😜8😜

230 15 4
                                    

‏إنَّ الفتاة المؤمنة لا تخرج بالثِّياب النَّاعمة التي تلتصق بالجسم لتكشف عن فتنتها عبر كلِّ خطوةٍ وحركة!

وإنَّ الفتاة المؤمنة لا تملأ السّاحات بالصَّخب والقهقهات، ولا تُمازح الذُّكور بلا حياء، ولا تزاحِم الفتيان بأكتافِها!

- د.فريد الأنصاري

*************
تململت في فراشها ، تشعر بالسعادة من حلمها الجميل ، تتقلب مرات عديدة ، حتى استيقظت والبسمة تعلو ثغرها
أروى بابتسامة : يلا يا كسولة ، كل دا لسه نايمة
أسماء بابتسامة ناعسة : أروى أنت بتعملي ايه
أروى بابتسامة : بصلي الضحى ، يلا قومي
أسماء : اممم أنا لسه عايزة أنام ، حسه إني منمتش من سنة
أروى بنظرة جادة : حبيبتي ، أنتِ نايمة من امبارح ، قومي صلي الصلوات اللي فاتتك
أسماء بصدمة : اييه ، وازاي متصحنيش
أروى بابتسامة مستفزة : بعيد عنك ولا الميتة
نهضت أسماء مسرعة ولتتوجه لحمام الغرفة ، سمعت أروى تقول : الحمام سباكته بايظة ، عُمير مش هنا اطلعي بهدومك دي عادي ، وشعرك ، عنك جعفر مش هنا هوا كمان ، الله أكبر ، وبدأت في صلاتها
خرجت أسماء من الغرفة ، تتلفت يمنة ويسرى لا تريد أن يراها زبير بملابسها تلك ، وبالمناسبة ملابسها عبارة عن بيجامة نوم متوسطة الحجم ، لم تجد أحد ، توجهت لحمام الطابق ، لتفتحه بدون أن تطرق لعتقادها بأنه فارغ ، ولكنها صاحت بصوت عالي حين رأت زبير واقفاً أمام المرآة يفرش أسنانه وجزءه العلوي عاري ، لم تنتبه للتفاصيل لذا خرجت مسرعة وهي تردد : أسفة أسفة مختش بالي
خرج زبير وفرشاة الأسنان مازالت في فمه : في ايه يا منوهة ، بتصوتي ليه
أسماء بتوتر : لأنك....
زبير بابتسامة : مجنونة هانم ، أنا بهدومي ، خشي اتوضي
أسماء باستغراب : أنت عرفت ازاي إني جاية اتوضى
زبير : صوتك ، يلا روحي ، استني بس
دخل وغسل فمه وخرج : لما تخلصي تعالي ، بس غيري ميكي ماوس اللي أنتِ لابساه دا
أسماء بعصبية خفيفة : دا توم وجيري مش ميكي ماوس
زبير بسخرية : ماشي يا طفلة هانم
ودخل غرفته
أسماء لنفسها بغضب طفيف : هوا مالو كدا ، وبعدين يالهو هوا شافني ازي بهدومي دي ، وبعدين هوا بيقول مجنونة ليه
أتى صوت زبير من غرفته : أسماء بلاش فضايح على الصبح ، متكلميش نفسك
وضعت يدها على فمها بحرج وقالت بصوت أقرب الهمس : هوا ايه الخانقة دي ، عايزة اتكلم مع نفسي ، الله بقى
أتى صوت زبير مرة أخرى : أسماء ، أنا سامعك ، انجزي عشان عايزك ، ومطلعيش لسانك
نظرت أسماء بغضب لباب غرفته : همبف ، أنا هصلي وخلاص
توضأت وذهبت لغرفتها وأختها لتصلي جميع ما فاتها ، ثم بدلت ثيابها وخرجت لترى ماذا يريد زبير
دخلت الغرفة ، أمرها بالجلوس أمامه على الكرسي
زبير بجدية : دلوقتي أنا عايز أعرف ايه اللي حصل دا
أسماء بتوتر : تقصد امبارح
زبير : من ثلاث أيام بالظبط ، ايه بقى الليلة الكبيرة دي
أسماء بتوتر : كنت مجبورة ، بص اسمعني كرستين جت وقالت......وأخبرته ما حدث
زبير : أسماء ، المفروض إني أكون أول واحد يعرف
أسماء بمقاطعة : أنت كنت مسافر
زبير : متصلتيش ليه
أسماء بجدية : أنت متصلتش ليه ، أنا مكنتش محتاجة اتصل
زبير بابتسامة حزينة : مكنتيش محتاجة ؟
أسماء بجمود : أنت سافرت وقبلها سمحتلي أروح اي حته أنا عايزاها ، وقبل كدا أنا كنت عايشة بدونك وبدون أي مساعدة ، ليه هحتاج أتصل
نظر لها زبير مليا : أسماء أنتِ وافقتي تتجوزيني ليه
توتر قبل أن تجيب وقد رسمت قناع الجدية : إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
زبير : بس ، مفيش حاجة تانية
تنهدت أسماء ، ونظرت لها تتأمل ملامحه الوسيم والتي تظهر عليها مشاعره بوضوح ، ولكنها ليست واضحة لأسماء
أسماء : زبير ، لو مستني تسمع مني إني وافقت عشان حبيتك أو حاجة زي دي فلأ ، أنت إنسان كويس ، مكنش فيه اعجاب ، كاد زبير بالحديث ولكنها رفعت له يديها أن دعني أكمل كلامي ، أنا واحدة عشت سنتين في خوف وهرب وحقد ، الحب دا بالنسبالي رفاهية وكماليات ملهاش اي داعي ، كل حلمي إني اجوز أختي وخلاص ، مكنتش بفكر في نفسي ، حتى جامعتي سبتها عشان أختي تكمل ، دا غير إني كنت قافلة قلبي ، أنا ليه أحب خد واتعلق بيه ، وهو مش جوزي ، كنت سايبه مشاعري دي للشخص اللي هيخش البيت من بابه ، بس زي ما قلت دا مكنش في بالي اصلا
زبير بابتسامة : يعني ايه
أسماء بابتسامة خجولة : يعني متزعلش لما قلت إني مش بحبك ، البت أروى بتحب تضايقني ، فعشان كدا قولتها
زبير بابتسامة عريضة : يعني أنتِ كنتِ بتكذبي
نهضت أسماء لتقف عند الباب وتقول بخجل : بص هوا ، يعني ، يوووه مش عارفة أقول حاجة
ضحك زبير : خلاص متقوليش حاجة ومتضغاطيش على نفسك
أسماء بابتسامة ممتنة : شكراً
زبير بابتسامة : على ايه ، قولي بس لأمي متعملش حسابي في الأكل
أسماء بتلقائية : ايه
زبير : لأن في شغل مركون
أسماء بابتسامة : ممكن أجي معاك
زبير بابتسامة : ماشي ، يلا
*************
عند كرستين
كانت تنام بطمأنينة ، حتى طرق أحد العاملين بالفندق الباب ، نهضت بتكاسل شديد ، لتفتح الباب
العامل : نعتذر للازعاج آنستي ، ولكن الفندق سيقيم حفلة في الثامنة مساء ، وحضرتك مدعوة لها
شكرته كرستين وتوجهت لسريرها ، لتكمل نومها ، ولكنها لم تستطيع بسبب تفكيرها في جوني وأسماء ، وكيف رحل بهدوء هكذا ، بل إلى أين رحل ، فقد أخبرها أحد أصدقائها أنه لم يعد لأمريكا ، فاقت من شرودها على رنين هاتفها ، أمسكته لترى من المتصل ، لتصدم حين تراه جوني
كرستين بتوجس : ماذا تريد ؟
جوني بهدوء : أهكذا ستبدأين كلامك
كرستين : ماذا تريد يا جوني ، ألم تحصل على ما تريد
جوني : من أخبرك بذلك ، هل تعلمين أصلا ما أريد
كرستين باستغراب : ألم يكن ما تملكه تلك الفتاة صاحبة الإسم الصعب
جوني بابتسامة : كان هذا جزء من ما أريده لا أكثر ، الشئ الأساسي الذي أريده هو......
كرستين بستهزاء : يبدو صمتك هذا مريبا ، هل تحب أحدا يا هذا ، ضحكت في النهاية
جوني بانزعاج : هل عيب أن أحب أحدهم
كرستين بابتسامة : بالطبع لا ، و لكنك تبدو كالفلاذ الذي لا يلين ، فكيف  بك والحب
جوني بهدوء : فعلا ، معك حق
كرستين : مهلا ، هل حزنت ، أنا أعتذر لم أقصد هذا ، تلك الفتاة محظوظة صدقني
جوني بابتسامة : من أخبرك أنها فتاة
صرخت كرستين : ماذااا ؟ ماذا تقصد يا هذا ؟ هل تحب ، يا إلهي لا أقدر على التفوه بذلك
جوني : مهلا يا حمقاء ، مالذي فهمته ، أقصد أنها صعبة قليلا ولا تبدو كالفتيات
تنهدت كرستين : ارحتني يا هذا ، كدت أعتقد أنك ، لا يهم ألن تخبرني من هي
جوني : لا ، سأخبرك فيما بعد
كرستين بغضب طفيف : إذا لماذا تتصل
جوني بابتسامة : لأعتذر
كرستين بتفاجأ : ماذا ، حقا
جوني بهدوء : بعدما أخبرتني به أسماء أدركت أنني أُفني عمري في ما لا ينفع ، لذا بعد التفكير مليا أدركت أنني ظلمتك كثيرا ، لذا أنا آسف
كرستين بابتسامة : لا تقلق ، سامحتك
جوني : حسنا إذا ، وداعا
أغلقت كرستين الهاتف والبسمة تعلو وجهها ، تشعر بالسعادة لأنه يفكر بها ، ولكنها لحظات حتى انقلب حالها من السعادة للحزن ، تذكرت الفتاة التي قال أنه يحبها ، يبدو أنه يراها كصديقة وحسب ، تنهدت بحزن على هذه المشاعر الغبية التي تجول قلبها

حبيبتي المجنونة 😜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن