البارت السابع والاربعون

5.9K 417 175
                                    

{ وليس لنا في الحنينِ يد ، وفي البُعدِ كانَ لنا الفُ يد ..! سلامٌ عليك .. افتقدتُكَ جداً .. وعليَّ السلامُ فيما افتقد. }

- محمود درويش

꧁____________꧂
________
___
_

" كيف اصبحَتْ ؟ "

كسر صوته الذي فضحَ معالم كُبر سنه سكون المكان حولهما يسأله بهدوء عن حالها ، بينما رماديتاه كانت تتابع النقوش الفضية البسيطة المرسومة بإتقان على عكازه ذو خشب الأبنوس الاسود العتيق والصلب بدون ان ينظر الى حفيده ،

رفع أليكساندر رماديتاه المشابهة لخاصة جده الى الجدار امامه لثواني بعد ان كان ينظر الى الارض ما ان وقع سؤاله على مسامعه ثم سرعان ما ادار بصره الى جانبه حيث يجلس ،

حدق به بنظرات خاوية رسم الظلام حوافها وعمقها مُظهرة كيف ان صاحبها على حافة فقدانه لأعصابه وقد كان هذا واضحاً جداً من نبرته ومعاني حديثه ..

" ومالذي يهمك انت لتسأل عن حالها ؟ "

رطب شفتيه عقب حديثه ونبرته الباردة التي بطنتها الحِدة قبل ان يُبعد بصره عنه مستقيماً من مكانه ببطء مبتعداً عنه يتجه بخطواته للامام متوقفاً عند زجاج غرفتها بينما يضم يديه خلف ظهره محدقاً بها ومكملاً حديثه لجده الذي كان ينظر الى ظهره هذه المرة ..

" فـ بالنهاية أليست هي أبنة ابنك الذي كسر كلمتك ؟ "

كلماته كانت مليئة باللوم ، تتقطر منها السخرية تقطيراً شديداً ، كان يلومه لكونه لم يهتم بها كباقي احفاده فقط لانها ابنة الرجل الذي كسر كلمته بينما في ذات الوقت كانت نبرته تدل على السخرية من سؤاله الذي عبَّر عن قلقه عليها هو الذي ظلَّ يُكرر ويعيد دائماً بأنها ابنة ابنه الذي تبرأ منه ومحاه من حياته وحياة بقية اسرته ،

كان يسأله بكلماته ونبرته تلك عن اي حق يملك ليسأل عن حالها الان ؟

" اوه ، و اما اذا ما كنت تسأل فضولاً فقط ، فلا ، هي ليست بخير .. انها كأي شخص نسى معظم ذكريات وصدمات حياته وعاش فاقداً اياها لخمس سنوات كاملة ثم تذكرها جميعها فجأةً "

خلف كواليس الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن