الفصل الاول

10.2K 194 26
                                    

" كن قويا ..... فالحياة تميت الضعيف قهرا "

في احد البنايات السكنية و باحدي الطوابق ... يعلو به صوت القرآن الكريم مرافق لاصوات النشيج و البكاء الحارق ... يجلس مجموعة من النسوة مرتدية ملابس سوداء ... و في جزء بعيد لحدا ما تجلس تلك السيدة التي تخطت الخمسين من عمرها و رسم الزمن خطوط علي وجهها الابيض و الذي كان بتشربه الحمرة القانية ... كانت تبكي بقلب ام ملكومة علي صغيرها الذي خطف من الحياة و هو بزهرة شبابه ... و حتي قبل ان يسمع كلمة بابا من ابنته

ايمان ببكاء : اااه ... يا حرقة قلبي عليك يا ولدي ... ااه يا نور عين امك يابني ااه ... روحت فين و سبتني كدة ... ااه يا حاتم

لتشعر بملمس تلك اليد الرقيقة الحنونة علي كتفه و هي تهدءها

تارة بحنان و عيون دامعة : كفاية يا ماما ... حرام ال بتعمليه كدة بتعذبيه

ايمان ببكاء : قلبي وجعني عليه ... راح قبل ما يسمع كلمة بابا من بنته ... يا عيني علي بنته ال اتيتمت من قبل ما توعي علي الدنيا

تارة بحزن : متقوليش كدة يا ماما ... مامتها معاها و احنا كمان و حمزة ابوها قبل ما يكون عمها ... ادعيله بالرحمة ... هي دي الحاجة ال هتفيديه دلوقتي

و بالكاد استطاعت تهدئة ايمان لجزء من الوقت ... حتي ارتفع صوت احد النسوة و التي لم تكن سواء ارملة ذالك المتوفي

شوق ببكاء و عويل : اااه يا حبيبي ... سبتني لمين انا و بتك ... من غير لا ضهر و لا سند ... اااه يا حبيبي ... اتيتمنا من بعدك يا حااتم

و بمجرد ما سمعت تلك الام تلك الكلمات حتي عادت عيونها تزف الدموع تلقائيا ... جعلت تلك الرقيق تتنهد بالالم و حزن علي كل ما يحدث حولها ... لتعانق ايمان بمواساه

تارةة : ادعيله ... و ارضي بقضاء ربنا ... و اعرفي دايما ان كل ال ربنا بيعمله خير ... عساه ان تكرهوا شئ و هو خيرا لكم ( وٌ بًشُر آلَصّآبًريَنِ آلَذِيَنِ آذِآ آصّآبًتٌهّمً مًصّيَبًةّ قُآلَوٌآ آنِ لَلَهّ وٌ آنِ آلَيَهّ رآجّعٌوٌنِ) صدق الله العظيم

ايمان ببكاء : ياارب... دا اتخطف و هو في عز شبابه

تارة برفق : ميغلاش علي ال خلقه ... دا راح لل ارحم مني و منك و من اي حد ... راح لربه و امه و ابوه راضين عليه ... و هو عامل لاخرته .... راح و هو مسلم و علي دينه و مؤمن برسوله ... ادعيله ... ادعي ان ربنا يجمعنا بيه في الجنه

ايمان : يااارب .... ياارب ارحمه و اغفره و اجعل ماواه الجنه

تارة بدعاء : امين يا رب العالمين

#عتمة نجمة
#بقلم ايه خالد المركبي

اما في الاسفل ... يوجد صوان كبير ... يترأسه احد الشيوخ و هو يتلو القرآن بصوت رخيم هادي ... و يستمع لهم الموجودين ... و يوجد علي راسهم ذالك الشاب الذي يقف بجمود يتعجب له الاخرين ... يقف ياخذ العزاء ... عزاء اخيه ... بل ابنه الصغير ... بجوار والده الذي كان حاله ينافي حال بكره ... فقد كان ظاهر علي ملامحه الالم و الحزن و الهم ... يقف بضعف محني الظهر ... فقد اتي عليه الزمن كثيرا ... حتي خطف صغيره ... مستند علي بكره او سده المنيع كما لقبه دائما و ابدا ... يظل يستغفر ربه تارة و يحمده تارة اخري

عتمة نجمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن