دخلت "إشريا"مع "نورسين"و"يامن"الذي كان سعيدًا جدًا بقدوم "إشريا"فهو يشعُر بالوحدةِ وأنه بدون أصحاب دائمًا لا يؤنسهُ سوى جدته، كانت"إشريا"تستمتع بالحديث معه وتندهش من ذكائهِ ونباهتهِ وفصاحة لسانهِ في الحديث، انقضى اليوم وقررت "نورسين"أن تبقي"إشريا"معهم وهي ستوصلها غدًا لقصر الملك "سِنمار"والذي ينتظرها منذ رحيل والدتِها.
أما "آسير"فدخل الغابه وبدأ يبحث عن مكان معين ثم بدأ يُحرك الهواء بيديه وهو مُغمض العينين ويُردد بعض الكلمات ثم أوقف يداهُ فجأه فتوقفت الرياح وهدأت
ثُم قال ببسمه ماكره: وجدتها
ومن بعدها فتح عينا وفتح حقيبتهُ القماشيه وأخرج عصا وبدأ يُحركها وهو يُرتل بعض
الكلمات، ثم ظهر بناء فجأةً كان عباره عن كوخ صغير من الخشب، بدأ يتأملهُ بعض الشيء
ثم حمل حقيبته بعد أن خبأ عصاهُ ودلف لداخلهِ
في صباح يومٍ جديد، بدأت خيوط الشمس الذهبيه تُقاوم؛ لتخرج من بين هذه السُحب المُلبده، لكي تنشُر بعض الدفأ لأهلِ المملكة استيقظت "إشريا" لتفتح عينيها الرماديتان علي شعاع شمس خافت قد تدلى لحجرة النوم التي مكست بها بالأمس، اعتدلت في جلستِها وبحثت عن حقيبتها، فوجدتها بجانبها فأطمئنت ومن ثم أمسكتها وفتحتها وأخرجت صورة هذا الطفل وتأملت عيناهُ بعض الوقت ...حتي سمعت صوت أقدام تقترب من حجرتها فخبأتها بسرعه.
بعض طرقات علي الباب ومن ثم دلف"يامن"ببسمة بعد أن سمحت "إشريا" له بالدخول
_صباح الخير أتمنى أن تكوني قد حصلتِ علي قسطٍا جيدًا من الراحةِ قبل أن تبدأ رحلتُنا
ابتسمت له "إشريا" وهي تقول: نعم شعرتُ وكأنني في منزلي تماما.
تبسم "يامن" قائلاً : هو بالفعلِ كذالك ....انهضي الآن لنتناول الأفطار فجدتي تعُدّ فطائر لذيذة جدًا
-إذًا هي لننهض قبل أن تبرد
نهضت وخرجت هي و"يامن"، إلي ساحةِ البيت ليجدوا طاولة متوسطة الحجم عليها بعض الفطائر وبعض المُقبلات ويتوسط الطاوله بعض زهور الياسمين
جلست "إشريا"وبجانبها "يامن"وعلي مقدمة الطاولة "نورسين"، تناولوا الإفطار معًا وبدأوا يتسامرون في العديد من المواضيع ومضى وقت الإفطار عليهم بسعادة وفرح
علي جانب آخر حيث العيون التي تظهر من هذا الوشاح وكأنها كعيونِ الصقر كان يقف "آسير"بقوسهِ ورماحهِ وهو يصوب علي هدفٍ محدد أمامهُ، غمض عيناهُ فجأةً ثم عاد ليفتحهما وهو يبتسم بهيام يبدو بأنهُ قد رأيىما قد شرح أساريرهُ
بعد إنتهاء الأفطار طلبت"نورسين"من "إشريا"أن ترتدي ملابس أعطتها لها؛ كي لا يشُك في أمرِها أحد وأن تُخفي العُقد تحتها، ففعلت "إشريا"كما طُلِب منها وارتدت فُستانًا بلونِ البنفسج مُطرز، بهِ بعض الورود وحجابًا بنفس اللون، ومن فوقهِ وشاح يتدلى لآخر قدميها كان الرداء بسيطًا ولكن هي جعلتهُ جميلًا وأنيقًا
