الفصل الخامس

7.6K 187 30
                                    

" كنت واثق بقائك و اتي قرارك صادم لي ... فأرجو أن يكون كل ذالك كابوس و أن تكوني لا تزالي بين يدي ... ليس سراب في الصحراء "

" بارك الله لكم و بارك عليكم و جمع بينكم في خير ... بالرفاهه و البنين إن شاءالله "

كانت تلك الجملة نهاية الحكاية ... من بعدها لم يسمع أو تشعر أو تري ، تشعر أنها في مكان مظلم لا تجد له بدايه أو نهاية ، تبحث عن مخرج و لكن كلما تركض في جهه تكتشف أنه الخطأ

سمعت تلك الجملة عندما نزلت لإحضار الياس ، لم تكن تعلم أنها ذاهب لمحرقتها ، كم تألمت و نزفت لم تستطيع الصمود أو العودة للصعود ، تريد الابتعاد قدر المستطاع و كان لها ذالك

بمجرد أن استمعت لتلك الجملة أطلقت لقدميها الريح لتفر من ذالك المنزل الذي أصبح يطبق علي صدرها يكاد يخنقها ، تسرع و تسرع حتي اختفي المنزل من محيطها ، تدور حول نفسها لا تعلم ماذا تفعل ؟ اين تذهب ؟... لا تعلم أحد تلجأ له و لا أهل يساندوه ... و علي ذكر والداها اخذتها قدمها لمرقدهم

كانت تقف أمام قبرين يحملان نفس التاريخ ، دموعها تنزل بغزارة لم تتحمل لتسقط أرضا متفجرة ببكاء غزير

تارة ببكاء مؤلم : ليه !؟ سبتوني لوحدي مليش حد ... الكل بيجي عليا و يظلمني و انا مليش حد اتسند عليه ... ليه يا بابا سبتني مش انا كنت بنتك حبيتك الى مش بتقدر ادام دموعها سبتني بتعذب ليه انت و ماما كنت اخدتوني معاكم ... انا مش عايزة افضل انا بتعذب اووي و بموت بالبطئ ... مش هقدر اكمل كدة مش هقدر ... خدوني عندكم انتم وحشتوني اووي

لترفع رأسها عاليا ببكاء : يارب انا دائما راضيه اخدت مني اغلي حاجتين في حياتي فيوم و دقيقه واحدة و راضيت و قولت الحمدلله ... اتوجعت و انجرحت و قولت الحمدلله ... بس انا تعبت واللهي تعبت يارب ارحمني يارب ... ارحمني

ليعلو بكاءها و السماء بدأت تنزل ذخراتها و كأنها تشاركها حزنها ، كانت تنظر أمامها و كأنها انسحبت من الواقع ، اطال شرودها و زاد المطر و اطال ... هل اذا ماتت الان سيعلم أحد !... سيحزن أحد ؟... كانت تسأل نفسها ذالك الي أن هاجمت ذهنها صور صغيرها الياس ، يلاحقها جنينها ، من أجلهم فقط ... من أجله فقط ستصمد و تبقي قوية ، لا احد اخر ... ستحارب مهما كلفها الأمر من أجل صغيريها

# عتمة نجمة
# بقلم آيه خالد المركبي

يدخل ذالك الطفل الباكي مسرعا للداخل نحو جده أمام تجمع العائلة

ألياس ببكاء : جدو ماما فين ؟

هاشم بتعجب : هي مش فوق !

الياس ببكاء : دورت عليها مش لاقيها خالص و لا علي السطح و لا في الجنينه

حمزة بقلق : يعني هتكون فين ؟

ألياس : هي مشيت و سابتني بس هي قالت إنها هتاخدني معاها و مش هتسبني

عتمة نجمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن