والله إن الإنسان إذا جلس مع نفسه، وأخذ يتذكر خطاياه وذنوبه، أدرك أنها كافية أن توبِق مستقبله الأُخرَوِي، فكيف إذا انضم إلى ذلك أن يحمل فوق ظهره معاصي أشخاص آخرين لا يعرفهم وكانت من خلال أغنية نشرها في حالة الواتساب او مقطع من مسلسل نشره على صفحته في الفيسبوك أو من صورة فتاة وضعها خلفية للإنستاجرام!
- إبراهيم السكران.
*****************
في قصر ديمتري
كان يجلس يحمل بين يديه كأس الماء المُثلج ، يرتشفه بتأني وتلذذ
طرقات على الباب ليدخل بعدها يوجين وهو يقول بابتسامة : لقد أنهينا كل ما تريد ، هل من أوامر أخرى
ديمتري بهدوء : لا
يوجين بمزاح : لماذا تجلس في هذا الظلام المعتم ، وأيضا تشرب الماء ، أقترب ليجلس على كرسٍ بجانبه ، إلى ماذا تحدق هكذا ؟
ديمتري : القمر
يوجين بابتسامة : القمر لا ينظر إليه إلا من يحمل بداخله مشاعر
ديمتري بهدوء مريح : أعرف
نظر له يوجين باستغراب : ما بك ؟
ديمتري : ماذا
يوجين : تبدو مسالم ، أهناك شئ
ديمتري بابتسامة تظهر لأول مرة : لا
تأكدت شكوك يوجين حين رأى ابتسامته ، ولكنه تجاهل الأمر مؤقتا : حسنا ، أكمل بهمس ، سنرى****************
في المشفى
خديجة (ك) : ديمتري
اعتدلت أسماء في جلستها : معلش بس ، أنا مش فاهمة فهموني ، وايه النضارة اللي لبساها دي
أخذت خديجة نفس عميق ثم زفرته على مهمل : أنا هفهمكوا كل حاجة ، خلينا في المهم دلوقتي
جويرية بجدية : قولي
خديجة (ك) : أولا ، كلامنا دا ميتقلش لحد خالص ، حتى أزواجكم ، لحد أما نخلص من الكابوس دا
_بعد ما خرجنا من عند ديمتري وروحنا ، رأسي اتخبطت ورحت المستشفى ، وعشان كدا قدرت أرجع أشوف تاني بس ، مش زي الأول ، بس الحمدلله ، المهم بقى ، إني بعدها ولما روحت لزيد اللي هوا جوني ، عارفاه يا أسماء أكيد
أسماء باستغراب ودهشة : هوا أسلم ولا ايه
خديجة(ك) : الحمدلله ، أسلم ، المهم بقى ، روحت وسألته على رئيسه ، من غير ما يعرف إننا قابلناه
أروى : وبعدين
خديجة (ك) : عرفت منه سلوك مديره ، وإنه مستحيل يكون باللطافة دي ويخدنا عنده بالزوق دا
خديجة : مش ممكن يكون...
قاطعتها خديجة(ك) : أنا شكيت بردو ، عشان كدا حبيت أقطع الشك باليقين ، ووصلت لدول
وأخرجت الورق من حقيبتها لتريها للفتيات
أمسكت كل واحدة ورقة تدقق النظر بها ، وهي منصدمة
جويرية بحزن : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ايه دا ، مين اللي قتل دول كدا
حفصة بتعجب : دا مفيش معلومة إلا موجودة ، يمكن أكتر مما اعرفه عن نفسي
خديجة بضحك : دا احنا هنتعمل فراخ مشوية ، ايه البلاوي السودة دي ، دا مفيش خالص ، دا 24 ساعة مراقبة
أسماء : أفهم ايه بقى ، من شتى أنواع المصائب اللي في الورق دا
أروى : دا مفيش حاجة ألا وموجودة ، ناس مقتولة بأبشع طريقة ، لأ وكمان متتصورين ، وكمان معلومات عننا أكتر مما نعرفه عن بعض ، صور لينا في كل مكان ، مراقبنا طول الوقت ، لأ وكمان في قضايا مُلفقة لينا كتيرة وبشكل غير طبيعي
خديجة (ك) : استنوا انتوا لسه متعرفوش المفاجأة الكبيرة
أروى : ايه تاني
خديجة(ك) : هي مش كبيرة أوي ، بس عم ديمتري مصري
أسماء باندفاع وتلقائية : مصري مين ، دا ولا ليناردو
في شبابه
جويرية بضحك : هوا فعلا مش شكل مصري ، بس براحة يا حبيبتي
أروى بابتسامة : هتقولك هرمونات الحمل
ضحكت الفتيات ، حفصة : طب احنا بنضحك ليه دلوقتي
خديجة بضحك : شر البلية ما يضحك
أسماء بابتسامة : جدا
أروى بابتسامة : طب يلا بقى نروح يا سوما ، ولا هتقعدي هنا
جويرية بابتسامة : و إحنا كمان مروحين ، أول ما تستقري كدا ، هنيجي نزعجك
أسماء بابتسامة : أحلى إزعاج
خديجة(ك) : وقتها بقى ، نتشوف هنطلع ازاي من البلاوي دي
حفصة بابتسامة : إن شاء الله هتعدي زي سابقتها
خديجة بابتسامة : إن شاء الله ، يلا احنا بدل ما نتنفخ
جويرية بابتسامة : يلا ، سلام يا بنات
خديجة (ك): يلا أنا كمان ، خدي بالك من نفسك ، وانتظرينا
أسماء بابتسامة : إن شاء الله ، معتقدش إنه هيعمل حاجة
خديجة (ك) : لا ديمتري مش النوع دا خالص ، مش بتاع المناورات ، دا مباشر ، أو تهديد ، أو الله أعلم لسه مشفناش حاجة ، بس أدينا متيقظين ، يلا بقى سلام
أروى : هروح أشوف عُمير
أسماء : لأ خليكي معايا
أروى بابتسامة : كدا كدا زبير هيجي ، سواء خرجت أو لأ ، خليكي شجاعة كدا
تمددت أسماء في سريرها : ماشي يا أروى ، أما وريتك
أروى بابتسامة : طب عشان كلامك دا هو ، أنا هروح وأسيبك ترني
أسماء : يا خاينة ، أنتِ يا بت
خرجت أروى لترى زوجها أمام الغرفة وبجانبه أخيه
أروى : عُمير
أنتبه زبير لوجودها خارج الغرفة ، ليدخل مسرعا لزوجته ويتقدم منها بسرعة : أنتِ كويسة
تعجبت أسماء من قلقه : ايوا
لحظات وسرعان ما تذكرت لماذا وقع الحادث ، وتذكرت المكالمة التي وصلتها قبل الحادث
أمسكت وجهه بين يديها : أنت كويس ، حصلك ايه ، ازاي عملت الحادثة
زبير بخوف : أنا عملت حادث ، أنتِ اللي عملتي ووقعتي قلبي معاكي
أسماء بدموع وعتاب : أنت السبب ، المستشفى قالوا لي ....قالوا ....لم تستطع أن تنطق بحرف ، واجهشت في البكاء
نظر لها زبير بأسى وحزن ، أحزنها وهي أساسا حزينة ومريضة ، ومع ذلك حين سمعت عنه خبر سئ قلقت عليه ، ونسيت ما بينهما من حزن وخصام
وعلى حين غرة ، ومفاجأة لأسماء ، ضمها زبير إليه بقوة ، وضع رأسه عند رقبتها ، ظل ثابتا لدقائق ، وأسماء تربت على ظهره لتطمئنه ، لحظات مرت ، ليبتعد عنها زبير ، ويقول بأعين حمراء : ايه اللي حصل
لم تعي أسماء ما يقصده : قولت لك ، عملت حادثة ، و...
قاطعها زبير : لأ ، في حاجات تانية ، أنتِ مخبياها علىّ ومش راضية تقولي
ظلت أسماء صامتة لثواني ، أخذت تفكر فيها : زبير
أنصت لها زبير : قولي
أسماء بابتسامة حزينة : فعلا في حاجات كتير بتحصل وحصلت ، بس أنا مش عايزة أقول لك دلوقتي ، دا مش الوقت اللي أقول فيها كل حاجة ، أنا مش عايزة أكذب عليكِ ، ولا أخبي حاجة ، بس أنا مضطرة ، مش عايزة نقعد نتخانق على حاجات ملهاش لازمة ، وصدقني أنا عمري ما هعمل حاجة تغضب ربنا ، ووعد لما الوقت المناسب يجي ، هقول لك كل حاجة
تنهد زبير بقوة عدة مرات : ماشي يا أسماء ، يلا بينا على بتنا
أسماء بابتسامة ناعسة : يلا
ساعدها حتى نهضت وعدلت ثيابها ، ليذهبا لمنزلها
أنت تقرأ
حبيبتي المجنونة 😜
Romantizmهل يمكن للانسان أن يصفح عمن أذوه، ويعيش كأن شيئًا لم يكن؟ وهل إن سعى لأخذ حقه هل يسعى وراء سراب، ويضيِّع حياته؟ وهل إن حقق مُراده هل سيعيش مرتاح البال بعدها؟ أسئلة كثيرة والجواب...والجواب مفقود، يحتاج لرحلة لمعرفته، أسماء هل ستعرف جوابًا لأسألتها؟ و...