الأضواء

858 58 16
                                    

بعد لقاء المقهى ذاك كان نادر سعيداً جداً ويحدق دائماً في ساعة معصمه، و روى لجبريل ما حدث

"اتقول أنه من البسك الساعة؟"
سأل جبريل بأستغراب

"أجل، امسك معصمي والبسني إياها"
رد وهو يبتسم بأتساع وينظر للساعة

"ذاك السافل!"
تمتم جبريل ثم قال بعدها بصوت مسموع
"هل تحدثتما بعدها؟"

"كلا، ولكني اخطط لشراء هدية له، ليس من العدل أن يحضر لي ساعة غالية وأن لا احضر له شيئاً"

"وماذا تخطط أن تشتري؟"
سأل بفضول

"لا اعلم، لربما عطر"
لم يكن قد اتخذ قراره بعد

"أو ربما كنزة، سأشعر بالسعادة في كل مرة أراه يرتديها"
أضاف بحماس

كان متحمساً جداً لإهداء شين شيئاً ليراه يرتديه بشكل دائم

بدأ هاتف جبريل بالرنين، نظر لشاشته ثم ضغط على زر أغلاقها وبعد ثواني عاد هاتفه للرنين مرة أخرى

"لماذا لا تجيب؟"
سأله نادر بأستغراب

"ليس شيئاً مهماً"
قال واغلق الشاشة مرة أخرى

كان الأثنين يجلسان على السرير، في منزل نادر، كعادة جبريل يقضي وقتاً في منزل نادر أكثر من وقته في منزله

"دعك من شين الأن، لدينا غداً أمتحان سباحة"
أستطرد جبريل

"كدت أنسى هذا من فرط حماسي، من الجيد أنك هنا لتذكيري"
قال نادر وضرب كفه بكف جبريل الذي أبتسم بتكلف

فتح نادر خزانته ليخرج ملابس السباحة وعندها عاد جبريل للعبوس ونظر للساعة الموجودة في معصمه ثم أمسك هاتفه ليقوم بمراسلة شهاب
"ماذا تريد؟"

"لماذا لست في المنزل؟، لقد أخبرتك أنني سوف آتي اليوم"

"لأنني لا أهتم برؤية وجهك"

"هل ستتأخر؟"

"سأبيت في الخارج"

"انت لئيم جداً!"

"لأنك قدوتي"
أرسل ثم أغلق الشاشة

عاد للنظر إلى نادر الذي كان خلع كنزته ثم التفت إليه
"أتعتقد بأنني سأُبلي حسناً في أختبار السباحة؟"

ترك جبريل هاتفه ونهض ليقترب منه
"لماذا انت قلق؟"

"لدي ذكريات سيئة مع السباحة، دروسها كانت كابوسي"
قال وخلل أصابعه في شعره بأرتباك

طبول ومسدسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن