الفصل التاسع

7.4K 195 34
                                    

" لا سلاما علي من استهلكونا ... حتي اهلكونا "

كانت تستيقظ من نومها و هي تشهق بفزع ، مر عشرة ايام علي عودتها ، و تلك الكوابيس لم ترحمها ، لتستغفر ربها و تستعيذ من الشيطان , لتدور بعيناها في الغرفة بضيق لتقرر الخروج للشرفة قليلا لاستنشاق بعض الهواء النقي ، لتسحب روب الخاص بثوب نومها و الذي كان ثقيل نسبيا و تقف بالشرفة ، لترتطم الهواء البارد بوجهها جعلا خصلاتها السوداء تتطاير بشغف ، فهي اعتادت علي الوقوف ليلا بالشرفة دون حجاب لضمان عدم رؤيت احد لها

كانت تنظر للافق البعيد ... بدأت حياتها تتنظم جزءيا و ستعمل علي التحرر من حمزة بمفردها دون اللجوء لاحد ليساعدها ، فقد بدأت بالبحث عن عمل و الذي كان بقمة السهولة ، فهي حاصلة علي شهادة من كلية التربية و لها العديد من الشهادات بعلم النفس و مهارات التطورية بالاطفال ، و كل ذالك ساعدها بالحصول علي فرصة عمل رائعة بالمدرسة التابعة لحضانه ألياس ، خاصة و ان المديرة كانت عرضت لها فرصة للعمل بوقت سابق ، و لكنها رفضتها تمسكا بمنزلها و عائلتها و حمزة

و علي سيرة حمزة ... فهي علمت انه اصطحب شوق لشهر عسل علي حسب قول خالته عزة ، تتذكر كم تألمت تلك الليلة و بكت ، فهو تاركها بعد ولادتها و جرحها نافذ لم يلتئم بعد ، حتي لو طلبت منه المغادرة و عدم رؤية وجهه ، لكان تمسك و لو قليلا و اثر علي البقاء للاطمئنان عليها ، تتذكر عندما اعترف بحبه و ردها حينها ، لترتسم بسمة ساخرة علي شفتاها ، فهي بعد كل الخيبات التي تلقاتها منه مازالت تضع عليه امال ، لترفع عيناها الدامعه للسماء

تارة : يارب هون عليا و عوضني خير علي صبري يارب يا ولي الصابرين

#عتمة نجمة
#بقلم ... آيه خالد المراكبي

كان يقف هو الاخر بالشرفه ، يفكر في ما حدث بحياته الفترة الاخيرة ، بدءا من وفاة شقيقه و توائم روحه حاتم ، يليه اعلان والدته علي رغبتها بالزواج من ارملة اخيه شوق و الذي تم مقابل دمار منزله ، بدءا من رد فعل نجمته و يليه خسرانه طفلته التي طالما حلم يقدومها

لماذا يحدث معه كل هذا !؟... هل جزاءه علي كسر قلب تلك اليتيمة التي كانت تراه كل شئ بحياته ، يا ليت لم يحدث كل ما حدث ، ليشعر بملمس تلك الاكفف حول خصره و تستند براسها علي ظهره

شوق بدلال زائف : بتفكر في ايه ؟

حمزة بجمود : مفيش ... انتي ليه منمتيش لحد دلوقتي ؟

شوق : كنت بكلم مامي ... وحشتني يا حمزة

انهت حديثها و هي تشب لتصل لرقبته و تزينه بقبلات شغوفه متطلبه ، ليبعدها الاخر بخفة

حمزة : شوق ... احنا هنرجع بكرة مصر

شوق باعتراض : ايه ؟... بس احنا مكملناش و هو انت لحقت خلصت شغلك

عتمة نجمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن