عزيزةٌ دعواتُنا عندَ الله، عزيزةٌ وإن حفّنا العجز، وتصرمت بِنا الطرق وتفاقَمت قلةُ الحيلة، عزيزةٌ عند مَن يجيب المُضطر ويكشفُ السوء وينصرُ عبادهُ الموقنين 🍁
************
كانت الساعة حوالي الثامنة صباحا حين عادت أسماء وأروى للمنزل ، أصرت أروى أن تذهب لجامعتها ، أما أسماء فكانت تريد أن تبقى بعيدة عن زبير لبعض الوقت
ذهب زبير ومعه عُمير لعملهم ، وخرج جعفر لبعض أعماله ، أما هاجر فكانت نائمة ولا تدري بشئ هي وجعفر ، صعدت أسماء لغرفتها ومعها هاتف شقيقتها الذي كانت قد نسته ، جلست على السرير بتثاقل تفكير بعمق
هل يمكن أن تلك الفتاة هي حبه الأول
_ولكن ما شأنك يا أسماء
-كيف ذلك أليس زوجي
_يبدو أنكِ أحببته
-هذا هو الظاهر للأسف
انقطع تفكيرها برنين هاتف أختها ، وجدت المتصل هي إيمان صديقة أروى
أسماء : السلام عليكم أمونة
إيمان بابتسامة : وعليكم السلام ، حمدالله على السلامه
أسماء : على ايه
إيمان بابتسامة : مش كنتِ مخطوفة يا بنتي
أسماء بابتسامة : اخص عليكي يا أمونة ، تعرفي عني كدا
إيمان بابتسامة : عندك حق ، أمال البت أروى فين
أسماء بقلق : ايه دا هي لسه موصلتش
إيمان : لأ مجتش
أسماء بقلق : بالله عليك اتأكدي يا إيمان ، هي مش ناقصة ، دي تعبانة
إيمان بابتسامة : خلاص متقلاقيش أهي جاية اهي ، كنت بتقولي تعبانة ، تعبانة مالها
أسماء بابتسامة : أعتقد إنها هتحكيلك هي
إيمان بابتسامة : طب خلاص ، يلا سلام عليكم
أتى صوت أروى : دي أسماء ، هاتيها
أعطت إيمان الهاتف لأروى : أسماء ، تخيلي قابلت مين
أسماء : مين
أروى بابتسامة سعيدة : جويرية ريان ، سلمت عليا وأنا من الزوق عزمتها
أسماء بعتاب : ليه ، أفرض إنها مش عايزة وأنتِ كدا بتجبريها
أروى بابتسامة عريضة : لأ يا روحي ، دا حتى كمان قالت أنها عايزة تتعرف علينا ، وهتجيب أصحابها كمان
أسماء بابتسامة : خلاص ماشي ، شوفي ايه الوقت اللي يناسبها واعزميها ، بس لازم نشوف طنط هاجر الأول ونستأذنها
أروى بابتسامة : ماشي ، يلا عشان المحاضرة هتبدأ
أغلقت أسماء الهاتف وتنهدت بعمق ، تفكر في ما يحدث حولها ، طُرق الباب ، سمحت أسماء للطارق بالدخول لتجدها السيدة هاجر
هاجر بابتسامة حنونة : ينفع أدخل
أسماء بابتسامة : طبعا اتفضلي يا طنط
تقدمت هاجر وجلست بجانبها على السرير : أنتوا كنتوا فين الصبح بدري كدا
أسماء : ايه دا أنتِ متعرفيش
هاجر بتسائل : معرفش ايه
أسماء بتوتر : بصي في البداية أنا وأروى آسفين ، أنا وهي طلعنا للعِلية في الدور التالت ، يمكن دي خصوصياتكم ، اللي متحبوش حد يعرفها ، بس مكنتش نعرف ، فجأة لقينا البيت فضي ، خد الخدم فقولنا نتجول و....
قاطعتها هاجر بابتسامة : أنا مش فاهمة أنتِ بتعتذري ليه يا حبيبتي ، عادي أي حد بيطلع فوق ، ذائد إن دا بيتك زي ما هو بيتي
أسماء بتوتر : أنا بصراحة مكنتش حسه إنك هتتدايقي أو تزعلي من كدا ، بس لما طلعنا وشوفنا الصناديق ، و بصراحة لما شوفت بتاع زبير ، وأروى كمان جالنا فضول لأزوجنا وكدا ، بعدين فهمنا إنه مكان خاص
هاجر بابتسامة : ايوا مكان خاص بالعيلة وانتوا خلاص بيقتوا من عائلتنا
أنزلت أسماء رأسها ، وأمسكت يديها تفرك أصابِعِهَا ، أدركت هاجر أنها تريد أن تسأل ولكنها مترددة
هاجر بابتسامة : اسألي اللي أنتِ عايزاه
أسماء بتلعثم وتردد : هوا يعني...كنت يعني...شوفت أنا وأروى صورة...لبنت مع زبير وأخوه
ضحكت هاجر : قبل ما أقول أي حاجة ، أنتِ بتعتبريني زي أمك ولا لأ
أسماء بسرعة : زي أمي بالظبط
هاجر بابتسامة حنونة : خلاص ، تناديني ماما ، ولو الواد زبير زعلك تعالي ليا وأنا هعلقو ، ودلوقتي قوليلي ، أنتِ ايه مشاعرك ناحية زبير
أسماء بتوتر وتلعثم وخجل : بصي هوا ، امممممم....يعني زي ما تقولي كدا........بصي يا ماما أنا معرفش
هاجر بابتسامة عريضة : يا بت قولي غير كدا ، شكلك واقعة خالص
أومأت أسماء بخجل
هاجر بابتسامة : ربنا يسعدكم يا حبيبتي ، وبالنسبة للي في الصورة فادي بنتي الصغيرة ، كنا بنزورها امبارح
أسماء باستغراب : وهي ليه مش ساكنة هنا ، ولا هي متجوزة
هاجر بابتسامة حزينة : راحت للرفيق الأعلى
أسماء بحزن : الله يرحمها ، طب ليه مقلتولناش
هاجر بابتسامة : زبير قالي على اللي حصلك ، وموضوع خطفك وأهلك ، فامحبتش أقطع راحتك ، وكمان كان عندك ضيفة
ضمتها أسماء بحب وحنو : أكيد هي في الدرجات العُليا
هاجر بابتسامة : أنا متأكدة ، دي كانت طفلة 8 سنين
أبتعدت أسماء باستغراب ودهشة : نعم ، 8 سنين ايه ، أنتِ تقصدي واحدة تانية
هاجر بضحك : وتقوليلي مش عارفة ، باين عليكِ الغيرة خالص
تنحنحت أسماء
هاجر بابتسامة : لأ يا حبيبتي ، بنتي كانت تبان أكبر من سنها ، وكان جسمها مليان شوية
أسماء بابتسامة وهمس : الحمدلله ، طلعت أخته
هاجر بضحك : أسماء حبيبتي ، أنتِ مقفوشة اوي
أسماء بابتسامة مشاكسة : متقلقيش حاجة
هاجر بابتسامة : ماشي ، بس تعالي معايا في المطبخ ولا ملكيش فيه
نهضت أسماء بحماس : دا أنا هبهرك
أنت تقرأ
حبيبتي المجنونة 😜
Romanceهل يمكن للانسان أن يصفح عمن أذوه، ويعيش كأن شيئًا لم يكن؟ وهل إن سعى لأخذ حقه هل يسعى وراء سراب، ويضيِّع حياته؟ وهل إن حقق مُراده هل سيعيش مرتاح البال بعدها؟ أسئلة كثيرة والجواب...والجواب مفقود، يحتاج لرحلة لمعرفته، أسماء هل ستعرف جوابًا لأسألتها؟ و...