الفصل الثاني

7.9K 201 43
                                    

" و انك عالمي ... عزلتي ... و اماني ... و اختبائي ... فكن سندا لي لا يهتز يوما "

في اليوم التالي

كانت تارة تمشط شعرها بعد أن أنهت حمامها بانتظار حمزة للنزول معا لاسفل ... فاليوم الجمعة و يجتمع جميع العائلة لتناول جميع الوجبات معا ... يتسامروا و يتضاحكوا و هذا اول جمعة يجتمعوا فيها بغياب حاتم بعد الحداد

كانت تمشط شعرها بشرود ... لديها شعور سئ يراودها من بعد وفاة حاتم ... تحاول إقناع نفسها أن يجوز أن يكون خوفا من خسارة حمزة أو رهبه من الموت نفسه

تارة يتنهيدة : يااارب

كانت تضع الفرشة علي المنضدة عندما شعرت بتلك اليد التي حاوطتها لتنظر للمراه و تتقابل تلك العيون الرمادية

حمزة : مالك !؟؟... انتي كويسة ؟

لتحاول اصطناع بسمة و لكن ملامح التوتر طغت عليها ... ليديرها و هو يحافظ علي ذراعه محاطة خصرها ليبعده بيده الأخري خصلاتها عن وجهها

حمزة باهتمام : انتي كويسة ؟... في حاجة تعباكي نروح للدكتورة

تارة محاولة طمانته : لا انا كويسة بس ...

حمزة : بس ايه ؟

تارة باعتراف : حسه بشعور وحش اووي ... خايفة من حاجة بس مش عارفة ايه هي ... خايفة علي ألياس خايفة عليك ... تبعد

حمزة : انا عمري ما ابعد عنك .. انتي راحتي و اماني و الدفء ال فحياتي ... و مفيش حد يحاول يبعد عن راحته

تارة : راحتك و امانك !!؟... بس ؟

حمزة بتوتر طفيف : و مراتي و ام عيالي ... مش يلا ننزل عشان منتاخرش ... انا هاروح اشوف ألياس جهز و لا لا

لتجده يخرج متجها لغرفة صغيره او بالأصح يهرب كالمعتاد عن سؤالها ذالك السؤال ... ابعد كل تلك السنين و التضحيات و العشق الخالص لم يحبها بعد !!

تارة : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

لتنفض تلك الأفكار و هي تقنع ذاتها أن تلك الأفكار ماهي الا وساوس من الشيطان .. لتلف حجابها و تخرج ... لتجد صغيرها ألياس يقف علي منضدة و يقوم حمزة بربط حذاءه

تارة بهدوء : انا خلصت ... ننزل ؟

حمزة : تمام يلا

ليرفع رأسه و يقابلها بثوبها الداكن و حجابها الأسود الذي أظهر رونق بشرتها البيضاء و شفتاها الوردية التي بها القليل من المرطب

حمزة : اسبقنا انت يا ألياس

ليركض الصغير للخارج لمنزل جده ... بينما اقترب حمزة من تارة بهدوء

تارة بتعجب : نزلته ليه ما كنا نزلنا كلنا مع بعض ؟

و لكن حمزة كان قطع المسافة بينهم ناظرا بعمق داخل عيناها البنية ... لتمدد ذراعه حول خصرها و الأخري حول رقبتها برقة ... و لم تشعر تارة سوا عندما تلامست شفتاه مع خاصتها ، ملتهم إياها بنهم شديد لم يغيره الزمان بل كان يزيده ، كان يقبلها و كأنها اول مرة و اخر مرة ، كان تارة تنصهر حرفيا بين يده من هول مشاعرهم ، و لكن انذار عقلها بدأ العمل عندما شعرت بتحريرها من حجابها ملقيا إياه أرضا ، و هو ينزل بقبلتها علي جيدها الابيض تاركا علاماته خلفه

عتمة نجمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن