنىٰ لو كان رسول اللّٰه مَعي لأترُك كُل شيء جانبًا،
وأذهب إليه،
وأدقّ بابه،
فيُدثِّرُني بعباءتهِ كما دَثَّر حُذيفة بن اليمان..
أبكي لَهُ فيرِّقُ لي كما رَّق للجذعِ،
ويُهدأ مِن رَوعي كما هدأ مِن حُزن طفلٍ مات عصفوره،
ويُبشّرني كما بشَّر كَعب بن مالك..♥️**************
نائمة بسعادة ، لا تشعر سوى بنسيم الهواء العليل ، يعلن قدوم الفجر بِبُشرياته ، نهضت تنظر لتلك الساعة المعلقة على الحائط أمامها ، وجدتها الرابعة صباحا ، نهضت من سريرها الدافئ ، وتوجهت لخزانة ملابسها ، لتخرج منها بنطالا وقميص قصير ، ارتدهم لتخرج من غرفتها ، قابلته أمامها ، نظرت له ببرود ولا مبالاة لم يعهدهما بها ، ذهبت وتركته ، ولكنه أمسكها : إلى أين
أجابته بهدوء وبرود : ما شأنك
نظر لها باستغراب : ما هذا الجفا ، لم أعهد هذا منك
استدارت له ونزعت يدها منه : ما الذي عهدته مني ، اللطف وتلك الابتسامة وكل شئ إنساه
سألها والبسمة تعلو ثغره : لمَ ؟
حدقت به لثواني لتقول بعدها ببرود ولا مبالاة : أتعرف ، أنا حقا أكرهك ، والتفت لتغادر
ظل ينظر في أثرها والأفكار تملؤ رأسه
_ما هذا التغير المفاجأ ، أين ذهبت تلك الفتاة اللطيفة الخجولة ، هذا التغير لا يبشر بخير أبدا يا كرستين**************
بعد البحث المستمر من أروى وعُمير وزبير ، أخيراً وجدت أروى بعض الوثائق التي كانت مع بعض الأوراق ، ليتضح أنها هي الدليل الذي كانوا يحثون عنه ، أخذ عُمير أروى ليعودا لمنزلهم ، آثر الأخوين عدم إخبار والدتهم ووالدهم لكي لا يفزعا
...
ذهب زبير ليحاول العثور على زوجته العنيدة ، ذهب لمنزلهم القديم ، بالطبع المكان شبه شعبي إلى حد ما ، قديم ، لذا لا توجد به كاميرات مراقبة ، وأيضا ليس بجانبهم محل تجاري ، ليكون هناك أي كاميرات ، فقد زبير الأمل في أن يجد أسماء بهذه الطريقة ، جلس على درجات السلم ليستريح قليلا ، فهو منهك من عمله وسفره المفاجئ ، وضع رأسه على ركبته وأغمض عينيه ، ولكنه فتحهما حين سمع صوت يقول بلهجة حادة : أنت يا راجل أنت ، قوم من هنا
رفع نظره ليرى امرأة في في عقدها الرابع ، كاد أن يعتذر ويشرح لها موقفه ، ولكنها فاجأته بقولها : قوم يا خويا ، لو عايز ت..ط حد يبقى مش من هنا يا حبيبي
نظر لها زبير بتعجب ، ماذا تقول هذه السيدة المتعجرفة ، قرر تجاهلها ، فليس من سيماته الرد بالسيئة ، لم يجد مفر غير شقة زوجته أسماء والتي كان عُمير أعطاه مفتاحها ، دخل الشقة ، ليرتمي على أول أريكة تقابله ، ليسقط في سبات عميق رغماً عن أنفه***************
الثانية عشر ظهرا
كانت أروى تجهز كل شئ مع محامي كان قد استأجره عُمير
المحامي سراج : بصي يا آنسة....
عُمير بعصبية خفيفة : مدام...مدام أروى
نظر لهما سراج لثانيتين : فكرتني بزبونة عندي ، كان زوجها زي حضرتك كدا
ابتسمت أروى عليه ، لتجد عُمير ينظر إليها بتحذير ، حاولت تغيير الموضوع لتهرب من غيرته تلك : ايه أخبارها
نظر لها سراج باستغراب : أخبار مين يا ، تعمد الصمت قليلا ثم أكمل بابتسامة ، مداام
أروى بارتباك من نظرات عُمير المتقلبة : الزبونة
ضحك سراج عليها : اممم ، شكلك هتحتاجي تتعرفي عليها بنفسك
عُمير باستغراب : ليه
سراج بابتسامة : هتعرفوا لما تقابلوها ، المهم دلوقتي ، أنا هحجز ليكم أسرع وأقرب جلسة ، وإن شاء الله تكون النهاردة
نهض عُمير ليودعه ، وعاد لأروى ، ليجدها تقف أعلى السلم : عُمير ، أنا تعبانة وراحة أنام سلام
ابتسم على هروبها الفاشل ذاك ، كاد أن يصعد خلفها ولكن والدته نادته من المطبخ
هاجر بقلق : عُمير زبير فين
عُمير بابتسامة : متقلقيش يا أمي ، وبعدين مش هوا كان مسافر
هاجر بقلق : ايوا ، بس هوا قال إنه هيجي النهاردة
عُمير بابتسامة عريضة : يا ست الكل متخافيش ، هيجي ، أنا كلمته النهاردة
هاجر بابتسامة : بجد يا حبيبي ، يعني اطمنت عليه
عُمير بابتسامة مشاكسة : ايوا ، وبعدين كدا أنا هغير
ضمته هاجر لحضنها : أنا بحبكوا زي بعض بالظبط
أتى جعفر الذي كان في الخارج ورأهما : طب وأنا مليش نصيب
التفت له عُمير : أبتي ، تعالي يا حبيبي خد حضن اهو
ضحك جعفر : لا يا حبيبي ، أنا عايز حضن مراتي
أقترب عُمير من والدته ووضع يديه على كتفها ثم قال بابتسامة : ومالو ، بس حاليا هي معايا
ضحك جعفر : ماشي ، نرضى بالموجود
عُمير بابتسامة مشاكسة : يعني دلوقتي عايزني ، بعد ما رفضتني وسبتني وجرحتني
ضحك الأبوين على ابنهما ، ابتعدت هاجر عنه : يلا على الأكل وبعدين نشوف الموضوع دا
جعفر بابتسامة : اطلع نادي لمراتك يا حبيبي ، وأختها
هاجر بابتسامة : يلا
صعد عُمير لأروى ليجد الغرفة فارغة ، اصابه الهلع ، ماذا حدث وأين ذهبت ، لم يستطع التفكير ، ولكن قُطعت وصلة هلعه وفزعهِ تلك ، حين خرجت أروى من الحمام ، وهي تلف منشفة صغيرة حول رقبتها ، حين رآها أمامه ضمها بخوف ، تعجبت أروى لفعلته : عُمير ، في ايه
عُمير بهمس وخوف : افتكرهم خدوكِ زي أختك
أبعدته أروى برفق : عُمير ، متخفش ، بعدين أختي راحت معاهم بمزاجها ، كمان هما عايزينها هي مش أنا
عُمير بقلق : بس...
أروى بابتسامة خجولة : مفيش بس ، وبعدين بقى أخرج
عُمير باستغراب : أخرج ليه
أروى بخجل : عُمير ، أنا مش لبسة
نظر لها عُمير مليا : يعني ايه ، ما أنتِ لابسة اهو ، مالو بنطلون وبلوزة
أروى بابتسامة خجولة : حبيبي ، أخرج
عُمير بابتسامة عريضة : أنتِ قولتِ ايه
أروى بابتسامة : أخرج ، يلا بقى عايزة البس
عُمير بابتسامة مشاكسة : هخرج لو قلتِ اللي أنتِ قلتيه
أروى بشك : وعد
عُمير : وعد
أروى بابتسامة عريضة : خلاص خليك قدام الباب
وقف عُمير أمام الباب وهو متلهف لسماعها ، بينما وقفت هي خلف الباب وقالت : احم احم ، أنا قلت....أخرج
وأغلقت الباب بسرعة ، ابتسم عُمير : هيجي يوم وهاخد حقي منك يا أروى
ردت عليه من خلف الباب : أما نشوف ، يا حبيب...وصمتت قليلا ، أخوك
عُمير بابتسامة : ماشي يا أروى ، البسي وتعالي عشان نتغدا
أروى : لأ أنا هنام
عُمير بابتسامة : صلي الضهر الأول
أروى : صليته ، يلا بقى هوينا
عُمير بابتسامة : ماشي ، بقولك أنا هقول لماما إن أختك في الشغل عشان متقلقش ، وكمان هي لسه فاكره ام زبير لسه مسافر
أجابته أروى بابتسامة : ماشي ، ويلا بقى هوينا
أنت تقرأ
حبيبتي المجنونة 😜
Romanceهل يمكن للانسان أن يصفح عمن أذوه، ويعيش كأن شيئًا لم يكن؟ وهل إن سعى لأخذ حقه هل يسعى وراء سراب، ويضيِّع حياته؟ وهل إن حقق مُراده هل سيعيش مرتاح البال بعدها؟ أسئلة كثيرة والجواب...والجواب مفقود، يحتاج لرحلة لمعرفته، أسماء هل ستعرف جوابًا لأسألتها؟ و...