{ الإنسان ، قبل اي شيء .. مادة تتمزق بسهولة وتلتئمُ بصعوبة ..! }
- إيان ماكيوان
☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️
قد لانموت حقاً لفراق احدهم .. لكن ، من قال ان طقوس الحياة التي اعتدنا ان نعيش لأجلها قد لاتموت ؟! .. فالشبح الذي يخلفه الراحلون في قلبك كفيل بمعنى الموت ! ..
وهذا بالضبط ماكان حاله قبل ان يلتقيها .. هذا بالضبط ماكان وضعه قبل ان يعرف ويتعلم كيف يعيش ! .. فهو منذ التقائها قد اتقن فن المشاعر من اجلها ولأجلها فقط .. وعند رحيلها اصبحت المشاعر شيئاً غريباً لايتقنه او يجيده وكأنه لم يحترف هذا الفن عندما التقاها ..!
يُقسم بانه قد كان ميتاً ..
بغيابها هو كان مجرد جثة تتحرك فوق الارض بدون ذرة مشاعر واحدة .. لان المشاعر بالنسبة له كانت هي ، كانت مقترنة بها وحدها فقط .. ولاشي من بعدها استحق ان يُظهر مشاعره لأجله ..
فتح رماديتيه الشبيهة بالقمر ذات اللون الخلاب يتحرك بجذعه للأمام بعد ان كان متكئاً على ظهر المقعد الذي خلفه ، اسند كلتا ذراعيه على قدميه بينما ينزل انظاره اليها ويطالع الدماء التي تغطيها ،
نظر برماديتاه الخاوية الى كل بقعة من دمائها التي كانت تلطخ يديه جاعلة اياه يتذكر ماحدث مراراً وتكراراً وهو بجدية يشعر انه قد وصل لحافة الجنون ..!
لازال يتذكر .. وعقله يعيد كل ماحدث امامه في كل ثانية تمر كأنه شريط مصور يمر امام عينيه .... سماعه لصوت اطلاق النار .. شعوره بجسدها الدافئ الذي احتضنه بقوة .. ارتخاء يديها تدريجياً من حوله بعد ثواني وسقوط جسدها بضعف .. امساكه لها وشعوره بسائل دافئ يملأ يديه ما ان امسكها من ظهرها .. تأمله لعينيها المغمضة لثواني طويلة واقفاً هناك بصمت يحاول استيعاب ماحدث .. ثم احساسه بجسدها الذي بدأ يبرد ووجها الذي إصفر لونه ..
ثم لايعلم مالذي حدث ، فقط شعر بالفراغ والخواء الشديد لدرجة انه لم يعرف حتى كيف تحرك جسده بهدوء يحملها متجهاً الى السيارة بصمت شديد ، لايعلم مالذي كان يحرك جسده حينها لان عقله كان متوقفاً عن العمل تماماً ..
والان بعد التفكير مجدداً .. اين هو الان ؟
رفع رماديتاه الباهتة والخالية من اي شيء يطالع محيطه ويحاول ان يستوعب المكان الذي يوجد به حالياً ،
وكل ماقابل عيناه في هذه اللحظة هو اللون الابيض الذي يملأ هذا المكان .. رمش بخفة وهو يشعر كأن حاسة سمعه قد عادت اليه اذ انه بدأ يسمع اصوات الممرضين والمرضى القلائل اللذين يمرون امام ممر غرفة العمليات ،
![](https://img.wattpad.com/cover/268510635-288-k102468.jpg)
أنت تقرأ
خلف كواليس الحب
Romanceاسم الرواية السابق: "سيلين" - "هل ترين ذلك القرص الذي يتوسط السماء ؟" رفع ذلك الفتى يده الصغيرة وأشار بأصبعه الى السماء بينما يحادث تلك الجالسة بجانبه . "نـ.نعم اراه ..انه القمر" اردفت تلك الصغيرة من بين شهقاتها وهي تنظر بعينيها الدامعتين ذات اللو...