البارت الثالث عشر

6.1K 396 28
                                    

《 الإفراط في التواضع يُوجِب المذلة . 》

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

كان صوت الملاعق وهي تضرب في الصحون هو الصوت الوحيد المسموع في غرفة الطعام ، إذ كانت العائلة جميعها مجتمعة حول المائدة لتناول الفطور ماعدى جون الذي لايزال في المشفى والذي سيتم تخريجه اليوم ،

رفعت سيلين عيناها وهي تطالعهم يأكلون بهدوء وصمت قاتل جعلها تتسائل هل الصمت احد قوانين المائدة هنا ؟ ، حسنا بالتفكير بالامر هي للان لاتعرف اسمائهم او اي شيء عنهم ،

جميعهم ذو وجوه غير مألوفة ماعدى جديها وعائلة تيا والشباب اللذين التقتهم واللذين بالكاد تعرفهم ، ويبدو ان جدتها قد قرأت افكارها في تلك اللحظة فقد وضعت شوكتها على الطاولة بهدوء وهي تمسح ثغرها بالمنديل برقي مناسب لعمرها وهيئتها ، حمحمت وهي تجذب انتباه الجميع وتقطع الصمت الممل الذي كان سائدا بأبتسامة هادئة ،

" بما اننا مجتمعون جميعا معا على المائدة اليوم ما رأيكما ان اعرفكما على الجميع بما انكما لاتعرفان احدا هنا بعد "

وجهت كلامها للفتاتان بينما تناظرهما بحماس صغير في عينيها تجلى ايضا في ابتسامتها الدافئة ، لم ترغب سيلين في احباطها وقطع حماسها هذا ، فأومئت بالايجاب هي وتيا ، وضعوا ادوات المائدة جانبا وقد توقفوا عن الاكل و اولوا اهتمامهما لها عندما بدأت بتعريفهم ، اما عن توضيح مقاعدهم فالجد يترأس الطاولة من جهة والجدة تترأس الطاولة من الجهة الاخرى المقابلة له ،

" هذا هو ابني غوستاف اكبر اعمامكما ، وهذه ابنته هيلينا "

اشرت الجدة لاول كرسيين على يمينها حيث كان يجلس رجل ضخم قليلا وبجانبه ابنته ، ويبدو الرجل في الخمسينات اظن ، ذو شعر بني قد استولى الشيب على اغلب خصلاته ، وعيون خضراء قوية ورزينة ، اومئ برأسه كتحية لهما بينما يردف بنبرة هادئة ستراها رسمية للوهلة الاولى الا ان بها القليل من الودية المرحبة ،

" من الجيد رؤيتكما بخير مجددا بعد كل هذه السنوات ، واهلا وسهلا بكما في العائلة "

اومئت كلتاهما بأحترام تلقائيا ، فهيئته والهالة حوله تجبرك على احترامه بشكل لا ارادي ، ومن هيئته وهالته القيادية وكونه الابن الاكبر جزمت سيلين انه ربما رئيس العائلة السابق ،

خلف كواليس الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن